استفتاء كردستان.. «الحلم السابق لأوانه»
جرى استفتاء الاستقلال على كردستان العراق في 25 سبتمبر 2017، حيث أظهرت نتيجته أن 93.25% من المصوتين يرغبون في الانفصال عن حكومة بغداد المركزية. وعلى الرغم من أن معظم وسائل الإعلام قالت إن هذا التصويت غير ملزم، إلا أن حكومة كردستان العراق، التي تتمتع بالحكم الذاتي، اعتبرته ملزماً، واعتقدت أن نسبة تأييد الانفصال المرتفعة من شأنها التمهيد لبدء إقامة الدولة، لكن الحكومة المركزية في بغداد رفضت الاعتراف بشرعية الاستفتاء، واعتبر رئيس الحكومة، حيدر العبادي، الاستفتاء باطلاً وطالب بإلغائه وبانسحاب البيشمركة الكردية من المناطق التي استولت عليها أخيراً بعد طرد مقاتلي تنظيم «داعش» منها. وإمعاناً في إظهار جديتها في رفض الاستفتاء أرسلت حكومة بغداد الجيش العراقي باتجاه كردستان، وحدثت اشتباكات مع قوات البيشمركة ما أدى إلى انسحابها من المواقع التي استولت عليها من «داعش» في الحال.
ودعت حكومة كردستان إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف جميع العمليات القتالية. وقالت الحكومة إنها مستعدة «لتجميد نتائج الاستفتاء» و«البدء في حوار مفتوح» مع حكومة بغداد على أساس الدستور العراقي.
وإثر تراجع الأكراد عن الاستفتاء نشب صراع بين قادة الحكومة الكردية، الذين حمّلوا رئيس كردستان العراق، مسعود برزاني، مسؤولية ما حدث، الأمر الذي دفع الأخير إلى تقديم استقالته كرئيس لكردستان بعد خمسة أسابيع من إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم. وفي خطاب الاستقالة المتلفز تحدث برزاني بمرارة من برلمان كردستان في عاصمة الإقليم أربيل، عن الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه في الاستفتاء، الذي صوت فيه نحو ثلاثة ملايين شخص، وأن الاستفتاء دخل التاريخ ولا يمكن إلغاؤه، واتهم خصومه السياسيين بالخيانة لأنهم تنازلوا عن كركوك الغنية بالنفط للحكومة المركزية في بغداد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news