روايات تاريخية تؤكد انتماءهم إلى القبيلة نفسها
قرية الرزيقات بصعيد مصر تستضيف 500 عالق سوداني
استضافت قرية الرزيقات قبلي، جنوب محافظة الأقصر، 500 عالق سوداني، أغلقت أمامهم سبل العودة إلى السودان، وذلك لمدة ثلاثة أيام. وقام الأهالي، في إطار جهد شعبي خالص، باحتضان العالقين، ومد يد العون إليهم، حتى تم التأكد من إمكانية عودتهم، وتوديعهم على أبواب القرية.
وقال شاب من الرزيقات قبلي، هاتفته «الإمارات اليوم» من القاهرة، يدعى أشرف محمد، إن «أهالي القرية اكتشفوا بالملاحظة العابرة وجود 11 باصاً على الطريق الصحراوي، متوقفة أمام الدوار المؤدي إلى الوادي بمحاذاة القرية، وهي تقل نحو 500 سوداني، تبيّن بعد سؤالهم أنهم علقوا بعد قرار مفاجئ بإغلاق الميناء البري المصري ـ السوداني، الكائن جنوب مصر من جهة السودان، ضمن إجراء اتخذ لمكافحة انتشار (كورونا)». وتابع محمد «في البداية انطلق الأهالي بشكل عفوي يعرضون المساعدة بالماء والطعام على العالقين، ثم قام الأهالي، وقد أدركوا أن الأزمة قد تطول، بقيادة الباصات إلى ساحات القرية».
واستطرد محمد أن «شباب الرزيقات قبلي، الذين نظّموا في وقت سابق مبادرة أهلية لدعم العمالة غير المنظمة لأهل القرية، وبشكل لا يُمس فيه شعور أحد، اكتسبوا الفكر والخبرة التي مكّنتهم من إدارة أزمة العالقين بسلاسة، فأطلقوا مبادرة لدعم الأشقاء السودانيين».
وأشار محمد إلى أن «الطبيعة الإنسانية المتقاربة بين الأهالي في جنوب مصر والأشقاء في جنوب السودان خلقت أجواء حميمية مشتركة، لا تكاد تفرق فيها بين أبناء البلدين، ولا أبالغ إن قلت إن أهالي الرزيقات، كما ذكروا ذلك بأنفسهم، انتابهم إحساس بافتقاد الصحبة، بعد رحيل السودانيين، حيث أشيعت في تلك الفترة القصيرة أجواء وصداقات طيبة».
وقال إن «الرزيقات فتحوا بيوتهم ودواوينهم للأشقاء السودانيين، وتعاملوا مع كل الفئات بما يستحقونه من رعاية، وركزوا على الدواء للمصابين بأمراض معينة، وهيأوا بعض الكافتيريات للضيوف.. باختصار قاموا بكل ما يمكنهم القيام به».
ورداً على سؤال عن معرفته بوجود صلة بين «رزيقات مصر» و«رزيقات السودان»، قال محمد «نحن نسمع هذا الكلام ولا نعرف إن كان حقيقياً أم لا، لكن نحن حين خرجنا واستقبلنا الأشقاء السودانيين، لم يكن دافعنا هذه القرابة، إن صحت، فنحن كنا سنستقبل أي أناس تقطعت بهم السبل».
من جهتها، قالت الناشطة المصرية في المجال الخيري، منار القاضي، إنها «تواصلت مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وأبلغته بأزمة العالقين السودانيين، والذي اتصل بدوره بوزير التنمية المحلية ومسؤولين آخرين لمتابعة الأزمة»، بحسب ما ذكرت صحيفة «الدستور» المصرية.
الجدير بالذكر أن قرية شيخ الأزهر (القرنة)، في المحافظة نفسها التي تتبع لها قرية الرزيقات (الأقصر)، وتقع على بعد كيلومترات قليلة من القرية.
روايات تاريخية
قال الصحافي السوداني المقيم بالقاهرة، وابن قبيلة الرزيقات، موسى رحومة، لـ«الإمارات اليوم»، إن «هناك روايات تاريخية تؤكد وجود صلة وثيقة بين رزيقات مصر، ورزيقات السودان، منذ الحقبة التركية، وتربط بعضهم ببعض مصالح تجارية في مجال تجارة الإبل، ولهم عموديات في دنقلا وصعيد مصر، وإنه توجد مجموعة كبيرة من رزيقات السودان في المنيب بمحافظة الجيزة، ولهم تواصل قائم حتى الآن مع رزيقات السودان». واستدرك رحومه «أما رزيقات ارمنت فإنهم، وإن كانت لهم جذور مشتركة مع السودانيين، فإنهم مندمجون تماماً الآن في المجتمع المصري».
- الطبيعة الإنسانية المتقاربة بين الأهالي في جنوب مصر والأشقاء في جنوب السودان خلقت أجواء حميمية مشتركة، لا تكاد تفرق فيها بين أبناء البلدين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news