خبراء: فيروس «كورونا» ليس من صنع الصينيين
فيما تحاول الصين احتواء فيروس «كورونا»، انتشرت شائعات ومعلومات مضللة وسط التدافع للحصول على إجابات. وتركزت بعض التكهنات على معهد علم الفيروسات في ووهان، المدينة التي بدأ فيها تفشي المرض. وتقول إحدى النظريات الهامشية، إن الكارثة يمكن أن تكون نتيجة عرضية لأبحاث الأسلحة البيولوجية.
ولكن خبراء رفضوا فكرة أن الفيروس يمكن أن يكون من صنع الإنسان. وقال أستاذ البيولوجيا الكيميائية بجامعة روتجرز، ريتشارد إبرايت: «استناداً إلى جينوم الفيروس وخصائصه، لا يوجد أي مؤشر على الإطلاق إلى أنه فيروس مُهندَس»، وقال خبير السلامة البيولوجية في ميريلاند، تيم تريفان، إن معظم الدول تخلت عن أبحاث الأسلحة البيولوجية إلى حد كبير، بعد سنوات من العمل أثبتت عدم جدواها، موضحاً أن «الأغلبية العظمى من الأمراض الجديدة السيئة تأتي من الطبيعة».
وكانت صحيفة «ديلي ميل» من بين أول من اقترح إمكانية وجود صلة بين الفيروس الذي انتشر حديثاً، ومختبر ووهان الوطني للسلامة الأحيائية، الذي افتتح عام 2014، وهو جزء من معهد ووهان لعلم الفيروسات، وكان محل مخاوف تتعلق السلامة في الماضي.
وتناولت صحيفة «واشنطن تايمز»، وهي صحيفة محافظة في واشنطن، النظريات بشكل مختلف، قائلة: «فيروس كورونا ربما نشأ في مختبر مرتبط ببرنامج الحرب البيولوجية في الصين»، وأشارت إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات، واستشهد المقال بأبحاث قام بها ضابط مخابرات عسكري إسرائيلي سابق، يدعى داني شوهام، الذي رفض التعليق أكثر.
وعلى الرغم من قلة الأدلة، انتشرت النظرية على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى مواقع نظرية المؤامرة، وفي بعض وسائل الأخبار الدولية.
مختبر ووهان الوطني للسلامة البيولوجية يتمتع بمستوى عالٍ من الأمن التشغيلي، ومصرح له بالعمل على مسببات الأمراض الخطيرة، بما في ذلك «إيبولا». وأولئك الذين يدخلون إلى مختبر من المستوى (4)، يستخدمون معدات خاصة وبدلات واقية، ويتم ترشيح وتنظيف النفايات والهواء بعناية، قبل مغادرة المنشأة.
وقال خبير الأسلحة الكيميائية بجامعة ميريلاند، ميلتون ليتنبرغ، إنه ناقش مع غيره من المحللين حول العالم، إمكانية أن يكون تطوير الأسلحة في مختبر ووهان قد أدى إلى تفشي فيروس كورونا، على البريد الإلكتروني، لكن لم يكن هناك أحد لديه أدلة مقنعة لدعم النظرية.
وقال ليتنبرغ في مكالمة هاتفية، مع صحيفة «واشنطن بوست»، «بالطبع، إذا كانوا يطورون أسلحة بيولوجية، فهذا أمر سري»، لكنه أضاف أن من غير المرجح أن تستخدم الحكومة الصينية هذا المرفق لإنتاج أو حتى البحث والتطوير في مجال الأسلحة البيولوجية.
ومختبر ووهان مشهور ومفتوح نسبياً مقارنة بالمعاهد الصينية الأخرى؛ وله علاقات قوية مع مختبر «جالفستون» الوطني في الفرع الطبي لجامعة تكساس، وتم تطويره بمساعدة مهندسين فرنسيين. ومعهد ووهان لعلم الفيروسات هو مؤسسة بحثية ذات مستوى عالمي، تقوم ببحوث ذات مستوى عالمي في علم الفيروسات وعلم المناعة.
وقال تريفان، إنه كان قلقاً في 2017، بشأن كيفية «إدارة المخاطر في هذه الأنظمة المعقدة، عندما لا تستطيع التنبؤ بجميع الطرق التي يمكن أن يفشل بها النظام». وقال دبلوماسي بريطاني سابق ومستشار سياسي للأمم المتحدة، إنه لم يتابع الشؤون في المنشأة عن كثب منذ عام 2017، ولم يكن على علم بأي مشكلات محددة هناك، لكنه يشك في أن تفشي فيروس كورونا يمكن أن يأتي من برنامج أسلحة. وذكر تقرير سنوي لوزارة الخارجية، صدر العام الماضي، أن الصين شاركت في «أنشطة بيولوجية مع تطبيقات محتملة للاستخدام المزدوج».
وقالت زميلة مركز الأمن الأميركي الجديد، إليسا كانيا، إنه بينما أعرب المسؤولون الصينيون عن اهتمامهم العام بالتسليح المحتمل للتكنولوجيا البيولوجية، فإن فيروس (كورونا)، لن يكون سلاحاً مفيداً، متابعة: «من الناحية النظرية، يتم تصميم سلاح بيولوجي ليكون محدد الهدف بدقة، في حين أن كورونا قد أصبح منذ البداية واسع الانتشار في الصين وفي جميع أنحاء العالم».
وكتب الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فيبينغ نارنغ، على «تويتر»، أن سلاحاً بيولوجياً جيداً «من الناحية النظرية له قدرة فتك عالية»، وأن نشر مثل هذه الأفكار سيكون غير مسؤول بشكل لا يصدق. وبعد تفشي فيروس «إيبولا»، عام 2014، ادعت منصات إخبارية، بشكل زائف، أن تكون وزارة الدفاع الأميركية قد صنعت الفيروس.
وكان بعض العلماء يشتبهون، بدايةً، في أن سوق المأكولات البحرية في ووهان ربما كانت نقطة الانطلاق، لكن دراسة أجراها باحثون صينيون ونشرت في مجلة «لانسيت»، أخيراً، شككت في هذا التحليل.
وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، كتب هو شيجين، وهو محرر صحيفة «غلوبال تايمز» القومية، أن نظرية مؤامرة قد ظهرت في الصين تفيد بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن تفشي المرض، وكتب المحرر على «تويتر»: «منطقهم: لماذا الصين دائما؟ لكن معظم الصينيين لا يصدقون ذلك».
مختبر ووهان مشهور ومفتوح نسبياً مقارنة بالمعاهد الصينية الأخرى؛ وله علاقات قوية مع مختبر «جالفستون» الوطني، في الفرع الطبي لجامعة تكساس، وتم تطويره بمساعدة مهندسين فرنسيين.