زوجة ابن الرئيس الأميركي تسعى للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ
لارا ترامب، زوجة ابن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي ظهرت خلال الحملة الرئاسية لعام 2020 مدافعة عن الغرائز السياسية الأساسية للرئيس ترامب، تتطلع الآن إلى مستقبل سياسي خاص بها، في ولايتها نورث كارولينا. وفي الوقت الذي يحاول فيه ترامب زرع الشكوك في الانتخابات الرئاسية للبقاء في السلطة، يقول ثلاثة من حلفائه إن لارا ترامب أخبرت مساعديها أنها تفكر في الترشح لمجلس الشيوخ في عام 2022، فيما توقعه البعض أن يكون سباقاً تنافسياً لأول مقعد متاح بمجلس شيوخ، بولاية متأرجحة للغاية منذ جيل. وسيشغر هذا المقعد بعد أن قرر السناتور ريتشارد بور، وهو مشرع جمهوري كان رئيساً للجنة التحقيق في علاقات الرئيس مع روسيا، أنه سيتقاعد في نهاية فترة ولايته. وعلى الرغم من الإقبال المتزايد على التصويت في المناطق الريفية، فاز ترامب بولاية نورث كارولينا بهامش أقل مما كان عليه الحال قبل أربع سنوات، فقط 1.3 نقطة مئوية، في إشارة إلى أن الولاية تتجه بشكل عام إلى اللون الأزرق، أي الديمقراطيين، وأن السباق على مقعد مجلس الشيوخ سيكون تنافساً حامي الوطيس، من قبل كلا الحزبين في أول انتخابات بعد ذهاب دونالد ترامب.
تزوجت لارا ترامب، البالغة من العمر 38 عاماً، وهي مدربة شخصية ومنتجة تلفزيونية سابقة في برنامج «إنسايد إيديشن»، من ابن ترامب، إريك ترامب في منزل العائلة في مارا - لاغو عام 2014، وعملت مستشارة أولى في حملة ترامب لعام 2020. هذه السيدة الآن، والتي كثيراً ما يمازحها ترامب، تطرح نفسها كأول اختبار للقوة الدائمة لاسم ترامب.
تقول عنها مستشارة حملة ترامب، مرسيدس شلاب: «إنها شخصية جذابة للغاية، وتفهم سياسة البيع بالتجزئة جيداً، ولديها غريزة طبيعية للسياسة»، وتمضي قائلة: «هي اسم مألوف في ولاية كارولينا الشمالية، ويعرفها الناس، لقد عملت بجد في الحملة، وشاركت بشكل كبير في الكثير من القرارات طوال الوقت».
الوريث
دار الكثير من التكهنات بشأن الشخص الذي قد يرث عباءة ترامب، وتحدّث البعض عن أبنائه الأكبر سناً، الذين استطاعوا استقطاب أتباعهم المتخصصين. ومن بين هؤلاء دونالد ترامب الابن، أكبر أبناء الرئيس، الذي يتميز بخبرة عميقة بنظام المعلومات المضللة عبر الإنترنت، والتي دعمت والده في مسيرته السياسية.
واتجهت الأنظار أيضاً نحو إيفانكا ترامب، الابنة الكبرى للرئيس والمسؤولة في البيت الأبيض، التي ركزت على تطوير القوى العاملة في الحملة الانتخابية، لكي تجعل الرئيس أكثر قبولاً لنساء الضواحي اللواتي أزعجتهن لهجته وتغريداته. فقد ابتعدت إيفانكا بشكل عام عن تكرار هجمات والدها على ابن الرئيس المنتخب جوزيف آر بايدن جونيور، أو ابنه هانتر، أو التشكيك في نزاهة الانتخابات.
لكن إيفانكا، كما يعتقد أشخاص مطلعون على خططها، لاتزال مشغولة باختيار المكان الذي ستقيم فيه عائلتها مستقبلاً، نيو جيرسي أم فلوريدا، وليس لديها نية فورية للسعي لشغل منصب سياسي. أما ترامب جونيور، فعلى الرغم من موهبته في تقمص هوية والده، قد يتخلى عن الترشح لأي منصب سياسي. ولم يفلح إريك ترامب، وهو الأقل شهرة بين أشقائه، في تسليط الضوء السياسي على نفسه على الإطلاق، لذلك ترك الطريق مفتوحاً أمام زوجته للعب هذا الدور.
ويعيش إريك ولارا ترامب حالياً في وستشستر بنيويورك، مع طفليهما، وسمّيا ابنتهما، كارولينا، على اسم الولاية التي تتطلع اليها السيدة ترامب الآن. وليس من الواضح أن مجرد الحصول على دعم الأسرة سيمكّن هذه السيدة من الحصول على ما يُتوقع أن يكون أحد أكثر المقاعد المستهدفة في الأمة الأميركية، حيث يتأهب لاقتناصه بالفعل مرشحون جمهوريون آخرون من ذوي الخبرة في الولاية.
