«الزحف إلى الجبال».. سبيل الفلسطينيين لحماية أرضهم من التوسع الاستيطاني
فوق أعلى قمة جبل جماعين في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، يوجد المزارعون ورعاة الماشية بشكل دائم داخل عشرات البيوت الحديدية المتنقلة، التي نجح الفلسطينيون في إقامتها أخيراً، لحمايتها من تمدد البؤر الاستيطانية المجاورة لبلدة جماعين، والأراضي المحيطة بها.
هذا المشهد فوق أعلى قمة جبل جماعين، جرى تنفيذه تماماً في بلدة قصرة بنابلس، حيث تشهد جبالها على مدار الساعة وجود عشرات المواطنين الفلسطينيين من الرعاة والمزارعين وأهالي البلدة، داخل غرف حديدية متنقلة.
ما تعيشه جبال نابلس، اليوم، يأتي في إطار حملة فلسطينية وطنية تحمل اسم «الزحف إلى الجبال»، دعا إليها مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، ورعتها محافظة نابلس، لحماية الأراضي الجبلية من تمدد الاستيطان، وذلك بهدف إحياء وملء المناطق والأماكن الفارغة على قمم الجبال، وتلك الموجودة بين البلدات والمدن المحاصرة بالمستوطنات، بالوجود الفلسطيني داخلها.
أسس وطنية
انطلقت الحملة الفلسطينية الوطنية «الزحف نحو الجبال» في مطلع سبتمبر الجاري، من مدينة نابلس، كونها أكثر المناطق في الضفة الغربية تعرضاً لهجمات التوسع الاستيطاني على أراضيها، إلى جانب الاعتداءات التي تتعرض لها الأراضي الزراعية وأملاك الفلسطينيين، التي تحيطها المستوطنات، وذلك بحسب دغلس
ويقول دغلس في حديث خاص لـ«الإمارات اليوم»، إن واقع المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون منذ سنوات طويلة، بفعل التوسع الاستيطاني، يدفعنا لابتكار الوسائل والطرق السلمية، للدفاع عن أراضينا، والحفاظ عليها من المصادرة، فكانت فكرة الحملة الوطنية الفلسطينية «الزحف نحو الجبال»، التي حظيت بدعم شعبي ورسمي واسع النطاق.
ويوضح أن حملة الزحف نحو الجبال، ترتكز على أسس وطنية، وهي ملء المناطق الفارغة على قمم الجبال بالبيوت الجديدة المتنقلة، وعدم ترك متر أرض واحد دون أن يكون آهلاً بالوجود الفلسطيني، لحمايته من المصادرة.
ويضيف أن «الجبال والتلال المرتفعة تنتشر في نابلس وجميع مدن الضفة الغربية، والجزء الكبير من هذه المرتفعات لا توجد به مظاهر عمرانية، بينما تجري الطائرات الإسرائيلية عملية مسح جوي للأراضي الفلسطينية المحيطة بالمستوطنات، خلال كل ستة أشهر، والمناطق التي يتكرر خلوها من الحياة العامة، يتم إلحاقها بمشروعات الاستيطان».
29 بيتاً متنقلاً
ويشير دغلس إلى أن الفلسطينيين وضعوا حتى الآن 29 بيتاً متنقلاً، على قمم الجبال والتلال في بلدتي قصرة وجماعين بنابلس، مبيناً أن حملة «الزحف نحو الجبال» الوطنية، ستنفذ في بلدات أخرى بمدينة نابلس، فيما يتم السعي لتعميمها في كامل مدن الضفة الغربية، لتنتشر البيوت المتنقلة على جميع القمم الجبلية فيها.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، إن «البيوت المتنقلة التي نجحنا في وضعها، تعد استراحة للمزارعين والرعاة في مناطق جبال نابلس، وأيضاً منطقة حماية لمزارع الماشية، والأراضي الزراعية، حيث يوجد المزارعون والرعاة وسكان المناطق المجاورة للجبال والمرتفعات، بشكل دائم، وصورة متناوبة، داخل البيوت المتنقلة، التي وضعتها أيديهم، لحماية أراضيهم».
• الحملة ترتكز على أسس وطنية، وهي ملء المناطق الفارغة على قمم الجبال بالبيوت الجديدة المتنقلة، وعدم ترك متر أرض واحد دون أن يكون آهلاً بالوجود الفلسطيني، لحمايته من المصادرة.