رجل يُمضي 20 يوماً في الظلام والعزلة
ما المدة التي يمكن تحمّلها في حبس انفرادي وظلام تام؟ ماذا عن جائزة تقدّر بـ100 ألف دولار؟ أحد الأشخاص الجريئين راهن مع صديقه بأنه يستطيع أن يقضي 30 يوماً على الأقل في مثل هذه الظروف القاسية، وخضع لتجربة طويلة امتدت لأسابيع لإثبات ذلك.
بدأ كل شيء في الخريف الماضي، كمناقشة ودية بين الأصدقاء. سأل الأسترالي روري يونغ صديقه ريتش آلتي، عن المدة التي يمكن أن يقضيها الإنسان في غرفة صغيرة مظلمة دون أي تفاعل مع البشر. يبدو أن إجابة آلتي بإمكانية البقاء لمدة 30 يوماً غير واقعية بالنسبة لصديقه يونغ، ومن هناك تم الترتيب لـ«رهان» غير معتاد.
أودع كل من الصديقين 100 ألف دولار من أموالهما الخاصة في حساب ضمان، ووافقا على دفع الطرف الخاسر للرهان المال للشخص الرابح. سيفوز آلتي بالمبلغ الكبير إذا تمكن من قضاء شهر كامل معزولاً في غرفة مظلمة صغيرة، وستكون الـ100 ألف من نصيب يونغ إذا استسلم صديقه قبل الموعد النهائي.
مع هذه الجائزة الكبيرة، يجب أن تكون ظروف التجربة واضحة للغاية. تم وضع عقد قانوني مؤلف من 11 صفحة، وتم تعيين لجنة من ثلاثة قضاة لضمان التزام آلتي بجميع الإرشادات المتفق عليها. تم اختيار غرفة صغيرة في مكان غير معلوم في لاس فيغاس لإيواء آلتي لمدة 30 يوماً اعتباراً من 21 نوفمبر 2018. وضع فيها سرير وثلاجة، مع إزالة الأضواء، جنباً إلى جنب مع جميع لوازم الاستحمام التي يطلبها «الضيف المراهن»، على أن يُسمح له بالحصول على أي طعام يريده. ومع ذلك، مُنع حبيس الغرفة المظلمة من الوصول إلى أي وسيلة اتصالات أو أجهزة تنبعث منها إضاءة طوال مدة الرهان، وكان عليه حتى تقديم عينات البول بانتظام لإثبات أنه لم يكن يتناول أي دواء لجعل إقامته في الغرفة المظلمة أسهل.
في اليوم العشرين، بعد تقديم توصيل الطعام لصديقه ورؤيته أنه كان في حالة معنوية جيدة، بدأ يونغ بالتفاوض مع آلتي، على أمل خفض خسائره. في الأخير جادل كلا المراهنين على الربح والخسارة، وانتهى يونغ بخسارة 42 ألف دولار فقط، لكنه بالتأكيد لايزال يتألم.