أميركا تحاول حصر الاختراق السيبراني الروسي
حذّر أعضاء في الكونغرس الأميركي من أن الحكومة الأميركية لاتزال تجهل مدى عمق اختراق المتسللين الروس لشبكاتها، خلال أسوأ هجوم إلكتروني على الإطلاق، استهدف وكالات فيدرالية، وتم اختراق ست إدارات حكومية على الأقل في عملية استخباراتية روسية، يُعتقد أنها بدأت في مارس، وعلى الرغم من عدم وجود دليل على اختراق الشبكات السرية، إلا أنه من غير المعروف ما الذي قد يكون القراصنة قد سرقوه أو المدة التي ستستغرقه معالجة الأمر.
وقال أعضاء في الكونغرس إن الحكومة لاتزال تسعى جاهدة لفهم التداعيات مع ظهور التفاصيل، وعلق رئيس لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب، ستيفن لينش، قائلاً: «كان هذا الاختراق كبيراً في نطاقه، لدرجة أن خبراء الأمن السيبراني لدينا، ليس لديهم فهم حقيقي لما جرى، حتى الآن، في ما يتعلق باتساع نطاق القرصنة».
وأضاف عضو الكونغرس، جيمي راسكين، وهو عضو آخر في اللجنة: «هناك الكثير مما لا نعرفه، وآمل أن تعرف الحكومة بالضبط كيف تم ارتكاب ذلك، وما النطاق الكامل للضرر»، ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم علموا أخيراً بالهجمات على الحكومة وبعض الشركات المدرجة في قائمة «فورتشيون 500»، التي تجول فيها جواسيس إلكترونياً، من دون أن يتم اكتشافهم، لمدة تصل إلى تسعة أشهر، وكانت وزارة الطاقة وإدارة الأمن النووي الوطنية، التي تدير مخزون الأسلحة النووية في البلاد، من بين الوكالات التي تم اختراقها، وقام المتسللون بزرع كود خبيث في برنامج «سولار ويندز»، وهي شركة تقدم خدمات الشبكات، ويبدو أنهم يستخدمون أدوات أخرى للوصول إلى أهدافهم، وحذرت وكالة الأمن السيبراني الأميركية من «خطر جسيم» على البنية التحتية للدولة.
وقالت شركة «مايكروسوفت» للتكنولوجيا، التي ساعدت في الرد على الاختراق، إنها حددت أكثر من 40 وكالة حكومية، ومركز أبحاث، ومنظمات غير حكومية، وشركات تكنولوجيا معلومات، اخترقها المتسللون، وبينما كان الهدف الأساسي هو الولايات المتحدة، تعرضت جهات في كندا والمكسيك وبلجيكا وإسبانيا والمملكة المتحدة للهجوم أيضاً، وقالت «مايكروسوفت»: «هذا ليس تجسساً كالمعتاد، حتى في العصر الرقمي، وبدلاً من ذلك فإنه أوجد نقطة ضعف تكنولوجية خطيرة للولايات المتحدة والعالم»، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتردد منذ فترة طويلة في انتقاد نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، ظل صامتاً بشكل واضح، وركز بدلاً من ذلك على انتخابات خسرها. ويتعرض ترامب لضغوط متزايدة للتحدث علناً عما وصفه البعض بأنه أزمة أمن قومي، وقال السيناتور الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق، ميت رومني: «ما أجده أكثر إثارة للدهشة أن اختراقاً إلكترونياً من هذا النوع هو في الحقيقة المعادل الحديث لقاذفات روسية، يقال إنها تحلق دون أن يتم اكتشافها فوق الولايات المتحدة بأكملها»، واصفاً الدفاعات الإلكترونية للبلاد بأنها ضعيفة بشكل غير عادي، متابعاً: «في هذا السياق، فإن عدم تحدث البيت الأبيض، والاحتجاج بقوة، واتخاذ إجراءات عقابية، أمر غير عادي حقاً»، موضحاً: «غياب ترامب عن هذه القضية يعني أنه سيترك لخليفته، جو بايدن، الانتقام من خلال العقوبات أو التهم الجنائية أو غيرها من الوسائل».
وقال الرئيس المنتخب في بيان، يوم الخميس، إن إدارته «ستجعل التعامل مع هذا الانتهاك أولوية قصوى منذ لحظة تولينا المنصب»، ومع ذلك قد يستغرق إصلاح الضرر سنوات، وكتب مستشار الأمن الداخلي السابق لترامب، توماس بوسرت، في عمود بصحيفة «نيويورك تايمز»، قائلاً: «في حين لم يكن لدى الروس الوقت للسيطرة الكاملة على كل شبكة اخترقوها، فمن المؤكد أنهم استفادوا من العملية، وسيستغرق الأمر سنوات لمعرفة الشبكات التي يسيطر عليها الروس، والشبكات التي يشغلونها، والاستنتاج المنطقي أننا يجب أن نتصرف وكأن الحكومة الروسية تسيطر على جميع الشبكات التي اخترقتها، لكن من غير الواضح ما الذي يعتزم الروس فعله بعد ذلك».
يقول المسؤولون الأميركيون إنهم علموا أخيراً بالهجمات على الحكومة وبعض الشركات المدرجة في قائمة «فورتشيون 500»، التي تجول فيها جواسيس إلكترونياً، من دون أن يتم اكتشافهم، لمدة تصل إلى تسعة أشهر.