المقاومة الشعبية استرجعت أرضها المصادرة وأجبرت الاحتلال على إزالة بؤرة استيطانية

«خلة الدالية» تلفظ الاستيطان من قمة جبل عيبال

صورة

في نهاية شهر يونيو الماضي أقام مجموعة من المستوطنين بؤرة استيطانية على قمة «جبل عيبال» في منطقة «خلة الدالية» التابعة لأراضي بلدة عصيرة الشمالية، شمال مدينة نابلس، حيث نصبوا بيوتاً متنقلة بجانب موقع عسكري للجيش الإسرائيلي في المنطقة التي تقدر مساحة أراضيها بنحو 10 آلاف دونم.

منذ تلك اللحظة انتفضت المقاومة الشعبية الفلسطينية دفاعاً عن أرضها التي سرقها المستوطنون عنوة بحماية جيش الاحتلال، حيث كان يتواجد نشطاء المقاومة الشعبية بشكل يومي في المنطقة المنهوبة، ويؤدون صلاة الجمعة هناك، للمطالبة باسترجاع أرضهم من قبضة الاستيطان، فيما كان الجنود يحاولون فض هذه التظاهرات السلمية، وإطلاق النيران والقنابل الصوتية.

لكن ذلك لم يرهب الفلسطينيين الذين أصروا على البقاء حتى تحرير أراضي «خلة الدالية»، وكان لهم ما أرادوا، ففي يوم الأربعاء 22 من شهر يوليو الماضي، وبعد ثلاثة أسابيع متواصلة من النضال السلمي، أجبرت المقاومة الشعبية قوات الاحتلال على تفكيك البؤرة الاستيطانية وإزالتها، لتعود «خلة الدالية» إلى أصحابها الأصليين.

حماية الأرض

ويقول مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية، مراد شتيوي، في حديث خاص لـ«الإمارات اليوم»، «إن إرادة المقاومة الشعبية أقوى من الاحتلال والاستيطان، فقد نجحنا بتعاضدنا وإصرارنا، رغم مواجهة الاحتلال لنا، بتحرير أراضي خلة الدالية، الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية لبلدة عصيرة الشمالية، لنحمي بذلك أعلى قمة جبلية شمال الضفة الغربية، والبالغ ارتفاعها 880 متراً من هيمنة الاستيطان، وبذلك رجع الفلسطينيون لدخول أراضيهم الزراعية بعد حرمان دام ثلاثة أسابيع متواصلة».

ويؤكد شتيوي أن إجبار الاحتلال على إزالة البؤرة الاستيطانية من أعلى قمة «جبل عيبال» جاء بعد نضال سلمي، وتظاهرات جماهيرية استمرت بشكل دائم، شارك فيها نشطاء المقاومة الشعبية، ومناهضة الجدار والاستيطان، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وأصحاب الأراضي التي نهبتها البؤرة الاستيطانية.

ويشير شتيوي إلى أن لجان المقاومة الشعبية بعد تمكنها من استرجاع منطقة «خلة الدالية»، تجري العمل حالياً على إعادة استصلاح الأراضي الزراعية، البالغ مساحتها 1400 دونم، بعد تخريب المستوطنين لها جراء إقامة وتفكيك بؤرتهم الاستيطانية.

ويبين مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية، أن الهدف من إقامة البؤرة الاستيطانية ربطها بمعسكر جيش الاحتلال المقام على «جبل عيبال»، وذلك من خلال تعبيد الطرق وشق الشوارع داخل أراضي الفلسطينيين، وإقامة مواقف سيارات للمستوطنين، لفرض الهيمنة الكاملة على «جبل عيبال»، الذي يعد منطقة أثرية فلسطينية خالصة، إلى جانب عزلها عن محيطها الفلسطيني في مدينة نابلس.

منطقة استراتيجية

تعد أراضي «خلة الدالية» الواقعة على قمة «جبل عيبال» في حوض رقم (37)، منطقة حيوية واستراتيجية، فهي عبارة عن منطقة لحراسة المزروعات والأراضي الزراعية، فيما يزعم الاحتلال أنه يوجد بها موقع أثري ديني هو «مذبح يوشع بن نون»، وذلك بحسب رئيس بلدية عصيرة الشمالية حازم ياسين.

ويقول رئيس بلدية عصيرة الشمالية «إن البؤرة الاستيطانية فوق أراضي خلة الدالية في حال استمرار وجودها، تسلب أكثر من 10 آلاف دونم من أراضي بلدة عصيرة الشمالية، إلى جانب حرمان ألف أسرة فلسطينية تعتمد على الزراعة من مصدر دخلها الوحيد».

ويوضح أن الأراضي التي أقام عليها الاحتلال البؤرة الاستيطانية ويقيم عليها معسكر الجيش، تعد ملكية فلسطينية خاصة، وليست أراضي دولة كما تزعم إسرائيل، وأجزاء منها تصنف مناطق (ب) خاضعة لإدارة مشتركة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، وفقاً لاتفاقية أوسلو.

• لجان المقاومة الشعبية بعد تمكنها من استرجاع منطقة «خلة الدالية»، تجري العمل حالياً على إعادة استصلاح الأراضي الزراعية، البالغ مساحتها 1400 دونم، بعد تخريب المستوطنين لها جراء إقامة وتفكيك بؤرتهم الاستيطانية.

تويتر