تمثال جديد له طوله 4 أمتار في بورسعيد.. وتبرعات لبناء آخر في مدخل قريته
تأكيد الاعتبار للشهيد عبدالمنعم رياض بعد تحطم نصبه التذكاري
في يوم التاسع من مارس، يوم الشهيد المصري، الذي خصص تخليداً لذكراه، أعادت مصر الرسمية والشعبية التأكيد على الاعتزاز بالقائد الشهيد عبدالمنعم رياض، بطل حرب الاستنزاف 1968-1973، ورئيس أركان الجيش المصري السابق، حيث تم تنصيب تمثال له في مدينة بورسعيد، بعد تحطم تمثاله الأصلي الذي كان منصوباً في ميدان 23 يوليو هناك، أثناء محاولة لنقله، الأمر الذي أثار غضباً عارماً في مصر، على المستوى الرسمي والشعبي والإعلامي، ومطالبات بالمحاسبة الفورية لمرتكبي هذا الخطأ.
حضر احتفالية تنصيب التمثال الجديد في ميدان الشهداء محافظ بورسعيد، اللواء عادل الغضبان، كما حضرت أرملة الشهيد عبدالمنعم رياض، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والأمنية والعسكرية، وجماهير بورسعيد.
وقال مصمم التمثال، الدكتور طارق الكومي، إنه «قام بنحت التمثال بما يتناسب مع طبيعة المنطقة، كما أنه ركز على تفاصيل تظهر شخصية البطل الشهيد، كمقاتل استشهد على الجبهة، وكقائد كبير يمثل العسكرية المصرية، وتجلى ذلك في تصميم الوقفة، واليد القوية، ونظرات العين والملامح، إذ بلغ طول التمثال أربعة أمتار ونصف المتر، وقد وضع بشكل يتناسب مع بنيان المسلة، وثبت على قاعدة تمثل الصخرة التي استشهد عليها عبدالمنعم رياض». وتابع أن «التمثال تم نحته خلال شهرين فقط، مع أن المفترض أن يستغرق أكثر من عام، وصنع من مادة الـ(جي آر سي) المسلح بالألياف الزجاجية، وبكلفة 200 ألف جنيه».
كانت واقعة تحطم تمثال القائد الشهيد عبدالمنعم رياض، أثناء نقله ببلدوزر، قد أثارت غضباً شعبياً واسعاً، للطريقة التي تم تنفيذ عملية النقل بها، كما وصف مصمم التمثال القديم، أستاذ النحت بجامعة دمياط، الدكتور فيصل أحمد، طريقة نقل التمثال، البالغ طوله ثلاثة أمتار يومها، بأنها «غير حضارية»، وأن «كلفته تتجاوز المليون جنيه»، كما أصدرت أسرة الشهيد عبدالمنعم رياض بياناً وقتها بذات الخصوص، قالت فيه: «لم يدرك من قاموا بنقل التمثال وإتلافه بهذه الصورة الهمجية أن هذه إهانة لرجل أعطى حياته لمصر، واستشهد في الصفوف الأمامية وسط جنوده ليحيا الوطن، وليكون يوم استشهاده (يوم الشهيد)، فإننا نأسف لعدم استيعاب الجهات التنفيذية لمعنى ما قاموا به». وقد اضطرت الأجهزة التنفيذية، وعلى رأسها محافظ بورسعيد، إلى تقديم اعتذار رسمي إلى الشعب المصري، وأسرة الشهيد عبدالمنعم رياض، يومها، على ما حدث، كما أصدر المحافظ قراراً بنقل المتسبب في الواقعة، رئيس حي شرق عماد مهدي، للعمل في ديوان المحافظة.
ولد عبدالمنعم محمد رياض عبدالله في 22 أكتوبر 1919، وهو أول قائد عسكري مصري شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، كما شغل من قبل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية، وعُين عام 1964 رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي حرب 1967 عيّن قائداً عاماً للجبهة الأردنية.
شارك عبدالمنعم رياض في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، كما شارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف.
من قصيدة رثاء نزار قباني لعبدالمنعم رياض
٩/ ٣/ ٢٠٠٩
لو يُقتَلونَ مثلما قُتلتْ..
لو يعرفونَ أن يموتوا.. مثلما فعلتْ
لو مدمنو الكلامِ فى بلادنا
قد بذلوا نصفَ الذى بذلتْ
لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ
قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ..
واحترقوا فى لهبِ المجدِ، كما احترقتْ
لم يسقطِ المسيحُ مذبوحاً على ترابِ الناصرةْ
ولا استُبيحتْ تغلبٌ
وانكسرَ المناذرةْ..
لو قرأوا - يا سيّدى القائدَ - ما كتبتْ
لكنَّ من عرفتهمْ
ظلّوا على الحالِ الذي عرفتْ..
يدخّنون، يسكرونَ، يقتلونَ الوقتْ
ويطعمونَ الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ كما علِمتْ
وبعضهمْ.. يغوصُ فى وحولهِ..
وبعضهمْ..
وبعضهمْ..
قد أغلقَ البابَ على حريمهِ..
ومنتهى نضالهِ..
جاريةٌ فى التختْ..
يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ..
الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا
أنتَ بها بدأتْ..
يا أيّها الغارقُ فى دمائهِ
جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ..
جميعهم قد هُزموا
ووحدكَ انتصرتْ..
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news