فيديو «كتيبة الإعدام» يؤجج فرنسا بعد «السترات الصفراء»
أثار تصرف للشرطة الفرنسية غضبا وانتقادا كبيرين، بعدما ظهر عناصر منها في مقطع فيديو وهم يركّعون طلبة بمدرسة ثانوية، فيما بدا شبيها بطريقة «الإعدام رميا بالرصاص».
وجرى تداول الفيديو على نطاق واسع خلال الساعات الماضية، حيث يظهر إيقاف العشرات من الطلاب قرب مدرسة ثانوية بطريقة مهينة وغير أخلاقية.
ويرصد الفيديو نحو 150 طالبا راكعين يضعون أياديهم فوق رؤوسهم، في مشهد يوحي بأسرى الحرب أو باللحظة التي تسبق تنفيذ الإعدام رميا بالرصاص.
وواجهت الشرطة كما هائلا من الانتقادات شديدة اللهجة، حيث أجمعت كلها على أن تعامل العناصر الأمنية مع الطلاب غير مقبول، ودخيل على المجتمع الفرنسي.
وقد دافعت الحكومة الفرنسية اليوم عن الأساليب الأمنية القاسية التي استخدمتها شرطة مكافحة الشغب عندما أرغمت عشرات من طلاب المدارس الثانوية المقبوض عليهم على الركوع في صفوف ووضع أيديهم وراء رؤوسهم أو تكبيل البعض بعد احتجاجات عنيفة في فال فوريه وهي ضاحية يسكنها فقراء خارج مونت لا غولي على مسافة 60 كيلومترا غربي باريس.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير في مؤتمر صحافي «على مدى الأيام القليلة الماضية انضم للطلاب نحو مئة شاب مقنع يحملون هراوات وقنابل حارقة أصروا على الاشتباك مع الشرطة».
وأضاف أن المحتجين أضرموا النار في حواجز على الطرق ورشقوا سائقي السيارات بالمقذوفات ونهبوا منازل في المنطقة المحيطة بالمدرستين.
وتابع «هذا هو السياق الذي تدخلت فيه قوات الأمن».
وقال مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إن إرغام الطلاب على الوقوف ووجوههم للحائط كان أشبه ما يكون بعملية إعدام جماعي.
وقال مستخدم لتويتر «هل يمكن لأحد أن يخبرني إن كان قد رأى مثل هذا الأمر في الخمسين عاما الماضية».
ووصف وزير التعليم جان ميشيل بلانكر الصور بأنها «صادمة» لكنه قال إن العنف الذي يهز فرنسا منذ أسابيع يبرر الأساليب الأمنية الصارمة.
وتشهد فرنسا، منذ أيام، تظاهرات طلابية في عدد من المؤسسات التعليمية احتجاجا على غلاء المعيشة والإيجارات، وذلك سيرا على احتجاجات أصحاب «السترات الصفراء»، الأمر الذي أدى إلى توقيف نحو 700 طالب في كل أنحاء فرنسا.
وكان رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب أعلن، اليوم، تعبئة استثنائية في صفوف قوات الأمن للتصدي لأعمال تخريب وعنف محتملة قد تندلع خلال احتجاجات «السترات الصفراء»، مشيرا إلى نشر 89 ألف شرطي وعربات مدرعة لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005.
وفي الأثناء تستعد الحكومة الفرنسية للأسوأ، يوم غد، على خلفية ثلاثة أسابيع من التعبئة للاحتجاج على زيادة الرسوم على المحروقات.
وفضل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزوم الصمت والتواري عن الأنظار طوال الأسبوع، مركزا جهوده في قصر الإليزيه على البحث عن مخرج لأزمة تهدد باقي ولايته الرئاسية.
وتزايدت في الأيام الأخيرة الدعوات إلى الرئيس الفرنسي من أجل أن يشرح موقفه للفرنسيين، وقد صدرت عن المحتجين من «السترات الصفراء» كما عن المعارضين وحتى أحيانا نواب الغالبية.
لكن الرئيس «الواضح الرؤية للظروف والوضع» كما قال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران، «لا يود صب الزيت على النار، وبالتالي لا ينوي التكلم قبل السبت»، مضيفا أن الرئيس «سيتكلم مطلع الأسبوع المقبل».