ترامب يحتاج إلى صنع التاريخ كي يفوز مرة ثانية في الانتخابات
في الوقت الذي تتعرض الولايات المتحدة لجائحة «كورونا»، والبطالة على نطاق واسع، إضافة إلى التظاهرات الواسعة رداً على عملية القتل المرعبة للشاب الأسود، جورج فلويد، بولاية مينسوتا في 25 مايو الماضي، يجد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نفسه يترنح خلف منافسه نائب الرئيس السابق، جو بايدن، خلال استطلاعات متعاقبة للرأي. وهذا لا يعني أن انتصار بايدن في انتخابات نوفمبر المقبل بات مضموناً، وأن أداء ترامب لن يتحسن في استطلاعات الرأي، وإن كان الصحافي الأميركي، بيل شير، من صحيفة «بوليتكو» يقول إن التاريخ يظهر أن فرص ترامب في تغيير النتائج الحالية لاستطلاعات الرأي ليست جيدة.
وقال شير في مقالة لموقع «ريل كلير بوليتكس»، «لقد أصبحنا الآن في بداية يوليو، ويمكن أن يحدث الكثير خلال أربعة أشهر، أليس كذلك؟ لكني أريد أن أوضح حقيقة أنه في تاريخ استطلاعات الانتخابات الرئاسية الأميركية، لم يتمكن أي رئيس كان في البيت الأبيض من إعادة انتخابه مرة ثانية وهو يواجه معضلة كبيرة بحجم التي يواجهها ترامب حالياً» ولكن شير بحث في تاريخ الولايات المتحدة عن أمثلة لمرشحين رئاسيين كانت نتائجهم سيئة في استطلاعات الرأي، لكنهم حققوا النصر في نهاية المطاف، مثال ذلك الرئيس هاري ترومان عام 1948، وعلى الرغم من إجماع الإعلام على فوز توماس ديوي، وإعلان صحيفة «شيكاغو ديلي تريبون» في افتتاحيتها في الثالث من نوفمبر 1948 «ديوي هزم ترومان»، إلا أنه في الحقيقة كان ترومان وليس توماس ديوي من فاز بالرئاسة عام 1948.
ويوضح شير ذلك بقوله «كما هي حال ترامب الآن كانت نتائج هاري ترومان متراجعة عن خصمه ديوي بـ11 نقطة مئوية، في استطلاع للرأي في يوليو 1948، وفق شركة غالوب لاستطلاعات الرأي، لكن ترومان كان بالنسبة للعديد من الأميركيين رئيساً بالمصادفة، فهو لم يصل إلى المنصب بصندوق الاقتراع، وإنما جاء خلفاً للرئيس فرانكلين روزفلت، الذي مات في ذلك الوقت، وتمكن ترومان من خلال حملة انتخابية عبر القطار، امتدت إلى 31 ألف ميل، لتحسين صورته، من التقدم على منافسه ديوي بثلاثة ملايين ناخب.
وهناك مرشح رئاسي آخر قلب الأمور، وهو جورج بوش الأب عام 1988. وقال شير: «كان الرئيس بوش الأب خاسراً أمام منافسه الديمقراطي مايكل دوكاكيس، في نهاية الربيع وبداية الصيف من عام 1988، وكان يتراجع خلفه بـ17 نقطة، حسب غالوب لاستطلاعات الرأي، بعد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي»، ويضيف شير متذكراً «لكن معظم الأميركيين لم يكونوا يعرفون دوكاكيس، حاكم ولاية ماساشوستس بصورة جيدة، ولذلك كان بوش قادراً على أن يصوره لهم عن طريق سلسلة من الإعلانات المسيئة لدوكاكيس، لكن هذا الأخير لم يكترث كثيراً لها، لاعتماده على تفوقه في استطلاعات الرأي، وتمكن بوش من تحقيق تقدم على دوكاكيس بثماني نقاط بحلول سبتمبر، وهزمه في نوفمبر».
وأشار شير إلى أنه عندما ظهر المخطط الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، كارل روف، على محطة «فوكس نيوز»، يوم 26 يونيو، ذكر الرئيسان ترومان وبوش الأب كمثالين لإمكانية التغلب على أرقام استطلاعات الرأي، لكن شير يقول إن كلتا الحملتين اللتين قام بهما ترامب وبوش الأب، لا يمكن أن تكونا نموذجاً يستطيع ترامب الاحتذاء به، إذ إن ترامب ليس رئيساً بالمصادفة مثل ترومان، الذي كان الجمهور يريد التعرف إليه أكثر»، ويضيف شير: «تحاول حملة ترامب تقليد حملة بوش الأب الوحشية عام 1988، وإن كانت بذكاء أقل، وتبجح مدير الحملة، براد بارسكال، في مايو الماضي، بأنه سيقضي على جو بايدن، لكن بايدن، الذي بقي في الكونغرس ست مرات متواصلة، هو شخصية معروفة جيداً للعامة أكثر من دوكاكيس، وبناء عليه لن تكون هناك أي مفاجآت، إذ إن العنصر الأساسي في الهجمة الانتخابية غير موجود أساساً».
أليكس هندرسون كاتب أميركي
العمل التاريخي
يقول الصحافي الأميركي، بيل تشير، في مقاله: «على الرغم من أنه لم يتمكن أي رئيس منتخب متراجع 10 نقاط عن منافسه في استطلاع الرأي، من إعادة انتخابه مرة ثانية، فإن ذلك لا يعني أن ترامب لا يستطيع الفوز في الانتخابات»، لكنه أكد أنه إذا لم يتغلب ترامب على أرقام استطلاعات الرأي الحالية، واستطاع إعادة انتخابه مرة ثانية في نوفمبر، فإن ذلك سيكون عملاً تاريخياً، وأضاف: «نحن لا نعرف المستقبل لكننا نعرف الحاضر، حيث توجد هناك أعداد كبيرة من الناس غير راضية عن رئاسة ترامب، وتريد تغييره، والتاريخ يقول لنا إن وضعه ليس مناسباً لإعادة انتخابه، لكن إذا أراد ترامب الفوز عليه أن يصنع التاريخ».
التاريخ يُظهر أن فرص ترامب في تغيير النتائج الحالية لاستطلاعات الرأي ليست جيدة.