الاحتلال حوّل ساحات ومدرجات «الأقصى» إلى ثكنة عسكرية منذ بداية شهر الصيام
أجواء رمضان تغيب قسراً عن «باب العامود»
بينما تعمُ أجواء شهر رمضان المبارك أزقة وأحياء البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف، إلا أنها تغيب تماماً على بعد كيلومتر من المسجد الأقصى المبارك، فقد أغلقت قوات الاحتلال مدرجات وساحة باب العامود، أحد أهم وأبرز أبواب أسوار البلدة القديمة، بالحواجز الحديدية، وذلك لمنع السكان المقدسيين من التجمع والوجود في هذا المكان، كما اعتادوا دوماً في ليالي شهر الصيام.
ومنذ اليوم الأول لشهر رمضان الفضيل، ومع خروج المصلين عبر باب العامود، عقب صلاتي العشاء والتراويح من المسجد الأقصى المبارك، تشهد منطقة باب العامود، وساحة المصرارة المقابلة، وباب الساهرة، مواجهات عنيفة، تسببت في إصابة عشرات المقدسيين، إلى جانب اعتقال آخرين منهم.
فقوات الاحتلال تتعمد تفريق المقدسيين بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، إلى جانب إطلاق الكلاب البوليسية، وضخ خراطيم المياه العادمة، لمنعهم من الوجود في ساحة ومدرجات باب العامود في ليالي رمضان، كما اعتادوا في كل عام.
اعتداءات استفزازية
يقول الباحث في شؤون مدينة القدس الشريف، وأحد سكان بلدتها القديمة، روبين أبوشمسية، في حديث خاص لـ«الإمارات اليوم»: «منذ ليلة اليوم الأول من أيام شهر رمضان المبارك، يفرض الاحتلال ممارسات واعتداءات استفزازية، تتمثل في منع أهالي المدينة من الجلوس في ساحات ومدرجات باب العامود، كما تشهد الساحة مواجهات ليلية، أصيب خلالها عشرات المقدسيين، فيما اعتدى جنود الاحتلال على آخرين، واعتقلوا عدداً من المقدسيين».
ويضيف: «تنتشر أعداد كبيرة من عناصر شرطة وقوات الاحتلال في ساحة باب العامود، مصطحبين كلاباً بوليسية، إلى جانب إزالة القوات كل الحواجز الحديدية التي وضعتها لإغلاق ساحة باب العامود».
ويوضح الباحث المقدسي أن «استخدام الاحتلال الكلاب البوليسية، وخراطيم المياه العادمة ضد المقدسيين، لمنع تجمعهم ووجودهم في ساحة ومدرجات باب العامود، هي فكرة خبيثة، لتحقيق هدف الهتك الديني لطهارة من يؤم المسجد الأقصى المبارك، ويغادره بعد الصلاة».
وبحسب أبوشمسية، فإن المواجهات في ساحة باب العامود في مدينة القدس الشريف ستبقى مستمرة بشكل تصاعدي حتى انقضاء شهر الصيام المبارك، وسيواصل الاحتلال نصب الحواجز الحديدية، ضمن قرار إسرائيلي له خصوصيته في شهر رمضان، حيث يتجمع المقدسيون من شتى بلدات وأحياء القدس في ساحة ومدرجات باب العامود، بعد تأدية صلاتي العشاء والتراويح، ويقضون أوقاتاً عائلية في الليالي الرمضانية.
في سياق متصل، يقول المختص في الشؤون المقدسية: «منذ أن تم إعلان (اليونيسكو) سور القدس جزءاً من التراث العالمي، بادرت حكومة الاحتلال لتطبيق سيادتها التامة على السور والمدينة المقدسة، حيث أعلنت عن عمليات ترميم، وإجراء حفريات على طول الجانب الشمالي من السور، بما فيه باب العامود، ثم عمدت إلى إقامة نقطتي تفتيش على أعلى مدرجات باب العامود من الجهتين، ثم وضعت لافتة غيرت اسم الموقع، لتهويد المكان بالكامل».
ويمضي أبوشمسية بالقول: «إن أهمية باب العامود كباب رئيس للمدينة المقدسة، يؤدي إلى المسجد الأقصى مباشرة، جعلت السيطرة عليه من أولويات الاحتلال، للتحكم في حركة الدخول والخروج إلى مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وإصابة اقتصاد القدس في مقتل، من خلال تقييد حركة الوافدين إلى الحي الإسلامي، وسوقي القدس المركزيين».
هبّة جماهيرية
ساحة باب العامود الخارجية، تعد من أكبر وأهم الساحات العامة في مدينة القدس الشريف، وفيها مدرجات تؤدي جميعها إلى البلدة القديمة، خصوصاً الحي الإسلامي فيها، فيما تتضمن ساحة باب العامود من الداخل طريقاً يبلغ طوله كيلومتراً، يفضي مباشرة إلى باحات الحرم القدسي الشريف.
المختص في شؤون القدس، وأستاذ العمارة الإسلامية في جامعة بير زيت، المهندس المعماري جمال عمرو، يقول لـ«الإمارات اليوم»: «إن لباب العامود مكانته الدينية والتاريخية الخاصة بسكان القدس وكل الفلسطينيين، كونه الباب الأكبر، فيما تؤدي جميع أزقته الداخلية إلى الحي الإسلامي والمسجد الأقصى المبارك من جهة، والحي المسيحي وكنيسة القيامة والأسواق من جهة أخرى، لذا فهو يمثل البوصلة للقادم إلى القدس، والعنوان الأبرز لقمة الفن المعماري الإسلامي العريق».
ويشير عمرو إلى أن الاحتلال بقوة سلاحه لا يعترف بباب العامود والمقدسات في المدينة المقدسة، حيث يقود أعنف مواجهات تجاه عدم احترام الشعائر الدينية في شهر الرحمة والمغفرة.
ويلفت إلى أن شباب القدس يتصدون بصدورهم لممارسات الاحتلال التعسفية العنيفة ضد المسجد الأقصى المبارك، مضيفاً: «حقيقة ما يجري في ساحة باب العامود ينذر بهبة، وانتفاضة شعبية جماهيرية من السكان المقدسيين، لحماية مقدساتهم».
ويواصل عمرو حديثه: «إن ما يمارسه الاحتلال يحمل خطورة قاسية، تكمن في فرض السيادة على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس الشريف، فإسرائيل تريد أن تكون اليد العليا للصهيونية في المدينة المقدسة، كما أن ذلك يأتي في إطار منظومة مخططات متكاملة، إلى جانب هدم المنازل، ومصادرة الأراضي، وتوسعة المستوطنات، وسحب الهويات، وإقامة الحواجز، وعزل الأحياء والبلدات المقدسية».
منذ أن تم إعلان «اليونيسكو» سور القدس جزءاً من التراث العالمي، بادرت حكومة الاحتلال لتطبيق سيادتها التامة على السور والمدينة المقدسة، حيث أعلنت عن عمليات ترميم، وإجراء حفريات على طول الجانب الشمالي من السور، بما فيها باب العامود.
لباب العامود مكانته الدينية والتاريخية الخاصة بسكان القدس وكل الفلسطينيين، كونه الباب الأكبر، فيما تؤدي جميع أزقته الداخلية إلى الحي الإسلامي و«الأقصى» من جهة، والحي المسيحي وكنيسة القيامة والأسواق من جهة أخرى، لذا هو بوصلة للقادم إلى القدس، والعنوان الأبرز لقمة الفن المعماري الإسلامي العريق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news