احتفالية عالمية لحزب «الوفد» في ذكرى مئويته وانطلاق ثورة 1919
تتواصل الاستعدادات داخل حزب الوفد المصري لإقامة احتفالية عالمية بالذكرى المئوية لتأسيسه بعد ولادته من رحم ثورة 1919، وشكّل الوفد لجنة نوعية منفصلة لتنظيم فعاليات الاحتفالية، وتتوقع دوائر وفدية حضور الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، للاحتفالية، وأصبح شبه مؤكد حضور وفد موسع من حزب المؤتمر الهندي، وآخر من الحزب الشيوعي الصيني، كما أكدت مصادر وفدية أن الدعوة ستوجه إلى الدول العربية ومستوياتها السياسية المختلفة، علاوة على توجيهها لأعضاء السلك الدبلوماسي الممثل لمختلف الدول والهيئات العالمية.
وقال مدير المركز الإعلامي لـ«الوفد»، الكاتب الصحافي ممدوح دسوقي، لـ«الإمارات اليوم» إن «حزب الوفد - الذي شكّل ملمحاً جوهرياً للمشهد السياسي المصري منذ عام 1919، وتصدر الحركة الوطنية المصرية دفاعاً عن استقلال مصر وطرد المحتل البريطاني، ودفاعاً عن الدستور ورفع راية الديمقراطية، وارتبط اسمه بالوحدة الوطنية والاستنارة - يسعى لأن تكون احتفاليته المئوية تجسيداً لهذه المعاني، وأن يكون لها وقعها الوطني في الداخل بمشاركة كل أبناء الوفد والحركة الوطنية المصرية، كما يكون لها صداها العالمي في الخارج، حيث إن الوفد من لحظة تأسيسه وتشكيل هيئته العاملة من أجل الاستقلال والدستور، أدرك أهمية مخاطبة الضمير والفكر العالمي».
ولفت دسوقي إلى أن «الوفد إيماناً منه بالمؤسسية شكّل لجنة نوعية مستقلة، برئاسة القيادي الوفدي، منير فخري عبدالنور، للتنظيم والإشراف على فعاليات المئوية، حيث تعمل هذه اللجنة في كتمان لإخراج الاحتفالات على أعلى المستويات».
وعلمت «الإمارات اليوم» من مصادر لها داخل «الوفد» أن «المئوية ستكون ممتدة من نهايات شهر نوفمبر 2018 وحتى نهايات شهر مارس 2019، توازياً مع امتداد أحداث ثورة 1919 الرئيسة في الفترة ذاتها منذ 100عام، كما أنها ستقام في سبع محافظات، هي: بورسعيد والسويس، والإسكندرية وأسوان، والقليوبية والمنوفية، ومطروح».
وكشفت المصادر أن «الدعوة ستوجه إلى الرئيس، عبدالفتاح السيسي، وهناك توقعات واسعة بحضوره لأهمية المناسبة في تاريخ مصر، كما أن هناك تأكيدات بحضور وفد موسع وعلى أعلى مستوى من حزب المؤتمر الهندي، الحزب الشقيق للوفد في نضاله التاريخي ضد المحتل البريطاني، والذي جمعته به وبقادته علاقات وثيقة ممتدة، وتأكيدات بحضور وفد رفيع من الحزب الشيوعي الصيني، وحزبي العمال والمحافظين البريطانيين، و«الديمقراطي» و«الجمهوري» الأميركيين، وكذا ممثلون سياسيون ودبلوماسيون من مختلف الدول العربية والأجنبية. كما يجري الترتيب لدعوة مطرب عربي كبير، ومطرب عالمي كبير لإحياء الفقرة الفنية المصاحبة للمؤتمر».
وقالت المصادر أيضاً إن «مكان إقامة المؤتمر الرئيس للاحتفالية مرتبط بفعالياتها ومستوى حضورها، وهناك ثلاثة أماكن مقترحة حتى الآن، الأول أمام قصر عابدين، والثاني فوق سفح الهرم، والثالث في دار الأوبرا، ولم يرشح عن اللجنة المنظمة حتى اللحظة ترجيح لاختيار أي من هذه الأماكن».
بدوره، قال رئيس حزب الوفد السابق عضو المجلس الاستشاري الحالي لحزب الوفد، محمود أباظة، في تصريحات إعلامية إن «الاحتفالية ستشمل ثلاثة محاور، المحور الثقافي الذي يشارك فيه (معهد العالم العربي) وجامعة أوكسفورد، والمحور التاريخي الذي يتناول الحديث عن شخصيات قادة ثورة 1919، والمحور الحزبي الخاص باحتفالات الحزب».
من جهتها، دعت الأكاديمية الوفدية وابنة شقيق الزعيم الوفدي التاريخي مكرم عبيد، منى مكرم عبيد، حزب الوفد في ذكرى مئويته، إلى التركيز على ثلاث مهام هي «تطوير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الخاص بالحزب، وتنشيط لجنة الشباب، والتركيز على تأهيل المرشحين في الانتخابات المحلية، تعزيزاً لمستقبل الوفد».
من ناحيته، دعا رئيس تحرير صحيفة الوفد، وجدي زين الدين، في مقال له بمناسبة المئوية، إلى ربط الجهاد الوطني للوفد بالتحديات التي تعيشها مصر في الوقت الراهن، واستلهام روح مقاومة مؤامرات الخارج من ذكرى الجهاد الوطني في انطلاقه في 13 نوفمبر. وقال زين الدين «إن يوم 13 نوفمبر (انطلاق ثورة 1919) عيد قومي مصري يرمز إلى بداية مرحلة جديدة في حياة المصريين، عندما ذهب الزعيم سعد زغلول ورفاقه إلى المعتمد البريطاني، السير ونجت، معلنين استقلال مصر عن الإنجليز ويطلبون الحرية للبلاد». ونوه زين الدين بأن السير ونجت تسبب حين استنكر حديث سعد ورفاقه باسم الأمة، في ولادة «صيغة التوكيل الأولى» التي وُلد عبرها الوفد، فأقبلت علي توقيعها طوائف الشعب في حماس منقطع النظير، وحين منع التوقيع علناً، وقّعت سراً، فحاول الاحتلال مصادرتها فاندلعت الثورة.
في الإطار ذاته، أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن عقد مؤتمر دولي عن مئوية 1919، توازياً مع احتفالية «الوفد» بين 16 و18 مارس 2019، تحضرها نخبة من المفكرين العرب والعالميين.
• الاحتفالية تشمل 3 محاور، هي: «الثقافي»، و«التاريخي» الذي يتناول الحديث عن شخصيات قادة ثورة 1919، و«الحزبي».