بوتين: نافالني سمّم نفسه بنفسه بغاز نوفيتشوك
زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن معارضه الشرس أليكسي نافالني ربما قد سمم نفسه بغاز نوفيتشوك، وتأتي مزاعم بوتين في الوقت الذي خرج فيه منتقد «الكرملين» الشرس من المستشفى في ألمانيا الثلاثاء الماضي. وذكرت وسائل إعلام أن بوتين أدلى بهذه المزاعم عندما كان يتحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر الهاتف.
وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية نقلاً عن مصادر إن الزعيم الروسي وصف نافالني بأنه «مثير للمشكلات على الإنترنت وادعى المرض في الماضي». ويزعم «الكرملين» أن التقرير بتسميمه غير دقيق.
وجاء رد فعل نافالني ممزوجاً بروح من الدعابة السوداء على ما أوردته «لوموند» من مزاعم بوتين. وقال مازحاً على «إنستغرام» إن بوتين رأى من خلال «خطته الماكرة» أن «أموت في مستشفى أومسك وينتهي بي الأمر في مشرحة أومسك، ويستطيعوا بعد ذلك إثبات سبب وفاتي بأنه عاش فترة كافية». ويضيف بسخرية «نعم، لقد طهيت نوفيتشوك في مطبخي، أخذت منه وجبة خفيفة على متن الطائرة، ثم سقطت في غيبوبة، لكن بوتين تفوق عليّ، لا يمكن التغلب عليه بالذكاء، وكانت الحقيقة هي أنني استلقيت مثل الأحمق في غيبوبة لمدة 18 يوماً، لكنني لم أحقق هدفي».
وبدا ماكرون غير مقتنع بادعاء بوتين، وقال للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن روسيا بحاجة إلى تقديم تفسير «سريع وخالٍ من العيوب»، وقال إن استخدام سلاح كيماوي محظور «خط أحمر».
وانهار نافالني، أكبر منافس محلي للزعيم الروسي، خلال رحلة له عبر سيبيريا في 20 أغسطس، وأمضى يومين في مستشفى في أومسك غرب سيبيريا، قبل نقله إلى ألمانيا، وخرج يوم الثلاثاء من مركز شاريتيه الطبي في برلين بعد 32 يوماً من العلاج، ظل خلالها على مدى أسبوعين في غيبوبة طبية.
ويقول الأطباء إنه في حين أن نافالني، البالغ من العمر 44 عاماً، قد يتعافى تماماً، إلا أنه من السابق لأوانه قياس أي آثار طويلة المدى لـ«تسممه الحاد». وكتب على موقع «إنستغرام» أمس إنه لا يستطيع إمساك القلم أو رمي الكرة بيده اليسرى.
وتقول ألمانيا إن لديها أدلة قاطعة على أن نافالني استُهدف بعقار نوفيتشوك، وهو غاز أعصاب من الحقبة السوفييتية استخدم لمحاولة قتل الجاسوس الروسي السابق، سيرجي سكريبال، في سالزبوري ببريطانيا في عام 2018. وتقول روسيا إنه لا يوجد دليل على أن نافالني أصيب بالتسمم بهذا الغاز.
وعلى الرغم من أن «الكرملين» ينفي أن يكون قد أنتج نوفيتشوك على الإطلاق، فقد اعترف العديد من العلماء بالمشاركة في البرامج التي تدعمها الدولة لتطويره. واعتذر الكيميائي الذي كشف عن تطويره لهذا الغاز، فيل ميرزايانوف، للسيد نافالني.
قال ميرزايانوف، الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة، لقناة «دوزهد» التلفزيونية على الإنترنت يوم السبت: «لقد شاركت في هذا العمل الإجرامي، طورت هذه المادة التي تسمم بها نافالني».
وقدمت شخصيات مؤيدة للكرملين مجموعة محيرة من التفسيرات لانهيار نافالني، تراوح بين ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في دمه إلى اتباع نظام غذائي زائد. وقالت المتحدثة باسم نافالني، كيرا يارمش: «من الواضح أن السلطات الروسية لديها هدف واحد: بث نظريات مختلفة والأمل في تصديق إحداها». وأضافت أنه سيتعافى في ألمانيا قبل العودة إلى روسيا ومواصلة جهوده للإطاحة ببوتين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news