ينتج طاقة تصل إلى 25 كيلوواط.. ويطمح المبتكرون إلى تطويره ليغطي احتياجات القطاع
بحر غزة ينتج الكهرباء للتخفيف من أزمات المواطنين
«الحاجة أم الاختراع»، ولأن غزة بأمس الحاجة إلى حلول مبتكرة لإنهاء الأزمات الحادة التي تتعرض لها منذ سنوات طويلة، والتخفيف منها، كان لزاماً على أصحاب العقول والشهادات أن يجدوا ما يعود بالنفع على أبناء شعبهم، ويخفف من أعباء الويلات التي يتجرعون مرارتها.
أهم عنصر أسهم في نجاح فكرة مشروع التخرج هو أن مدينة غزة ساحلية. النظام الخاص في المشروع يمتص طاقة الأمواج ويحولها إلى طاقة هيدروليكية، تتم معالجتها من خلال نظام هيدروليكي، ثم يتم التحكم في أجزاء المشروع المختلفة من خلال وحدة تحكم رئيسة محوسبة PLC لمراقبة النظام، والتأكد من استقرار الطاقة المنتجة. ابتكار إنتاج الكهرباء من أمواج البحر اخترعه 4 خريجين مهندسين من كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية بغزة. |
من هذا المنطلق، ابتكر أربعة طلبة من خريجي كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية في غزة مشروعاً لإنتاج وتوليد الكهرباء من أمواج البحر، ليكون الاختراع الأول من نوعه، ليس كونه حديثاً في فلسطين فحسب، بل لأنه في حال تطبيقه سينهي معاناة مليوني مواطن بفعل أزمة انقطاع الكهرباء الممتدة منذ أكثر من 11 عاماً.
ونجح الطالبان من تخصص الهندسة الميكانيكية، هيثم مشتهى ومحمود مراد، والطالبان من تخصص الهندسة الكهربائية، غازي صبيح وطارق أبوزيد، في إنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق أمواج البحر، من «نموذج مشروع هندسي» استغرق تصميمه نحو أربع سنوات.
فكرة المشروع
يوفر المشروع البحثي، الذي يعد حديثاً على مستوى العالم، طاقة كهربائية بقدرة 12-15 كيلوواط، في حين من المقرر أن يوفّر لاحقاً في مرحلته الثانية ما بين 20-25 كيلوواط في حال توافر الإمكانات المادية.
ويقول المهندس الخريج هيثم مشتهى لـ«الإمارات اليوم»، شارحاً المراحل التي مر بها هو وطاقم ابتكار المشروع، انطلاقاً من الفكرة حتى التشغيل، إن «فكرة المشروع جاءت في كيفية إنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة في غزة، ومحاولة تقديم أبسط الحلول المتوافرة، للإسهام في التخفيف من أزمة الكهرباء التي يعانيها أهالي غزة».
ويضيف «قدمت أنا وزملائي نموذجاً مبسطاً للمشروع، لكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية في عام 2014، وقد أثبت نجاحه، ما دفعنا لتطبيقه بالتعاون مع الجامعة في عام 2016، وخلال العامين الماضيين أجرينا تعديلات عليه، حتى قررنا إطلاق المشروع والإعلان عنه في نهاية شهر أبريل الماضي».
ويشير مشتهى إلى أن أهم عنصر أسهم في نجاح فكرة مشروع التخرج هو أن مدينة غزة ساحلية، لافتاً إلى أن ذلك ساعدهم على إمكانية تطبيق مشروعهم، واستثمار طاقة أمواج البحر، لتطبيقه في بحث التخرج.
وينوه إلى أن المشروع جاهز للتشغيل، ويمكن الاعتماد عليه في توفير الكهرباء بطاقة أولى تصل إلى 15 كيلوواط في المرحلة الأولى، وهي كافية بإنارة رصيف ميناء غزة الذي تبلغ مساحته 1800 متر، فيما ينتج كهرباء في المرحلة الثانية تصل إلى 25 كيلوواط.
ويستدرك مشتهى قائلاً «إذا ما توافرت الإمكانات المادية سنجري تعديلات على المشروع لمضاعفة الوحدات الإنتاجية، إذ من الممكن تغذية شبكة الكهرباء بها، ونقلها إلى المواطنين».
ويضيف «لا يوجد لدينا توجيه للأبحاث العملية في غزة، نحتاج إلى توجيه علمي وفكري، ودعم مالي، لأن هناك العديد من الأبحاث العلمية في الأدراج، ولا يتم النظر إليها».
أجزاء المشروع
من جهته، يوضح المهندس محمود مراد أن مشروع إنتاج الطاقة البديلة من أمواج البحر يتكون من أربعة أجزاء، الجزء الأول ميكانيكي، ويتكون من «عوامين»، يحولان طاقة الأمواج عبر نظام هيدروليكي إلى طاقة كهربائية، أما بقية الأجزاء فهي الذراع الهيدروليكية، ودروة الزيت، فيما ينتهي المشروع بالجزء الخاص بدائرة التحكم لتغذية شبكة الكهرباء.
ويشير إلى أن المشروع لايزال في مرحلته الأولية، إذ من الممكن تطويره بعد ذلك، وتركيب عوامين آخرين لإنتاج طاقة كهربائية مضاعفة.
ويقول المهندس الخريج مراد، واصفاً آلية عمل أجزاء المشروع،إن «الفلوترات العائمة (العوامات) تعمل في الماء على اكتساب الطاقة المختزنة في الأمواج، وهي الطاقة الحركية، أما الطاقة المنتَجة فتدخل على جزء الذراع الهيدروليكية، الذي بدوره يعمل على تحويل الطاقة الحركية إلى كهربائية، في حين يتم التحكم في الطاقة عن طريق دائرة التحكم بالمشروع».
ويضيف أن «النظام الخاص في المشروع يمتص طاقة الأمواج ويحولها إلى طاقة هيدروليكية، لتتم معالجتها من خلال نظام هيدروليكي، ثم يتم التحكم في أجزاء المشروع المختلفة من خلال وحدة تحكم رئيسة محوسبة PLC لمراقبة النظام، والتأكد من استقرار الطاقة المنتجة».
وأجمل التحديات التي واجهت المشروع، المتمثلة في «نقص الخبرات العلمية والعملية في مجال طاقة الأمواج والمجالات التابعة لها، ومحدودية التمويل المادي اللازم لتنفيذ لمشروع، وافتقار ورش العمل والسوق المحلية لبعض المعدات والأجهزة اللازمة لتصنيع وتحسين كفاءة المشروع».
ورغم العقبات المتعددة، يطمح المهندسون الأربعة إلى تحويل النموذج البحثي إلى مشروع يخدم أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، يعانون أزمة نقص الكهرباء بغزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news