حظوظه ضئيلة في الفوز بولاية أخرى
مرشحون فرنسيون يعدون لطرد ماكرون من قصر الإليزيه
في غضون 12 شهراً بالضبط، سيبدأ الفرنسيون عملية تقرير ما إذا كانوا يريدون الإبقاء على الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، رئيساً أو التخلص منه. وفي الواقع فقد أصيب هذا المصرفي والاستثماري السابق، البالغ من العمر 43 عاماً، والذي تحول إلى رئيس، بانتكاسات في شعبيته بسبب تعامل حكومته مع جائحة الفيروس التاجي، والتظاهرات ضد عنف الشرطة، والإضرابات ضد إصلاح نظام التقاعد الذي اقترحه، وكذلك احتجاجات حركة السترات الصفراء التي تطالب بمزيد من المساواة الاقتصادية، وفوق ذلك يعتقد الفرنسيون أنه متعجرف ومعزول.
ومع ذلك فقد بلغت نسبة تأييد ماكرون نحو 40% في الاستطلاعات الأخيرة، ويمكنه الاعتماد على قاعدة قوية من الناخبين المخلصين، وفي الوقت الذي تعيش فيه أحزاب اليسار واليمين في حالة من الفوضى والجدل حول من سيمثلهم في أبريل 2022، فمن شبه المؤكد أنه سيصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات، وربما يجد نفسه مرة أخرى في مواجهة مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. إنه حقل مزدحم بالألغام، لذا ليس من المستبعد حدوث أي مفاجأة. وبعد كل شيء، قبل عام من انتخاب ماكرون، كان الذين يراهنون عليه قِلة.
الشعبوية مارين لوبان
تعتقد زعيمة التجمع الوطني أن محاولتها الثالثة للفوز بأعلى منصب في فرنسا ستحظى بالنجاح، فقد انقضى عقد منذ توليها رئاسة الحزب من والدها، وعملت جاهدة لنقله إلى الاتجاه السائد. وصلت إلى الدور الثاني في الاقتراع الرئاسي السابق في عام 2017، لكنها تعرضت لهزيمة ساحقة عندما احتشد التقدميون حول ماكرون لإبعادها عن الإليزيه. وعندما عادت لوبان (52 عاماً)، استغلت الغضب من عدم المساواة الاقتصادية، وهيمنة باريس على المناطق، كما انتقدت ماكرون لعدم إغلاق الحدود في وقت مبكر، بما يكفي لمنع انتشار فيروس كورونا، فضلاً عن البداية البطيئة لحملة التطعيم في فرنسا.
تعلم من الأخطاء
وتقول لوبان إنها تعلمت من أخطائها، ولزيادة جاذبيتها تخلت عن تعهدها بإخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وأدانت العنصرية، وشرعت في حملة علاقات عامة، حيث ظهرت بانتظام على التلفزيون والراديو لتسويق صورتها الجديدة لمزيد من الناخبين. وصارت الفجوة تضيق بين لوبان وماكرون، ومع ذلك لايزال ينظر إليها من قبل غالبية الفرنسيين على أنها «عدوانية» و«مثيرة للقلق»، وفقاً لاستطلاع حديث.
هناك شيء واحد يمكن أن يساعدها، هو تحول هائل من الناخبين اليساريين عن ماكرون، الذين دعموه في عام 2017. وتظهر الجولة الثانية من استطلاعات الرأي أن هناك هامشاً أضيق بكثير بين الرئيس ولوبان أكثر من ذي قبل، بعد إحجام التقدميين عن التدخل لإنقاذه مرة أخرى بعد تعامله مع اليمين في قضايا تراوح بين الضرائب، والهجرة، والإسلام.
الجناح الأيسر للمدرسة القديمة جان لوك ميلينشون
يخوض زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلينشون، اليساري المتطرف، غمار الانتخابات للمرة الثالثة أيضاً، بعد فوزه بنسبة 20% من الأصوات في الجولة الأولى من انتخابات عام 2017. ويقول ميلينشون، (69 عاماً)، إن الأزمة الصحية تطلبت تغييراً في التكتيكات، لذلك لم يعد يدعو الناس إلى خلق الفوضى والعصيان - أو كما يفعل - بل يريد الانتقال، كما يقول «من مرحلة الزعيق والغضب». يقول إنه نفض الغبار عن برنامجه، وسعى للحصول على أفكار جديدة من المؤيدين الرئيسين، الذين هم في الغالب متعلمون تعليماً عالياً وذوو دخل أقل.
