تصنع لقاحات ضد 11 مرضاً.. بما في ذلك «الأنفلونزا» و«الكزاز»
«سانوفي» تحاول إصلاح أضرار كبيرة طالت سمعة فرنسا العلمية
أعلنت شركة الأدوية الفرنسية «سانوفي»، قبل أيام، إطلاق تجارب بشرية للقاح جديد لـ«كوفيد-19»، في الوقت الذي تتطلع فيه إلى التعافي من الإخفاقات المبكرة، وإصلاح الكبرياء الفرنسي المنهك.
وأعلنت شركة الأدوية العملاقة، في ديسمبر، أن أول لقاح مرشح لها أثبت أنه مخيب للآمال في التجارب الأولية، ولن يكون جاهزاً قبل نهاية العام على أقرب تقدير. وأعقبت هذه الانتكاسة أنباء عن التخلي عن الأمل الفرنسي الآخر؛ وهو جهد تعاوني شارك فيه معهد باستور الشهير، ما أدى إلى البحث عن الذات الوطنية، في بلد يعتبر نفسه رائداً في مجال التكنولوجيا الصيدلانية. ويعتمد مشروع لقاح «سانوفي» الجديد على تقنية الحمض النووي الريبي (آر إن إيه)، المبتكرة والمستخدمة في لقاحَيْ: «فايزر - بيونتك» و«موديرنا»، اللذين تم ترخيصهما بالفعل في الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وأماكن أخرى.
وقال رئيس قسم اللقاحات في «سانوفي»، توماس تريومف، «إن بدء المرحلة التجريبية الأولى يمثل خطوة مهمة إلى الأمام، في هدفنا المتمثل في تقديم لقاح فعال آخر للمعركة المستمرة ضد جائحة (كوفيد-19)». ودخلت المجموعة في شراكة مع شركة «ترنزلايت بيو» للتكنولوجيا الحيوية، ومقرها الولايات المتحدة. واللقاح، إذا نجح، فسينضم إلى ما أصبح، سريعاً، مجالاً مزدحماً وتنافسياً للغاية.
وتُظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن هناك 81 لقاحاً قيد التطوير السريري، حالياً، بما في ذلك 10 لقاحات تعتمد على تقنية الحمض النووي الريبي، بينما يوجد 182 لقاحاً في مرحلة ما قبل السريرية. ويوجد 11 لقاحاً قيد الاستخدام على مستوى العالم. لكن مع ظهور سلالات جديدة للفيروس التاجي، يعتقد الخبراء أنه قد يلزم أخذ لقاحات محدثة ضد المرض كل عام، ما يخلق سوقاً ضخمة حتى بعد انحسار الوباء.
وشركة «سانوفي» هي ثالث أكبر صانع للقاحات، في العالم، قبل أن يضرب الفيروس التاجي الجديد. وتصنع لقاحات ضد 11 مرضاً، بما في ذلك الأنفلونزا والحمى الصفراء والكزاز. وانتقدت وسائل الإعلام الفرنسية أسباب فشل فرنسا في إنتاج لقاح «كوفيد-19»، في الشهرين الماضيين، وألقت باللوم على سنوات من قلة الاستثمار في الابتكار، وهجرة كبار الباحثين إلى بلدان أخرى.
إضافة إلى ذلك، وجهت الانتقادات إلى القيادة السيئة، والصراعات على السلطة، وتدخل الدولة في شؤون «سانوفي»، كأسباب للصراعات في المجموعة؛ بينما أثارت خطط الشركة لخفض الوظائف في البحث والتطوير، الاحتجاجات. وتم تقليص أعمال المجموعة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، للمساعدة في إنتاج لقاحات لمنافسيها «فايزر» و«جونسون آند جونسون»، في عمل نادر من التعاون في صناعة تتميز عادة بالمنافسة الشديدة.
وتوقع رئيس الشركة، أوليفييه بوجيو، أواخر يناير، أن «سانوفي» سينتهي بها المطاف بلقاح واحد على الأقل، وتوقع رؤيته ضمن اللقاحات الأخرى، في جميع أنحاء العالم. وصرح لقناة «إل سي أي»، قائلاً: «أجد أنه أمر غير مسؤول، في نهاية المطاف، أن بعض السياسيين الموجودين هناك لدعم مجموعاتهم الوطنية يهاجموننا». متابعاً: «لقد سئمت تأنيب وتوبيخ (سانوفي)».
وتواصل المجموعة تطوير أول لقاح مرشح لها، والذي يستخدم تكنولوجيا قائمة على البروتين، ويتم ذلك بالشراكة مع شركة «جي إس كي» البريطانية. وتقول المجموعة إنه سيكون متاحاً أواخر عام 2021، إذا نجحت التجارب في اللقاح. وفرنسا هي العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي لم ينتج لقاحاً خاصاً به بعد النجاحات التي حققتها بريطانيا، والصين، وروسيا، والولايات المتحدة.
وفي ضربة أخرى للكبرياء الوطني، لدى مجموعة التكنولوجيا الحيوية الفرنسية - النمساوية «فالنيفا»، لقاح في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، لكن المجموعة ملتزمة بتقديم 100 مليون جرعة للحكومة البريطانية. وفرنسا لديها تاريخ مشهور من الاختراقات الطبية، بما في ذلك ما قدمه لويس باستور، رائد في علم الأحياء الدقيقة، ومخترع لقاحات ضد داء الكلب والجمرة الخبيثة.
- وجهت الانتقادات إلى القيادة السيئة، والصراعات على السلطة، وتدخل الدولة في شؤون «سانوفي»، كأسباب للصراعات في المجموعة؛ بينما أثارت خطط الشركة لخفض الوظائف في البحث والتطوير، الاحتجاجات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news