فيليب هوارد أكد صعوبة تحقيق مناعة القطيع ضد الدعاية
إنترفيو.. خبير بريطاني: التضليل على الإنترنت ينقل الأخبار كما ينشر البعوض الملاريا
أثارت أحداث الشغب في الكونغرس الأميركي نقاشاً واسعاً حول خطر وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتشر عبرها المعلومات المضللة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية مع مدير أوكسفورد للإنترنت، فيليب هاورد، الذي أوضح خلاله الرهانات والتحديات التي تواجههم في عملهم وأثر المعلومات المضللة في المتلقي:
-هل يمكننا أن نطور مناعة القطيع ضد الدعاية على الإنترنت؟
لا. من الجيد أن نجد حلاً تقنياً للمشكلة، لكن المسألة أعقد من ذلك.
-هل كان بإمكان شغب الكونغرس الأميركي أن يحدث دون وسائل التواصل الاجتماعي؟
من المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد المنظمين، على المديين القصير والطويل. وقد عمل الرئيس السابق دونالد ترامب، منذ سنوات، على تشجيع الأشخاص الذين يحبون المؤامرات، ويبحثون عن قصص متطرفة ومثيرة. وتجعل وسائل التواصل الاجتماعي من السهل العثور على هذا الجمهور المحدد جداً، واستهدافه، والاستفادة منه. لذلك، بعد وضع الأساس لفترة طويلة، كان قادراً على تكثيف رسائله فجأة، وكانت رسائله هي التي حشدت مؤيديه للسير إلى مبنى الكابيتول.
-تم حظر ترامب بشكل دائم على «تويتر»؛ لكن أليس هذا غير فعال، نظراً لأن أتباعه قد انتقلوا بالفعل إلى منصات أكثر ترحيباً، مثل «ذا دونالد» أو «بارلر»؟
لا، لأن الأشخاص الذين يستخدمون «بارلر»، الآن، هم أقلية صغيرة، على الأكثر 10٪ من الناخبين يوجدون بانتظام في مثل هذه المواقع الهامشية. وهذا يحد من وصولهم في سياق أوسع. وتعني آراؤهم التحررية للغاية أن منصات مثل «بارلر»، على سبيل المثال، تختنق، لأنهم يغمرونها بمواد إباحية. وهذا يحد من الوصول إلى هذه المنصة، لأن العديد من المحافظين يؤمنون بحرية التعبير وقد يدعمون ترامب، لكنهم لا يحبون مقابلة أشخاص متشابهين في التفكير تحيط بهم مواد غير أخلاقية.
-إذاً، هل يعني ذلك أن هذه المواقع المتطرفة غير مهمة، لأنها لا تستطيع حقاً التوسع؟
لا، للأسف هي تلعب دوراً مهماً. والمنصات مثل «بارلر» و«ذا دونالد»، و«بريتبارت» و«أنون»؛ هي مواقع لاختبار الأفكار. وإذا رأى المؤثرون المتطرفون أن شيئاً ما يحصل على قوة دفع، فإنهم يزيدونه. ويمكن القول إن هذه المنصات تعمل كناقل، مثل الجراثيم التي تنقل المرض إلى المنتديات العامة الأخرى.
-هل تعني أن «بارلر» يعمل كمختبر بحث وتطوير لنظريات المؤامرة الجديدة والمحسّنة؟
نعم، وفي مرحلة ما يأخذ مؤثر رئيس مسألة ما، من أحد هذه المنتديات المتطرفة ويضعها أمام جمهور أوسع. إنه يعمل مثل مرض ينتقل عن طريق ناقلات الأمراض، مثل الملاريا، إذ يقوم البعوض بعملية النقل. لذلك، ربما يقوم بالمهمة ممثل في هوليوود، أو مؤثر لا يعرف شيئاً عن السياسة، ويأخذ فكرة ما وينشرها على المنصة الأكبر والأكثر شهرة. وتنتقل هذه الأفكار من «بارلر» إلى «ريديت»، ومن هناك إلى «تويتر» و «فيس بوك» و«إنستغرام» و«يوتيوب». ونحن نسمي هذا «سلسلة من المعلومات المضللة».
-هل هذا طريق ذو اتجاه واحد؟
لا، إنها أشبه بغرفة صدى الصوت، لأن العديد من المستخدمين يستخدمون منصات متعددة. وفي بعض الأحيان، ترتد سلسلة المعلومات المضللة من بلد إلى آخر، بين الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، على سبيل المثال. ولذلك، يتردد الصدى ذهاباً وإياباً.
-لذا، إذا تم دحض نظرية المؤامرة على منصة ما أو لغة ما، فربما تأتي مرتدة من شبكة أو دولة أخرى.
في الواقع، تعمل العديد من المنصات مثل خزانات للمعلومات المضللة المعدية، التي يمكن أن تنتشر في أماكن أخرى. وداخل أوروبا هناك خزانان للمعلومات المضللة، في بولندا والمجر. وهذا هو المكان الذي تذهب إليه نظريات المؤامرة، قبل أن تنتشر إلى أماكن أخرى. ومن الصعب حقاً احتواء سلسلة المعلومات المضللة هذه، مثل تلك المتعلقة بـ«كوفيد-19».
المواقع المتطرفة تلعب دوراً مهماً. والمنصات مثل «بارلر» و«ذا دونالد»، و«بريتبارت» و«أنون»؛ هي مواقع لاختبار الأفكار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news