مواجهة مفتوحة بين «بطن الهوى» و«عطيرت كوهونيم».. والضحية 1200 مقدسي

في حي «بطن الهوى»، الحارة الوسطى من الحارات الثلاث لحي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وعلى بعد 400 متر من السور الجنوبي للأقصى، تشهد الأزقة الضيقة العتيقة المقامة على تلة مرتفعة معركة طاحنة، يدور رحاها بين السكان المقدسيين وجمعية «عطيرت كوهونيم» الاستيطانية.

فسكان الحي المقدسي يخوضون معركة قانونية وسياسية مفتوحة، داخل أروقة محاكم الاحتلال، ضد مخطط يستهدف إخلاءهم وتهجيرهم من حيهم الأصلي، الذي يقيمون فيه منذ عشرات السنين، حيث تخطط الجمعية الاستيطانية للاستيلاء على أرض في «بطن الهوى»، تبلغ مساحتها خمسة دونمات و200 متر مربع، تقام عليها 16 بناية سكنية، تضم 87 شقة، يقطن بداخلها 1200 مقدسي.

عملية الاستيلاء على منازل المقدسيين في حي «بطن الهوى»، تعد كبرى عمليات التهجير التي تشهدها المدينة منذ 53 عاماً، عقب ما شهدته حارة الشرف في البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف في عام 1967، فمخطط «عطيرت كوهونيم» الاستيطانية يتسبب في تهجير سكان المنازل بعد الاستيلاء عليها، بحجة أن ملكيتها تعود إلى يهود يمنيين قبل أكثر من 200 عام.

صراع الأوراق الثبوتية

وبدأت معركة زهير الرجبي، المتحدث باسم أهالي «بطن الهوى»، وأحد السكان المقدسيين الذي أخطرته «عطيرت كوهونيم» بالاستيلاء على منزله، الذي يعيش فيه منذ عشرات السنين، داخل أروقة المحاكم في شهر مايو من عام 2015، عندما تسلم دعوى قضائية رفعها ضده ممثلون عن الأوقاف الإسرائيلية، لتزداد حدتها حالياً مع تجديد تلك الدعوى ضده.

ويقول الرجبي (50 عاماً) لـ«الإمارات اليوم»: «بعد قرار محكمة الاحتلال لمصلحة (عطيرت كوهونيم)، فإنني معرض أنا وعائلتي البالغ عدد أفرادها سبعة أفراد للتهجير في أي لحظة، وهذا هو حال 1200 مقدسي، يقطنون في 87 شقة سكنية، داخل البنايات الـ16 المهددة بالاستيلاء عليها».

ويمتلك الرجبي أوراقاً ثبوتية، تؤكد أن والده اشترى 150 متراً مربعاً من أرض تبلغ مساحتها الإجمالية خمسة دونمات و200 متر مربع في عهد الوصاية الأردنية على مدينة القدس، قبل احتلالها في عام 1967، وبعد أن ورثه عن والده، أصبح المنزل مكوناً من طوابق عدة، جميعها عرضة للمصادرة.

ويقول الرجبي: «إن المستوطنين يدعون أن الأرض المقامة عليها منازلنا تعود إلى عام 1891، بحجة ملكية ورقة الأرض، وزعموا أنها كانت مقامة عليها 73 غرفة سكنها يهود يمنيين».

ويضيف أن سكان حي «بطن الهوى» يمتلكون أوراقاً ثبوتية تؤكد أن اليهود اليمنيين غادروا الحي قبل قيام إسرائيل عام 1948، وأن الأرض التي بنيت عليها المنازل تعود ملكيتها للعائلات المقدسية منذ عام 1892، في زمن العهد العثماني، ولديهم ما يثبت ذلك.

حكاية تهجير

ويقول رئيس لجنة الدفاع عن أهالي بلدة سلوان، فخري أبودياب إن ما يجري في حي «بطن الهوى» هو ضمن مخطط تصفية الوجود العربي في مدينة القدس، حيث يعتمد الاحتلال على وسائل عدة لتهجير المقدسيين، منها منع إعطاء تراخيص بناء، وهدم المنازل القائمة، وكذلك الاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية، حيث تدعي «عطيرت كوهونيم» أن هذه الأملاك والأراضي كانت لهم قبل نكبة عام 1948.

ويضيف أن «(عطيرت كوهونيم) التي تعد جمعية خاصة بغطاء رسمي، يوفر لها الاحتلال الدعم المالي، والقضائي، والتنفيذي، رغم عدم امتلاكهم دلائل أو وثائق، بهدف إيجاد بؤر استيطانية داخل الأحياء العربية، وتفريغها من السكان المقدسيين».

وبحسب أبودياب، فإن حكاية الصراع بين سكان «بطن الهوى» الأصليين، و«عطيرت كوهونيم» الاستيطانية، بدأت عندما وضعت جمعية المستوطنين أول موطئ قدم لها في الحي عام 2004، باستيلائها على منزل يعود لعائلة الرجبي.

وتصاعدت حدة الأمر في عام 2014، عندما سلمت الجمعية السكان قرارات بإخلاء منازلهم، بادعاء أنهم يعيشون على أرض تعود ملكيتها ليهود اليمن قبل عام 1948، ليتم الاستيلاء على منزل تمتلكه عائلة أبوناب، بدعوى إنشاء مركز ثقافي ليهود اليمن.

خيمة تضامن

نتيجة احتدام المعركة القضائية داخل أروقة المحاكم ضد «عطيرت كوهونيم»، يقيم أهالي «بطن الهوى» حالياً خيمة كبيرة أمام منازلهم المهددة بالمصادرة لمصلحة جمعية المستوطنين، التي تحولت إلى مقر للتضامن المقدسي والفلسطيني، وكذلك الأوروبي، والإسرائيلي أيضاً، مع العائلات المهددة بالتهجير.

ويقول المتحدث باسم أهالي «بطن الهوى»، إن جميع العائلات المقدسية في حي «بطن الهوى»، أقامت خيمة للاعتصام والتضامن مع العائلات المهددة بالطرد، لنواجه معركة الإجلاء عن منازلنا بتعاضد صلب، لقطع الطريق على سياسة التهجير الجماعي.

ويضيف أن «الهدف من الإقامة في خيمة التضامن هو أن يصل صوتنا إلى دول العالم، خصوصاً بعد زيارة وفد دبلوماسي لنا داخل الخيمة، ليتم وقف التوسع الاستيطاني، على حساب منازلنا وأراضينا، وحتى لا تتكرر مشاهد التهجير القسري مرة أخرى».

ويلفت إلى أن خيمة الاعتصام تشهد إقبالاً كثيفاً من الأهالي المقدسيين من كل البلدات، إلى جانب المتضامنين الأوروبيين، والإسرائيليين، الذين ينشطون في مؤسسات مناهضة للاستيطان.

- نتيجة احتدام المعركة القضائية داخل أروقة المحاكم ضد «عطيرت كوهونيم»، يقيم أهالي «بطن الهوى» حالياً خيمة كبيرة أمام منازلهم المهددة بالمصادرة لمصلحة جمعية المستوطنين، والتي تحولت إلى مقر للتضامن المقدسي والفلسطيني، وكذلك الأوروبي، والإسرائيلي أيضاً، مع العائلات المهددة بالتهجير.

- حكاية الصراع بين سكان «بطن الهوى» الأصليين و«عطيرت كوهونيم» الاستيطانية، بدأت عندما وضعت جمعية المستوطنين أول موطئ قدم لها في الحي عام 2004، باستيلائها على منزل يعود إلى عائلة الرجبي.

الأكثر مشاركة