المرصد.. الدراما في «قبضة» مرصد المخدّرات
كثيرة هي المراصد الإعلامية التي تصدر تقارير، لكن تقريراً مهماً صدر السبت الماضي في مصر عن مشاهد المخدرات في مسلسلات رمضان 2021 يحتاج الى وقفة نوعية، مرة أمام الظاهرة، ومرة أخرى أمام بنية التقرير المتطورة.
فقد أصدر «المرصد الاعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان وتعاطي المخدرات»، التابع لوزارة التضامن الاجتماعي في مصر، تقريراً عن الأعمال الدرامية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الجاري.
كشف التقرير عن وجود 370 مشهد تدخين وتعاطي مخدرات في أعمال درامية بإجمالي يقترب من سبع ساعات، منها 282 مشهد تدخين باجمالي ست ساعات، بينما بلغت مشاهد التعاطي 88 مشهداً بإجمالي يقترب من الساعة ونصف الساعة.
وكشف المرصد في تقريره أيضاً ان مشاهد التعاطي «المضبوطة» تخللت 25 مسلسلاً، وشغلت مشاهد التدخين 9.4 من إجمالي المساحة الزمنية لمجمل الدراما، بينما شغلت مشاهد التعاطي 19% من هذه الدراما.
وأوضح تقرير المرصد أن مسلسل «نجيب زاهي زركش» و «ضد الكسر» احتلا النسبة الأعلى في مشاهد التعاطي، بينما احتل مسلسل «ملوك الجدعنة» و «كله بالحب» النسب الأعلى في التدخين.
وأشار التقرير الى أن «المسلسلات التسعة التي جاءت خالية من مشاهد تعاطي المواد المخدرة هي «الاختيار2، ونسل الأغراب، والقاهرة كابول، وكل مانفترق، وخلي بالك من زيزي، وولاد ناس، وبين السما والأرض»، وان المسلسلات التي جاءت خالية من مشاهد التدخين هي «النمر والطاووس، وهجمة مرتدة»، كما قدم التقرير إشادة بمسلسل «فارس بلا جواز» لخلوه من الظاهرتين السلبيتين.
وبالرغم من أن جهد مرصد متابعة مشاهد المخدرات في الدراما ليس بجديد، فقد استقبل بحفاوة بالغة في الصحف والفضائيات، حيث جاء التقرير في ظل إصرار صناع الدراما العربية على التسابق في التمسك بهذه المشاهد، رغم عشرات الورش والندوات التي لم تتوقف، ورغم توقيع وثائق التزام عدة، في ظل تنامي الانزعاج الرسمي والشعبي في مختلف البلدان العربية.
أما أهمية التقرير من حيث بنيته، بحسب تقييم الخبراء، فقد سادته الروح العلمية والمنهجية، وغلبت عليه لغة تحليل الأرقام ومنطق تحليل المضمون متحاشياً اللغة الخطابية والانشائية، التي يحفل بها عادة هذا النوع من التقارير، كما ان التقرير أيضاً، عاماً بعد عام، يعزز دور «المراصد الإعلامية» الاجتماعي والكفاحي، جنباً الى جنب مع القوى الشرطية والعدلية.
المفارقة هنا أن «المراصد العلمية» لا تواجه المجرمين ولا عصابات المخدرات، وانما تواجه زملاء صف من الدراميين تحولوا من جزء من الحل الى جزء من المشكلة، مواجهة لابد منها بعد أن أصبحت الحاجة ماسة الى «نيران صديقة».