ماتيس نام في ثيابه مترقباً حدوث محرقة نووية
وفق ما ذكره الكتاب الذي يحمل عنوان «الغضب» للصحافي الأميركي المخضرم بوب وودوارد، فقد نام وزير الدفاع في حينه جيمس ماتيس بثيابه تحسباً لشن صواريخ من كوريا الشمالية، كما أنه زار كنيسة واشنطن الوطنية المجاورة ليؤدي الصلاة فيها. وكان ذلك يلخص كل مخاوفه، فقد كان رئيس الولايات المتحدة الطائش دونالد ترامب يسخر من رئيس دولة مارقة هي كوريا الشمالية، مخاطراً بوقوع حرب نووية، ولسوء الطالع لم يكن ذلك رواية مغامرات خيالية، وإنما هي الحقيقة.
وفي الوقت الذي كان رئيس كوريا الشمالية كيم يونغ أون يواصل تنفيذ التجارب الصاروخية والنووية، حذر ترامب هذه الدولة من شن الحرب ضد الولايات المتحدة، كما حذر عدداً من أعضاء إدارته من اللعب بالنار، ولهذا كان يلوح في الأفق شبح حرب ودمار شامل، لدرجة أن وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس نام في ثيابه الرسمية، بسبب تهديد كوريا الشمالية، وفق كتاب جديد وضعه الصحافي وودوارد، الذي يحمل عنوان «الغضب»، والذي تم نشره في 15 سبتمبر. ويقول وودوارد إن العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية كانت متأججة، ومرجحة لوقوع اشتباك نووي، وفق ما ذكرته صحيفة «بزنس إنسايدر».
وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت نحو 24 صاروخاً في عام 2017 من أقوى صواريخها البالستية، وذلك بعد فترة قصيرة من دخول ترامب إلى البيت الأبيض، ونجم عن ذلك شعور فريق ترامب للأمن القومي بالقلق بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي قال في حينه: «لا ندري ما إذا كانت هذه الصواريخ حقيقية أو مجرد خدعة»، وفق ما ذكرته «بزنس إنسايدر».
وأعلن ماتيس استقالته من منصبه في ديسمبر 2018، وتحدث عن غضبه من قرار الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من سورية، وهو خيار لم يحظ بالقبول بين كبار القادة العسكريين في الولايات المتحدة وحلفائها في حينه، وفق «بزنس إنسايدر».
وقال ماتيس في رسالة استقالته موجهاً كلامه للرئيس ترامب: «بالنظر إلى أنك تملك الحق في تعيين وزير دفاع يمتلك وجهات نظر مطابقة لوجهات نظرك في موضوعات عدة، أعتقد أنه من الأفضل بالنسبة لي الاستقالة من منصبي». ولأكثر من عام من استقالته، امتنع عن انتقاد الإدارة، لكنه كتب في شهر يونيو الماضي مقالاً تم نشره في صحيفة «ذي أتلانتك» انتقد فيه رد فعل الإدارة على تظاهرات «حياة السود مهمة» وفق الصحيفة ذاتها. وقال الوزير السابق في مقاله: «لقد شاهدت هذا الأسبوع حوادث مرعبة ومثيرة للغضب». وأضاف: «دونالد ترامب هو أول رئيس خلال فترة حياتي الذي لا يحاول توحيد الشعب الأميركي، حتى إنه لا يتظاهر بفعل ذلك، بل إنه يعمل على تقسيمه، وشهدنا نتائج ثلاث سنوات من جهوده المقصودة في عدم توحيد الأميركيين».
ووفق كتاب وودوارد، فقد قال ماتيس إنه استقال بعد قيام ترامب بسحب الجيش الأميركي: «عندما تم توجيهي للقيام بعمل اعتقدت أنه أكثر من غبي أو جريمة غبية».
ديف ماكيشوك : كاتب في «آسيا تايمز»
- فيما كان رئيس كوريا الشمالية كيم يونغ أون يواصل تنفيذ التجارب الصاروخية والنووية، حذر ترامب هذه الدولة من شن الحرب ضد الولايات المتحدة، كما حذر عدداً من أعضاء إدارته من اللعب بالنار.