توماس بوسرت: أميركا لن تكون مسؤولة عن الأمن العالمي وحدها
مرة أخرى، يرتكب نظام بشار الأسد مجزرة في حق المدنيين. فقد كان سكان الغوطة، قبل يومين، هدفاً لما يعتقد أنه هجوم بالسلاح الكيماوي. ويقول مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، توماس بوسرت، إن الإدارة الأميركية لا تقبل مثل هذه الممارسات الوحشية، إلا أنه أكد أن واشنطن لن تقوم بالمهمة وحدها، وأن زمن التضحية من أجل الأمن العالمي قد ولى. ودعا مستشار البيت
لقد حان الوقت، لجلب الشركاء الإقليميين، وغيرهم من اللاعبين الفاعلين من جميع أنحاءالعالم، لوضع مواردهم وثرواتهم وأولادهم وبناتهم في الخطوط الأمامية، وليس فقط القوات الأميركية. |
الأبيض إلى مشاركة الجميع، من أجل حل الصراعات في الشرق الأوسط. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار، الذي أجرته قناة «أي بي سي»، ونشر في مجلة «ريل كلير بوليتكس»:
• لقد رأينا تلك الصور المروعة الصادرة من سورية، ويبدو أن هناك هجوماً كيماوياً.. ماذا يتعين على رئيس الولايات المتحدة فعله، في رأيك؟
- نعم، إنها مشكلة خطيرة للغاية. لقد رأينا صور هذا الهجوم. أولاً أود أن أشير إلى توقيت هذا الحدث، إنه أول شيء أدهشني، إنها الذكرى السنوية الأولى لتحركنا في المرة الأخيرة التي ارتكبوا فيها خطأ استخدام هذه الأسلحة، واستفزوا بقية العالم. الأمر لا يتعلق بالولايات المتحدة، فقط، هذه واحدة من تلك القضايا التي اتفقت عليها كل الدول، وكل الأمم أجمعت عليها منذ الحرب العالمية الثانية، وهي ممارسة غير مقبولة. استخدام السلاح الكيماوي غير مقبول تماماً، ويجب ردع كل من يخرق القوانين الدولية.
• هل نتوقع هجوماً آخر بالصواريخ على نظام بشار الأسد وقواته؟
- لن أستثني أي خيار، وكل شيء مطروح على الطاولة. هذه صور فظيعة ونحن نبحث في الهجوم في هذه المرحلة. وقد أوردت وزارة الخارجية بياناً، الليلة قبل الماضية، والرئيس في مشاورات مستمر ة مع المجلس الأعلى للأمن القومي، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض، وأنا شخصياً شاركت في المشاورات.
• رغم أن الرئيس قال، هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة ستترك أمر سورية للآخرين، مصرحاً: «يجب أن نخرج من هناك؟».. ما رأيك في كل هذا؟
- أعتقد أن الرئيس أشار إلى نقطة واضحة جداً، وسأكرر هذه النقطة. لقد تأرجحت الأمور نحو الاتجاه الخاطئ لفترة طويلة جداً، وتم استغلال قوة الولايات المتحدة وجعلها مسؤولة، وحدها، عن توفير الأمن للعالم بأسره.
• كيف ذلك؟
- لقد حان الوقت لتغيير ذلك، مرة أخرى، بطريقة تجلب الشركاء الإقليميين، وغيرهم من اللاعبين الفاعلين في هذه المسائل، من جميع أنحاء العالم، لوضع مواردهم وثرواتهم وأولادهم وبناتهم في الخطوط الأمامية، وليس فقط القوات الأميركية.
• هل ستتخلى أميركا عن دورها التقليدي؟
- لن تقوم القوات الأميركية بمعالجة ستة أو سبعة صراعات مستمرة، وحروب مشتعلة في الشرق الأوسط أو في سورية في هذه المرحلة. نحتاج إلى زيادة الشراكة الإقليمية، ونحتاج إلى خفض وجود القوات الأميركية.