ومن بين هؤلاء النائب مارك ووكر، حليف ترامب، والذي شجعه الرئيس على الترشح لمقعد السيد بور، ووعد بدعمه. وهناك أيضاً بات ماكروري، الحاكم السابق، الذي قال إنه يتطلع إلى المقعد. ويقال إن رئيس مجلس النواب في نورث كارولينا، تيم مور، موجود في هذا المزيج. ومن المتوقع أن يكون دان فورست، الذي خسر للتو السباق على منصب الحاكم ضد المرشح الديمقراطي الحالي روي كوبر، في الميدان.
ثم هناك منافس آخر من الدائرة المقربة من الرئيس، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يعود الممثل السابق لولاية نورث كارولينا ورئيس موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، إلى الولاية ويترشح للمقعد أيضاً، ويرفض مساعدو ميدوز التعليق على مستقبله السياسي.
شخص مقنع
لا يتمتع أي من هؤلاء المرشحين الأكثر خبرة بالقدرة على جمع أموال كبيرة عبر الإنترنت مثل زوجة ابن الرئيس، التي تعمل على تطوير ملفها الشخصي من خلال عرض حملتها على «يوتيوب»، وتنظيم فعاليات في جميع أنحاء البلاد. وقالت المسؤولة السابقة في البيت الأبيض ومديرة حملة ترامب لعام 2016، كيليان كونواي: «لديها الخبرة في جمع التبرعات وزيادة الوعي بالقضايا الرئيسة ولفت الانتباه إلى سباقها، وعلى عكس العديد من السياسيين النمطيين، فهي تتواصل مع الناس، وهي شخص مقنع».
ويتوقع رئيس الحزب الجمهوري بكارولينا الشمالية، مايكل واتلي، أن السباق سيحظى باهتمام كبير من مجموعة واسعة من الشعب الأميركي. وقال: «أعتقد أنها ستحتاج إلى برنامج لإقناع الناخبين».
وبصراحة أكثر، يعتقد الاستراتيجي الديمقراطي المقيم في ولاية كارولينا الشمالية، مورغان جاكسون، أن «هناك الكثير من الناس يقفون في الصف أمام لارا ترامب، وبالنظر إلى ندرة وجود مقعد متاح، لا أعتقد أن أياً من هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون بالفعل في ولاية كارولينا الشمالية وظلوا هناك، سيتخلون عن هذا المقعد لشخص آخر جاء من الخارج».
السيدة ترامب، التي تحدثت في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، توقفت كثيراً في حملتها في ولاية كارولينا الشمالية هذا العام. وفي الطريق، كانت على استعداد للذهاب لتفعل ما لم يفعله أحد من الأسرة مثل إيفانكا ترامب، وهو محاولة تلطيف لهجة الرئيس، وتحدثت نيابة عن والد زوجها في مسقط رأسها، ويلمنغتون، ورددت محاولات الرئيس في زعمه، بأنه لا يريد أن يقوض الثقة بنتائج الانتخابات، وقالت إن النظام الانتخابي كان «يغص بالاحتيال»، وادعت أن التصويت العام عبر البريد «ليس نظاماً جيداً، ولم يتم اختباره مطلقاً».
وعلى شبكة «سي إن إن» في أكتوبر، اتهمت بايدن بأنه يعاني «تدهوراً معرفياً» حاداً، ورفضت الإجابة عن أسئلة حول تشجيع ترامب للعنف ضد حاكمة ميشيغان، جريتشن ويتمير، التي أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي، أخيراً، أنها كانت هدفاً لمؤامرة خطف. ومنذ يوم الانتخابات، عملت بنشاط للترويج لنظريات المؤامرة عبر الإنترنت حول نظام الانتخابات، حيث ادعى الرئيس، دون دليل، أن هناك أصواتاً تخصه تحولت لمصلحة بايدن.
وادّعت مساعدة ترامب السابقة، أوماروسا مانيغولت نيومان، في مذكرات نشرتها عام 2018، أن لارا ترامب عرضت عليها العمل براتب 15 ألف دولار شهرياً، مقابل عدم التحدث عن الفترة التي قضتها في البيت الأبيض، ثم أصدرت مانيغولت بعد ذلك تسجيلاً سرياً يدعم هذا الادّعاء.
وفي حين أن بعض الجمهوريين يشمئزون من فكرة قيام شخص آخر من عائلة ترامب بالسباحة في المياه السياسية، لأنهم يعتبرون ذلك لعنة للحزب، يريد جمهوريون آخرون استقطاب الجيل المقبل من آل ترامب.
- يعيش إريك ولارا ترامب حالياً في وستشستر بنيويورك، مع طفليهما، وسمّيا ابنتهما، كارولينا، على اسم الولاية التي تتطلع إليها السيدة ترامب الآن. وليس من الواضح أن مجرد الحصول على دعم الأسرة سيمكّن هذه السيدة من الحصول على ما يُتوقع أن يكون أحد أكثر المقاعد المستهدفة في الأمة الأميركية، حيث يتأهب لاقتناصه بالفعل مرشحون جمهوريون آخرون من ذوي الخبرة في الولاية.
- منذ يوم الانتخابات، عملت لارا ترامب بنشاط للترويج لنظريات المؤامرة عبر الإنترنت حول نظام الانتخابات، حيث ادّعى الرئيس، من دون دليل، أن هناك أصواتاً تخصّه تحولت لمصلحة بايدن.