5 حاخامات يهود يلغون تاريخ «بطن الهوى» المقدسي
القادم إلى حي بطن الهوى، وسط حي سلوان جنوب المسجد الأقصى، صعوداً على مدرجات الأزقة القديمة، لن يتمكن بسهولة من الوصول إلى طريق البستان، أو الحارة الوسطى، أو حارة مراغة في الحي، فاللافتات الدالة على هذه الأماكن أزيلت، واستبدلت بلافتات جديدة تحمل اسم حاخامات يهود.
وبذلك تكون دائرة الاستيلاء على حي بطن الهوى اكتملت، ففي الحي توجد 30 عائلة من المستوطنين، سيطرت على منازل فلسطينية، وعاشت بداخلها، فيما رفعت الأعلام الإسرائيلية على سطحها، لتتحول هذه المنازل إلى بؤر استيطانية تجاور بيوت مئات الفلسطينيين.
عملية تهويد شوارع حي بطن الهوى جاءت جراء مصادقة بلدية إسرائيل في القدس على إطلاق أسماء خمسة حاخامات على شوارع الحي، حيث حظي القرار الذي أقرته لجنة التسميات برئاسة رئيس البلدية، موشيه ليؤون، بموافقة ثمانية أعضاء، مقابل معارضة اثنين.
والحاخامات الخمسة هم: «عزرات نداحيم»، وسيطلق اسمه على الشركة الخيرية التي أقامها «يسرائيل دوف فرومكين» في حي بطن الهوى، و«هراف مدموني»، و«هراف أفراهام ألنداف»، و«هراف يحيى يتسحاك هليفي»، و«هراف شالوم ألشيخ هليفي».
رئيس لجنة حي بطن الهوى في بلدة سلوان، زهير الرجبي، يوضح أن حي بطن الهوى يشهد معركة كبيرة منذ عشرات السنوات، بخصوص عقارات عدة يسكنها ما يزيد على 700 مقدسي في الحي، لافتاً إلى أن هذا الصراع اشتد عام 2004، عندما استولت جمعية عطيرت كهونيم الاستيطانية على أول منزل فيها، لتتوالى عمليات السيطرة على المنازل، وتحويلها إلى بؤر استيطانية.
يقول الرجبي، لـ«الإمارات اليوم»، «إن إسرائيل لم تكتفِ بكل سياسات السيطرة على العقارات والمنازل في حي بطن الهوى، وإقامة البؤر الاستيطانية في حارات الحي، لتفرض تهويداً وسيطرة في اتجاه مختلف، وذلك بإزالة اللافتات التي تحمل الأسماء التاريخية لشوارع الحي، تمهيداً لتسميتها بأسماء حاخامات اليهود، وذلك بعد إقصاء لتاريخ المكان وعروبته، وتهويده».
ويؤكد أن قرار تسمية شوارع حي بطن الهوى بأسماء حاخامات يهود هدفه إثبات ادعاءات المستوطنين بملكيتهم للعقارات في أحياء بلدة سلوان، مضيفاً أن «هذه الخطوة جاءت إرضاء للمستوطنين الذين استولوا على بنايات في الحي، تسكنها 30 أسرة يهودية معظمها من المتطرفين، فيما تتجاهل البلدية 6000 مقدسي في المنطقة ذاتها، وهمشتهم بشكل كامل».
ويقول رئيس لجنة أهالي بطن الهوى في سلوان: «منذ عشرات السنوات يعرف جميع أهالي القدس أسماء شوارع حي بطن الهوى، خصوصاً من خلال اللافتات الموضوعة على مداخل الأحياء، منها الحارة الوسطى، وحالة مراغة، وهذه العناوين كتبت في بطاقات الهوية التي تصدرها مكاتب وزارة الداخلية الإسرائيلية لأهالي بطن الهوى».
ويتابع الرجبي قوله: «هذا القرار يثبت مسعى إسرائيل لتهويد المكان، تمهيداً لاقتلاعنا منه، فبعد تسمية الشوارع بأسماء الحاخامات اليهود سيصبح مكان السكن الموجود في بطاقات الهوية غير متطابق مع أسماء الشوارع الجديدة».
من جهته، يقول مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في بيت الشرق بالقدس، خليل تفكجي، إن «تغيير الأسماء وتهويدها يعد سياسة إسرائيلية لممارسة هيمنتها، وهي جزء من السياسة الإسرائيلية التي تهدف إلى اقتلاع الجذور العربية لمدينة القدس، وجلب عائلات إسرائيلية جديدة مكانها».
مضيفاً «إسرائيل تسعى إلى إنهاء كل وجود وأسماء عربية بالقدس، وهي عملية مع مرور الزمن تتم من خلال استبدال كل الأسماء العربية بأخرى عبرية، تماماً كما فعلت في المستوطنات، التي أطلقت عليها أسماء عبرية خلافاً للأسماء العربية للمناطق التي أقيمت عليها».