ترامب يفقد الأمل ويقول إنه في طريقه إلى الخسارة
اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بمشكلات إعادة انتخابه، وبأنه يقترب من خسارة الانتخابات، وسط تدني شعبيته، والتحذيرات الصارخة من حلفائه، ويدرك ترامب تماماً أنه سيخسر، بعد التأكيدات التي تلقاها من بعض أقوى حلفائه أنه في طريقه ليكون رئيساً لولاية واحدة فقط. ووصل الرئيس، بشكل خاص، إلى هذا الإدراك القاتم في الأيام الأخيرة، وفقاً لأشخاص عديدين مقربين منه، تحدثوا إلى «بوليتيكو».
لقد عانى ترامب ما وصفه مساعدوه بأنه أسوأ فترات رئاسته، حيث تعرض لانتقادات واسعة النطاق بشأن تعامله مع جائحة «كورونا»، واندلاع الاضطرابات العرقية في جميع أنحاء البلاد. وأصابه تجمعه الانتخابي في أوكلاهوما، نهاية الأسبوع الماضي، وهو أول تجمع منذ مارس، بخيبة أمل، حيث أصيب بحرج شديد عندما لم يصل إلى الساحة العدد الذي كان يتوقعه من مناصريه.
وخانه التعبير في إجابة تساؤلات مضيف «فوكس نيوز»، شون هانيتي، يوم الخميس، فقد اندهش المستشارون عندما قدم ترامب إجابة متقلبة وغير متوافقة على سؤال بسيط، حول أهدافه لولاية ثانية. في الوقت نفسه، قدم الرئيس، الذي يظهر بمظهر الواثق بنفسه، اعترافاً ضمنياً في المقابلة بأنه قد يخسر، عندما قال إن جو بايدن «سيكون رئيسكم، لأن بعض الناس لا يحبونني، ربما».
الوقت لايزال مبكراً
في الساعات التي تلت بث المقابلة، ظل الكثير من أعضاء دائرته الداخلية يتساءلون حول ما إذا كان ترامب يقصد ذلك الاعتراف الضمني بالفعل، في ما يتعلق بسعيه لإعادة انتخابه.
وقد تكون لدى ترامب فسحة من الوقت لكي ينتعش من جديد، ويمكن أن تتحسن البيئة السياسية بالنسبة له. إلا أن المقابلات التي أجريت مع أكثر من ستة أشخاص مقربين من الرئيس، أكدت أنه بحاجة ملحة لتصحيح المسار، وأن ترامب يقوض نفسه بشكل متكرر.
يقول المستشار السياسي السابق لترامب، سام نونبرغ، الذي لايزال مؤيداً له: «في ظل المسار الحالي، يقترب الرئيس ترامب من حافة أسوأ الهزائم الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الحديثة، ومن أسوأ تاريخ لرئيس في الوقت الحالي».
وأشار نونبرغ إلى استطلاعات الرأي الوطنية، التي نشرها موقعا «سي إن بي سي» و«نيويورك تايمز»، خلال الأسبوع الماضي، والتي أظهرت أن ترامب يتلقى تأييداً أقل من 40%، مقارنة ببايدن.
وأضاف نونبرغ: إذا تراجعت أرقام ترامب إلى 35 نقطة مئوية، على مدى الأسبوعين المقبلين، فإنه «سيواجه، واقعياً، فقدان أكثر من 400 صوت في الانتخابات، وعليه أن يعيد النظر بشدة في ما إذا كان يريد الاستمرار بالترشح كمرشح رئاسي جمهوري».
ومن وراء الكواليس، يتخذ ترامب وفريقه خطوات لتصحيح المسار. ففي الأسبوع الذي أعقب تجمعه الانتخابي في تولسا، اعترف على مضض بأنه متخلف عن الركب، وفقاً لثلاثة أشخاص على دراية بتفكيره. وبدأ ترامب يستجمع قوته من جديد بعد أيام من تجمع تولسا، ليلعب دوراً عملياً أكبر في الحملة الانتخابية، وعبر عن موافقته على إضافة المزيد من الأشخاص إلى الفريق. كما عقد اجتماعات، أخيراً، لتركيز جهوده على بعض الولايات. ومن المتوقع أن يلعب صهره، جاريد كوشنر، الذي يشرف على الحملة بفاعلية من البيت الأبيض، دوراً أكثر نشاطاً.
وألقى مناصرو ترامب باللوم في فشل تجمع تولسا على مدير حملته، براد بارسكال. وانتقد بعض مؤيديه التفاخر، الذي أبداه بارسكال بأن مليون شخص قد طلبوا تذاكر، وسقط هذا الادعاء عندما ظلت آلاف المقاعد فارغة أثناء خطاب ترامب.
