الاحتلال يهدم 892 منشأة منذ مطلع 2020
تشهد مدن الضفة الغربية ارتفاعاً خطيراً في عملية هدم البيوت الفلسطينية، خصوصاً القريبة من مستوطنات الاحتلال، الأمر الذي تسبب بتشريد مئات العائلات التي فقدت مأواها الوحيد الذي احتضنها لسنوات مديدة، ففي الوقت الذي تتسلم فيه عائلة فلسطينية إخطاراً بهدم منزلها في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لدواعٍ أمنية، تباشر آليات الاحتلال بهدم منزل عائلة أخرى في مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، بذريعة البناء دون ترخيص. وتؤكد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن عمليات هدم البيوت في عام 2020 شهدت ارتفاعاً مقارنة بالأعوام السابقة.
نطاق واسع
ويقول الباحث في دائرة العمل والتخطيط بمركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق، محمد الحروب، لـ«الإمارات اليوم»: «إن الاحتلال هدم منذ بداية العام الجاري حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي 892 منشأة، من بينها 331 مسكناً، و561 منشأة تجارية زراعية وخدمية». ويضيف «بمقارنة هذه الأرقام والحقائق مع السنة الماضية للفترة نفسها، نرى وجود زيادة 31% لعمليات الهدم حتى نهاية شهر نوفمبر».
ويوضح الحروب أن غالبية عمليات الهدم تركزت في محافظة الخليل، التي بلغت حصيلتها ٢٠% من مجمل عمليات الهدم، لافتاً إلى أن شهر نوفمبر الماضي سجل وحده هدم 201 منشأة.
ويبين أن عمليات الهدم الحالية تتركز في مناطق مسافر يطا جنوب الخليل، ومناطق الاغوار الفلسطينية الممتدة من شمال مدينة أريحا حتى الأغوار الشمالية، مضيفاً أن «الاحتلال يسعى لاستهداف كل ما هو فلسطيني في هذه المناطق، كونها مناطق شاسعة ومعظم ساكنيها من البدو والمزارعين، وهي المناطق نفسها التي يسعى لحسم مصيرها من خلال إفراغها من سكانها وإقامة مستوطنات جديدة وشبكة طرق».
ويمضي الحروب قائلاً: «ومن أجل ذلك الهدف انتقل الاحتلال من سياسة الهدم الفردي للبيوت والمنشآت إلى سياسة هدم تجمعات سكانية فلسطينية كاملة، تماماً كما حدث في تجمع حمصة في الأغوار الشمالية، إذ أزالت الآليات التجمع عن الخريطة، ودمرته بشكل كامل، وهناك أوامر هدم لتجمعات أخرى، تنتظر مصيرها المحتوم، مثل قرية سوسيا جنوب الخليل والفارسية في الاغوار الشمالية».
ويلفت الباحث في دائرة العمل والتخطيط إلى أن العام الجاري شهد استهداف مناطق جديدة في دائرة الهدم، مثل بلدة بيت عوا ودير سامت غرب مدينة الخليل، وبلدة دير ديوان شرق مدينة رام الله، وخربة جبارة جنوب مدينة طولكرم، مبيناً أن سبب استهداف هذه المناطق هو قربها من جدار الفصل العنصري، أو محاولة السيطرة على أراضيها المحاذية للأغوار.
ولتسريع عمليات الهدم فعّل الاحتلال الأمر العسكري رقم 1797 ، الذي يمكّن جيش الاحتلال من تنفيذ أوامر الهدم في غضون 96 ساعة، دون إعطاء الفرصة للسكان للفلسطينيين للاعتراض أمام المحاكم، كما فعل قراراً عسكرياً يقضي بهدم جميع المنشآت التي تقع ضمن نطاق ٢٥٠ متراً من جدار الفصل العنصري، وذلك بحسب الباحث الحروب.
تشريد العائلات
وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أصبح 869 فلسطينياً بلا مأوى في العام الجاري 2020 ، بسبب تدمير إسرائيل للممتلكات، وهو أكبر عدد منذ عام 2016. وأوضح مكتب «أوتشا» في تقرير رصد آخر المستجدات الخاصة بالاستيطان، وعمليات الهدم، أنه سُجلت أكبر عملية هدم نفذها الاحتلال منذ سنوات في يوم الثالث من نوفمبر الماضي، عندما دمر الاحتلال 83 مبنى في تجمع حمصة في الضفة الغربية، ما أدى إلى تهجير 73 شخصاً من بينهم 41 طفلاً. وفي يوم الإثنين السابع من شهر ديسمبر الجاري نفذت قوات الاحتلال عمليات هدم واسعة لمساكن ومنشآت مدنية فلسطينية في بلدة العوجا شمال الأغوار الفلسطينية بالضفة الغربية، ما أسفر عن تشريد العشرات.
ويقول رئيس بلدية العوجا صلاح فريجات أبوستة، إن عمليات التدمير استهدفت منازل مأهولة بالسكان الأصليين في البلدة، إذ هدم الاحتلال خمسة بيوت في منطقة رأس العوجا. ويشير فريجات إلى أن عملية الهدم هذه تسببت بتشريد 50 شخصاً، جراء هدم منازلهم، وإجبارهم على البقاء في العراء.
وكان الاحتلال في نهاية شهر نوفمبر الماضي قد هدم منشآت مدنية فلسطينية، وأخطر أخرى بالهدم في بلدة الخضر قرب مدينة بيت لحم، وفي اليوم ذاته شهدت بلدة حلحول شمال مدينة الخليل هدم منزل قيد الإنشاء للمواطن الفلسطيني حمدي عبيدو.
في الوقت الذي تتسلم فيه عائلة فلسطينية إخطاراً بهدم منزلها في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لدواعٍ أمنية، تباشر آليات الاحتلال بهدم منزل عائلة أخرى في مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، بذريعة البناء دون ترخيص.
وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أصبح 869 فلسطينياً بلا مأوى في العام الجاري، بسبب تدمير إسرائيل للممتلكات، وهو أكبر عدد منذ عام 2016.