استهداف المحتل للحوامل يستوجب مواقف حازمة من المؤسسات الأممية المعنية بحماية المرأة
الأجنة والرضع.. هدف إسرائيلي في عدوان الأيام الثلاثة
منذ اللحظة الأولى لعدوانها ضد قطاع غزة الذي بدأ يوم الجمعة الثالث من مايو حتى فجر الإثنين أول أيام شهر رمضان المبارك، استهدفت إسرائيل بشكل واضح الأطفال والرضع، وكذلك الأجنة، رغم احتمائهم في أرحام أمهاتهم.
فنتيجة لعمليات القصف المروحي الذي نفذته الطائرات الإسرائيلية في مناطق غزة كافة، استشهد 27 فلسطينياً من بينهم رضيعتان وطفل، فيما ارتقت أربع نساء من بينهن اثنتان لم تضعا أجنتهما، ليرافقهما الجنينان إلى العلا قبل أن يبصرا نور الحياة.
والرضيعتان هما صبا أبوعرار (14 شهراً)، وماريا الغزالي (4 شهور) التي استشهدت برفقة والدتها إيمان، والطفل هو عبدالرحمن أبوالجديان (12 عاماً)، أما الجنين الأول فهو عبدالله أبوعرار، الذي استشهد مع والدته فلسطين قبل موعد ولادته بشهرين، والجنين الثاني أيمن المدهون، الذي جاور أمه أماني إلى العلا وهو في الشهر التاسع من الحمل.
اغتيال حلم
الرضيعة صبا محمود أبوعرار لاذت بحضن أمها للاحتماء بداخله بعد اشتداد وتيرة القصف المروحي الإسرائيلي في محيط منزل العائلة شرق قطاع غزة، لكن شظايا الصاروخ الذي أطلق بجوار البيت اقتنص صبا، ليخطفها من أكثر الأماكن دفئاً.
محمود أبوعرار والد الشهيدة الرضيعة كان جالساً بجوار منزله المدمر، محدقاً بناظريه في ألعاب طفلته التي تركتها وحيدة بعد أن رحلت عن الحياة، وفي الوقت ذاته يقضي وقته عاجزاً عن الحديث من هول الفجيعة التي سترافقه سنوات طويلة.
رامي أبوعرار عم الشهيدة صبا يسرد لحظة استشهادها قائلاً «كانت صبا تلعب هي وأبناء وبنات عمها الأطفال في الفناء الخارجي للمنزل الذي تسكنه خمس عائلات، وبينما كانوا كذلك أطلق صاروخ من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية كانت تعلو سماء المنطقة». وينوه إلى أن الصاروخ الذي اغتال أحلام الرضيعة صبا، هو ذاته الذي حصد روح الجنين عبدالله ووالدته فلسطين أبوعرار، لترتكب إسرائيل بذلك جريمة متعددة الأركان بصاروخ واحد.
ويكمل أبوعرار حديثه قائلاً «فور سماعي للقصف المروحي هرعت مسرعاً من داخل المنزل إلى فنائه، لأجد أن صاروخاً قد ترك حفرة كبيرة في الفناء، فيما زوجة أخي فلسطين غارقة في الدماء، جراء إصابتها في الرأس بشكل مباشر، ومن ثم ترقى شهيدة هي وجنينها عبدالله، وإلى جانبها كانت صبا جثة هامدة لا تحرك ساكناً، جراء إصابتها بشظايا الصاروخ المروحي».
جريمة حرب
وزارة الصحة الفلسطينية تؤكد تعمد استهداف إسرائيل المدنيين في منازلهم، خصوصاً الأطفال والرضع، والنساء الحوامل والأجنة في أحشائهن، مشيرة إلى أن ذلك يعكس حجم الإجرام والعداء لمعاني الحياة، مؤكدة أن استهداف المحتل للحوامل يستوجب مواقف واضحة وحازمة من المؤسسات الأممية المعنية بحماية المرأة والسيدات الحوامل.
من جهته، يقول الناشط الحقوقي صلاح عبدالعاطي مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية مسارات لـ«الإمارات اليوم»، «إن استهداف إسرائيل للأطفال والنساء الحوامل والأجنة في أحشائهن جريمة حرب مُكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الطفل والمرأة وحقهما في الحياة».
ويضيف أن «إسرائيل تهدف من وراء استهداف الأطفال والأجنة والنساء إرهاب المواطنين، وعليهم عدم الالتفاف حول المقاومة، مرتكبة في الوقت ذاته أبشع الجرائم ضد الإنسانية بدعوى هذه التبريرات».
ويشدد الناشط الحقوقي على ضرورة تدخل المُجتمع الدولي، لوقف سياسة الصمت عن جرائم الاحتلال، الذي يتنكر لكل الالتزامات والاتفاقيات الدولية، والتحرك الجاد لمحاسبته وضمان عدم إفلات قادته من العقاب، من أجل حماية الأطفال والنساء الفلسطينيين خاصة والمدنيين بشكل عام.
ويلفت إلى أن عدم تعرض إسرائيل للمحاسبة والمحاكمة الدولية ضد ما ترتكبه من جرائم حرب بحق الأطفال والمدنيين، يجعلها ترتكب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وقتل المدنيين.
- الصاروخ الذي اغتال
أحلام الرضيعة صبا،
هو ذاته الذي حصد
روح الجنين عبدالله
ووالدته فلسطين
أبوعرار، لترتكب
إسرائيل بذلك جريمة
متعددة الأركان
بصاروخ واحد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news