وكان بارسكال هدفاً لبعض حلفاء ترامب، الذين يقولون إن الحملة تفتقر إلى استراتيجية واتجاه متماسكين. لكن المقربين من الرئيس يصرون على أن بارسكال لم يخطئ. حيث إن ترامب أخبر مقربيه، بعد زيارته مقر الحملة في أرلينغتون بولاية فيرجينيا قبل بضعة أشهر، بأنه خرج بانطباع جيد بشأن العمل المنظم للحملة.
وتلقى بارسكال، الذي عمل من قبل خبيراً استراتيجياً رقمياً، بعض التعزيزات في الأسابيع الأخيرة، عندما منح ترامب مستشاره طويل الأمد، بيل ستيبين، مسؤوليات إضافية في الحملة، بما في ذلك العمل مع المدير السياسي كريس كار، ومع اللجنة الوطنية للجمهوريين حول إقبال الناخبين. كما أعاد ترامب الخبير المخضرم في حملة عام 2016، جيسون ميللر، للعمل معه في منصب كبير الاستراتيجيين السياسيين، وهو منصب لم يتم شغله من قبل.
مخاوف الجمهوريين
لكن هذه التحركات الداخلية لم تفعل الكثير لتهدئة مخاوف الجمهوريين، بشأن الأداء الشخصي للرئيس. فقد أصدر مضيف «فوكس نيوز» المفضل لدى ترامب، تاكر كارلسون، تحذيراً صريحاً في برنامجه هذا الأسبوع، بأن الرئيس «قد يخسر هذه الانتخابات». وقال السيناتور عن ولاية كارولينا الجنوبية، ليندسي غراهام، وهو حليف مقرب آخر لترامب، للصحافيين إن الرئيس ينبغي أن يجعل السباق «سياسياً أكثر، وأقل شخصنة».
ويصر فريق ترامب على أن أرقام الرئيس ستتحسن، من خلال تصعيده للأحداث العامة، وتكثيفه للهجمات على بايدن. ويقول أشخاص مشاركون في الحملة إنهم سيستخدمون طريقة لهزيمة نائب الرئيس السابق، تتمثل في أنه محبب لدى الليبراليين، الذين يريدون التخلص من القانون والنظام.
ويشبه قدامى المحاربين، في حملة ترامب الرئاسية الأولى، محنتهم الحالية بما واجهوه من كابوس في صيف عام 2016، عندما تعرض ترامب لمجموعة من الفضائح الذاتية، بدءاً من انتقاده لعائلة غولد ستار، إلى هجومه على قاضٍ فيدرالي من أصل مكسيكي.
يقول المتحدث باسم حملة ترامب، تيم مورتو: «كانت هناك شكوك مماثلة عام 2016، ولو كانت تلك الشكوك قوية، لكانت هيلاري كلينتون في البيت الأبيض الآن، بدلاً من ترامب». ويضيف: «جو بايدن هو أضعف مرشح ديمقراطي منذ جيل كامل، ونحن الآن على بُعْدِ أربعة أشهر من الانتخابات، وفي النهاية سيكون خياراً واضحاً بين سجل الإنجازات المذهل للرئيس ترامب، وبين إخفاق جو بايدن الذي استمر نصف قرن في واشنطن العاصمة».
ومع ذلك، فإن مستشاري ترامب يقرون بأن هزيمة بايدن تتطلب مستوى من الانضباط، لا يظهره الرئيس. وقد توسلوا إلى ترامب - الذي استخدم حسابه على «تويتر» لتشويه منتقديه، بدءاً من مضيف «إم إس إن بي سي» جو سكاربورو، إلى مستشاره السابق للأمن القومي، جون بولتون - للتوقف عن الخوض في الخلافات التي لا تعني الكثير للناخبين.
حملة إعلانية
تنظم حملة ترامب حملة إعلانية تلفزيونية ضخمة، ضد نائب الرئيس السابق جو بايدن، البالغ من العمر 77 عاماً، تستهدف قدرته العقلية، ومهنته السياسية التي ظل يمارسها لخمسة عقود تقريباً. وعلى أمل تحقيق تقدم، تستغل حملة ترامب الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي، وتستعرض الحملة إعلانات تنتقد بايدن، بسبب دوره المركزي في مشروع قانون الجرائم لعام 1994.
ويتم بث الإعلانات التجارية في مجموعة من الولايات، بما في ذلك جورجيا، وهي ولاية ديمقراطية تقليدية، تعرضت فيها حملة ترامب فجأة لصدام. ومن المتوقع أن تستمر حملة التبرع النقدي على موجات البث التلفزيوني، في مجموعة من الولايات الرئيسة، خلال الانتخابات.
يقر مستشارو ترامب بأن هزيمة بايدن تتطلب مستوى من الانضباط، لا يظهره الرئيس.
وقد توسلوا إلى ترامب - الذي استخدم حسابه على «تويتر» لتشويه منتقديه، بدءاً من مضيف «إم إس إن بي سي»، جو سكاربورو، إلى مستشاره السابق للأمن القومي، جون بولتون - للتوقف عن الخوض في الخلافات التي لا تعني الكثير للناخبين.