«يتسهار».. أخطبوط استيطاني يبتلع ريف نابلس
في جميع أركان الريف الفلسطيني إلى الجنوب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لا شيء ينذر بالهدوء المعتاد في المناطق الزراعية، فالضجيج الاستيطاني يعكر صفو الفلسطينيين القاطنين في تلك المنطقة، ليحكم قبضته على ما تبقى من أراضٍ وممتلكات فلسطينية.
فالاحتلال يخطط للاستيلاء على مئات الدونمات جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ولأجل ذلك أصدر قرارات بمصادرة المزيد من أراضي قرى بورين، ومادما، وعصيرة القبلية، لتوسعة مستوطنة «يتسهار»، التي تحاصر تلك القرى.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن «الاحتلال يستهدف الاستيلاء على المزيد من أراضي مناطق المرج، وجبل النذر في بورين، وباب المرج، وخلة المرج، والعقدة في مادما، ولحف سلمان، والعقدة في عصيرة القبلية، من أجل ضمها لمستوطنة (يتسهار)، وإضافة وحدات استيطانية جديدة فيها، وكذلك شق شارع يخدم المستوطنين».
ويضيف أن «الاحتلال يعتبر مستوطنة يتسهار بلدة، لذلك يخطط للاستيلاء على أراضي القرى الريفية جنوب نابلس، وهذا يتسبب في تغيير تصنيف الأراضي من زراعية إلى سكنية، لصالح توسع المخطط الهيكلي للمستوطنة، ما يضيق الحصار على السكان الفلسطينيين».
عزل واستهداف
من جهة ثانية، يقول الباحث في مركز أبحاث الأراضي الفلسطيني، رائد موقدي، لـ «الإمارات اليوم»، إن قرى جنوب نابلس تعد من المناطق الأكثر استهدافاً من الاستيطان والاحتلال، كونها واقعة بين فكي مستوطنتي يتسهار وبراخا، كبرى المستوطنات في مدينة نابلس، ومحاطة بعدد من البؤر الاستيطانية.
ويضيف: «الطريق الالتفافي الاستيطاني المعروف بخط (70)، يعزل تلك القرى عن بعضها، كما يقام شمال قرية بورين معسكر تدريب لجيش الاحتلال، ملتهماً مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين، إلى جانب تهديده حياة السكان».
ويعيش سكان ريف جنوب نابلس حالة صراع متواصلة بفعل توسع مستوطنة يتسهار على حساب أراضيهم، حيث يؤثر ذلك في المخططات الهيكلية للقرى الفلسطينية، ويحظر استمرار مخططات البناء فيها، وذلك بحسب موقدي.
ويوضح موقدي أن مخطط الاحتلال الحالي الذي يستهدف أراضي الفلسطينيين لتوسعة مستوطنة يتسهار، يمتد من الريف الجنوبي لمدينة نابلس، متجهاً صوب قرية فرعتا في مدينة قليلة، منوهاً بأن يتسهار من المستوطنات التي أعلن الاحتلال عن عدم إزالتها، رغم أية عملية تسوية مع الفلسطينيين.
خسارة وحرمان
ويشير الباحث في مركز أبحاث الأراضي إلى أن مشروع توسعة يتسهار، يستهدف الاستيلاء على عشرات الدونمات الزراعية، لتطوير الأنشطة الاستيطانية، وإقامة الوحدات السكنية، والتجمعات الحكومية لخدمة المستوطنين.
ويقول: «إن هذا المشروع يتسبب بخسارة كبيرة للمزارعين الفلسطينيين في الريف الجنوبي لمدينة نابلس، حيث يحرمون أراضيهم ومحاصيلهم، وبالتالي يتوقف النشاط الزراعي، الذي يعد مصدر دخلهم الوحيد، إلى جانب إسهامه في تغيير الطابع الديموغرافي جنوب نابلس بشكل كامل، لصالح الأنشطة الاستيطانية المقبلة».
ويضيف: «حالياً يمارس الاحتلال ضد قرى جنوب نابلس تضييقاً شديداً، إذ يمنع المزارعين من دخول أراضيهم الزراعية، إلى جانب الحد من أنشطة البناء، وتسليم قرارات هدم المنازل القائمة».
ويلفت إلى أن قرى ريف مدينة نابلس الجنوبي تشهد، بشكل دوري، انتهاكات تنفذها مجموعات المستوطنين، التي تتسلل إليها من مستوطنة يتسهار، فتندلع إثر ذلك مواجهات تتدخل عقبها قوات الاحتلال لمصلحة المستوطنين ضد الفلسطينيين، وتشرع بإطلاق الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأقام الاحتلال مستوطنة يتسهار عام 1983، على مركز جبل سلمان الفارسي، الذي يقع على أراضي قرى جنوب نابلس، حيث تعد يتسهار المتسبب الأساسي في معاناة تلك القرى على مدار الساعة، والتي تعاني من تدهور حاد في الخدمات الأساسية، إذ تحتاج لتحديث شبكة توزيع الكهرباء، وبناء شبكة جديدة لتوزيع المياه، بجانب تفاقم أزمة المياه طوال العام، التي تصل لمنازل المواطنين بمعدل مرة كل ستة أيام.
أقام الاحتلال مستوطنة يتسهار عام 1983، على مركز جبل سلمان الفارسي، الذي يقع على أراضي قرى جنوب نابلس، حيث تعد يتسهار المتسبب الأساسي في معاناة تلك القرى على مدار الساعة، إذ تعاني من تدهور حاد في الخدمات الأساسية، وتحتاج لتحديث شبكة توزيع الكهرباء، وبناء شبكة جديدة لتوزيع المياه.
الباحث رائد موقدي:
«يعيش سكان ريف جنوب نابلس حالة صراع متواصلة بفعل توسع مستوطنة يتسهار على حساب أراضيهم، حيث يؤثر ذلك في المخططات الهيكلية للقرى الفلسطينية، ويحظر استمرار مخططات البناء فيها».