ترامب يغيّر خطابه بشأن فيروس كورونا
قبل نحو شهر، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن فيروس كورونا «يموت» في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي كانت الجائحة فيه تضرب مناطق واسعة من الدولة، قال ترامب إن التهديد قد انتهى. وكان المسؤولون الصحيون في شتى أنحاء الدولة، يرجونه من أجل بذل مزيد من الاهتمام بالأزمة الصحية المتزايدة، في حين أنه لم يكترث بهم.
لكن يوم الثلاثاء الماضي، غير الرئيس ترامب كلامه، حيث تحدث عن تقييم متشائم لجائحة «كورونا». وأخيراً تبنى أسلوباً كان مستشاروه قد رجوه أن يتقبله في رده على جائحة «كورونا».
وبالمقارنة مع ما قاله في السابق، يلمح حديث ترامب قبل أيام إلى أن ثمة تغيرات مهمة في طريقها إلى الإدارة، حيث يعيد الرئيس ومساعدوه تركيز اهتمامهم على التهديد الأول الذي يحول دون بقاء الرئيس في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية، وهو فيروس كورونا. وكان حديث الرئيس يوحي، أيضاً بأن الفرقاء المختلفين في البيت الأبيض قد توصلوا إلى انفراج أخيراً.
وقال أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض إن أداء ترامب المنضبط، نسبياً، من المرجح أن يحيّد الاعتراضات التي أثارها بعض المساعدين في الأيام الأخيرة، بشأن السماح له بالمشاركة في المؤتمر الصحافي المتلفز، بشأن فيروس كورونا.
وكان رئيس أركان البيت الأبيض، مارك ميدوز، وكبير مستشاري الرئيس وزوج ابنته غاريد كوشنر، إضافة إلى مستشارين آخرين في حملة الرئيس لتجديد انتخابه، قد نصحوه بأن يركز في حملته الانتخابية على الاقتصاد، وليس على فيروس كورونا.
لكن الرئيس الأميركي، وبعد أسابيع من الضغوط على المدارس لإعادة فتحها، والبدء في تنفيذ خطة ترامب من أجل تنشيط الاقتصاد الأميركي، تعهد يوم الثلاثاء بانتهاج «استراتيجية قوية»، لاحتواء الفيروس، وضمان توزيع سريع لأول لقاح يتوافر في العالم. ووصف الفيروس بأنه «فيروس صيني»، وادعى أن العديد من الدول الأخرى تتوسل الولايات المتحدة من أجل تقديم المساعدة لها.
وفي بداية الجائحة، رفض ترامب التحذير من زيادة أعداد المصابين نتيجة الاختبارات المتزايدة. وقال بعد ارتفاع تعداد الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب الفيروس، في خطاب بالرابع من مايو الماضي، إن «99%» من إصابات كورونا «غير مؤذية بالمطلق»، وهي الجملة التي أزعجت بعض أعضاء القوة الخاصة لمحاربة كورونا في إدارته، لأنها كانت تتعارض مع ما تؤكده الأدلة العلمية التي تقول إن خطر «كورونا» أكبر مما نعتقد. لكن نتيجة تغير لهجة خطاب مسؤولي الحزب الجمهوري البارزين، إضافة إلى الضغط من نائب الرئيس، مايك بينس، وكبار المسؤولين الطبيين، اضطر ترامب ومساعدوه المقربون إلى إعادة تقييم مقاربتهم لجائحة «كورونا». وقال ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، ولم يكن معه سوى سكرتيرته الصحافية وعدد من الصحافيين: «هذا الفيروس الصيني متوحش، ويسبب مرضاً خطراً. وبعض المناطق في دولتنا تحقق نتائج جيدة في محاربته، في حين أن أجزاء أخرى لاتزال أقل من ذلك».
وقبيل المؤتمر الصحافي، قال أحد موظفي الإدارة إن الرئيس من المرجح أن يظهر بصورة أسبوعية، كي يتحدث من غرفة المؤتمرات الصحافية، أو من حديقة الزهور، لإطلاع العامة على آخر أخبار «كورونا»، والتطورات التي تمت في ما يتعلق بلقاح «كورونا»، والجهود الأخرى الرامية إلى تحسين الاقتصاد، وإعادة افتتاح المنشآت التعليمية والتسلية للأطفال.
وخلال وقوف ترامب أمام المنبر أخيراً، كان من الواضح أن مساعديه قد أقنعوه في البدء بلهجة جديدة. وكافح الرئيس من أجل الحديث عن خصمه في انتخابات 2020، أو إعطاء رسالة مقنعة للعامة من أجل إعادة انتخابه، لكنه انحرف عن الموضوع مرة واحدة، كي يرد على سؤال يتعلق باعتقال جسلين ماكسويل، شريكة جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية ضد القُصّر، والذي توفي في السجن الصيف الماضي.
رفض ترامب التحذير من زيادة أعداد المصابين، نتيجة الاختبارات المتزايدة. وقال بعد ارتفاع تعداد الأشخاص، الذين دخلوا المستشفى بسبب الفيروس، في خطاب بالرابع من مايو الماضي، إن «99%» من إصابات كورونا «غير مؤذية بالمطلق».