وثائق جديدة تدحض مزاعم ترامب بشأن الغانيات

في أحدث تداعيات لموضوع ترامب والغانيات، تناقلت وسائل الإعلام تأكيداً جديداً، يدحض مزاعم ترامب بشأن علاقته بهذا الموضوع. إلا أن سجلات رحلات الطيران، التي حصلت عليها صحيفة «بوليتيكو»، بالإضافة إلى شهادة الحارس الشخصي لترامب أمام الكونغرس، والصور الفوتوغرافية ومواقع وسائل الإعلام الاجتماعية، تروي قصة مختلفة تاماً، قصة يمكن أن تفرض تهديداً قانونياً جديداً للرئيس، حسب الخبراء القانونيين.

وفي الواقع، سافر ترامب إلى موسكو، حيث حضر مسابقة ملكة جمال الكون في أحد أيام الجمعة، وغادر في ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد التالي، حيث أمضى ليلة كاملة معظمها في العاصمة الروسية، في تناقض تام مع روايته لكومي في مذكراته.

هذه الجهود، التي يبذلها ترامب لتضليل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، قد تضفي ثقلاً على الادعاء الوارد في ملف بحثي خاص، يطلق عليه «ملف ستيل» لم يتم التحقيق فيه بَعْد، وقام بتجميعه جاسوس بريطاني سابق في عام 2016، ورد فيه أن ترامب انخرط في نشاط خلال رحلة إلى موسكو، ما جعل الحكومة الروسية تعمد إلى ابتزازه.

ويعتقد المحللون القانونيون أن ذلك من المحتمل، أيضاً، أن يلفت انتباه المحامي الخاص، الذي يحقق في مزاعم علاقة حملة ترامب بروسيا، روبرت مولر. التصريحات الكاذبة التي أدلى بها ترامب إلى كومي حول الرحلة، يمكن أن تثبت أن ترامب «على وعي تام بذنبه»، وفقاً للمدعي الفيدرالي السابق، بيتي زيدينبيرغ، الذي عمل مع المحقق الخاص باتريك فيتزجيرالد، بشأن التحقيقات في التسريبات المتعلقة بالأمن القومي، أثناء إدارة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش.

ويمكن أن تدعم هذه البيانات الجديدة قضية قانونية ضد ترامب، على الرغم من أن العديد من المحللين يشكون في أن مولر لديه السلطة القانونية لتوجيه اتهام إلى رئيس لايزال على رأس السلطة. إلا إن ادعاءات ترامب تمثل عنصراً رئيساً في أي تقرير يضعه مولر، ويصل إلى استنتاجات حول ما إذا كان ترامب يسعى إلى عرقلة العدالة، أو التواطؤ مع الكرملين، حيث يمكن أن تنتقل هذه القضية من وزارة العدل إلى الكونغرس.

ويظهر من سجلات الطيران، التي حصلت عليها صحيفة «بوليتيكو»، أن ترامب هبط في مطار «فنوكوفو» الدولي في موسكو، بعد الساعة السادسة صباحاً، بالتوقيت المحلى يوم الجمعة 8 نوفمبر، وأمضى ليلة الجمعة ومعظم ليلة السبت قبل مغادرته موسكو، قبل الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلى صباح الأحد.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت، العام الماضي، أن ترامب سافر إلى موسكو على متن طائرة يملكها صديقه فيل روفين، وهو أحد أساطين الكازينوهات، وحصلت «بوليتيكو» على سجلات رحلات طائرة بومباردييه غلوبال إكسبرس، التي تملكها شركة روفين للتطوير، والتي تتطابق مع سفريات ترامب خلال تلك الفترة من وإلى موسكو. وأكدت ميشيل نول، المتحدثة باسم روفين، أن ترامب استخدم تلك الطائرة في رحلته تلك. وحضر روفين أيضاً مسابقة ملكة جمال الكون، لكنه كان يسافر على متن طائرة خاصة أخرى يملكها.

في صباح يوم الأربعاء، 6 نوفمبر، سافرت الطائرة، التي استخدمها ترامب، من لاس فيغاس إلى آشفيل بولاية نورث كارولينا، لتصل إلى هناك في وقت متأخر بعد الظهر. ونشر موقع الراحل، بيلي غراهام، صورة لترامب في الاحتفال بعيد ميلاد غراهام الـ95 في آشفيل في اليوم التالي، وهو يوم الخميس 7 نوفمبر. وغادرت طائرة روفين، التي تحمل ترامب، آشفيل في تلك الليلة، ووصلت إلى موسكو صباح يوم الجمعة.

وغردت مستشارة وزير التنمية الاقتصادية الروسية، يوليا ألفيروفا، محتفية بوصول ترامب «وصل دونالد ترامب لحفل ملكة جمال الكون على الرحب والسعة»، وجاءت هذه التغريدة يوم الجمعة 8 نوفمبر. وفي وقت لاحق من ذلك الأسبوع، نشرت ألفيروفا صوراً على «إنستغرام»، وهي تلتقي ترامب خلال مسابقة ملكة جمال الكون. وفي يوم الجمعة أيضاً، نشر مطعم «نوبو موسكو» الراقي على «فيس بوك» صورة لترامب وأحد شركائه التجاريين الروس، واسمه أمين أغالاروف، وهما يقفان خارج المطعم.