مواقف ميلينشون السياسية ثابتة بقوة وتسير على خطى يسار الحزب الاشتراكي السائد، وهو من أشد منتقدي الاتحاد الأوروبي ويدافع عن الحمائية وكذلك المصالح الاجتماعية القوية، ويدعو إلى زيادة الدين العام، الذي يقول إنه لن يتم سداده من قبل الدولة في نهاية المطاف، ويريد إلغاء الديون المملوكة للبنك المركزي الأوروبي.
ومن المرجح أن يكون فوز ميلينشون ضاراً بالسوق مثل فوز لوبان. ويشق طريقه إلى السلطة باتحاده مع حزب الخضر، الذي كان له أداء قوي في انتخابات المدينة التي جرت العام الماضي، واتفق قادته على ضرورة تشكيل تحالف مع اليسار لخوض الانتخابات الرئاسية.
المحافظ ذو الياقة الزرقاء كزافييه برتراند
ترك رئيس الطبقة العاملة في المنطقة الإدارية الشمالية حزب الجمهوريين المحافظ بعد انتخاب عضو متشدد ليتولى زعامته، وأصبح حالياً زعيماً مستقلاً. وكثيراً ما يوصف بأنه متوافق مع الوسطيين، وعمل هذا السياسي، البالغ من العمر 56 عاماً، وزيراً للعمل والتوظيف والصحة في حكومة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وظل يتحدث لأكثر من عام عن رمي قبعته في الحلبة، ويقول أخيراً إنه نظراً للمناخ السياسي الحالي، أصبح من «واجبه» الترشح.
لدى برتراند مقترحات قوية بشأن الأمن والإرهاب، بما في ذلك تخفيض سن المسؤولية الجنائية إلى 15 عاماً، في محاولة لكسب دعم الجمهورية. وضع أحد الاستطلاعات الأخيرة برتراند في المركز الثالث في الجولة الأولى، وسيحتاج للفوز بالانتخابات الإقليمية المقبلة ليثبت أن لديه فرصة للحصول على المنصب الأعلى.
الاشتراكية الصديقة للبيئة آن هيدالغو
عام 2014 أصبحت هذه الاشتراكية المولودة في إسبانيا أول امرأة تتولى رئاسة مجلس المدينة بالعاصمة الفرنسية، وكان هذا المجلس نقطة انطلاق سياسية للرئيس الراحل جاك شيراك. بدأت فترة عملها مع هجوم مميت على مكاتب صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس، تلاه بعد أشهر هجوم أسوأ على أماكن بما في ذلك قاعة حفلات باتاكلان. نال تعاملها مع الأزمات الثناء من قادة العالم بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
عندما دمر حريق كاتدرائية نوتردام جزئياً في يونيو 2019، كانت هيدالغو لاتزال عمدة، وواصلت الفوز بولاية ثانية بعد نحو عام. أشرفت على استجابة المدينة لوباء «كوفيد-19»، وقدمت طلباً ناجحاً لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024.
وتتعرض هيدالغو (61 عاماً) لانتقادات منتظمة من قبل المعارضين؛ نظراً للقذارة التي تتصف بعض مناطق باريس، بالإضافة إلى سعيها لحظر السيارات بشكل تدريجي من وسط المدينة، بينما يرى بعض الناخبين أنها جزء من النخبة الباريسية التي ليس لديها فهم جيد حول ما يحدث خارج العاصمة. ولم تصل بعد إلى عتبة التصويت البالغة 10٪ في استطلاعات الرأي.
ومع ذلك، يعتقد مستشارو ماكرون أنها تشكل تهديداً خطيراً للرئيس، وتتوافق إجراءاتها الصارمة بشأن السيارات مع مطالب حزب الخضر، ما يعني أنها قد تتحد معهم، أو في النهاية تستقطب أصوات الديمقراطيين الاجتماعيين الذين دعموا الرئيس في عام 2017.
رجل ماكرون السابق: إدوارد فيليب
فيليب (50 عاماً)، لم يقل إنه سيرشح نفسه، لكن تم تضمينه هنا لأنه، وفقاً لاستطلاعات الرأي، هو السياسي الأكثر شعبية في فرنسا - أو، على حد تعبيره، «الذي يحظى بقليل من عدم الشعبية». كان فيليب رئيساً للوزراء عندما ظهرت احتجاجات حركة السترات الصفراء والإضرابات ضد خطة ماكرون لإصلاح نظام التقاعد. وتعامل مع جائحة كوفيد في بدايتها، ودافع لإبقاء البلاد تحت الإغلاق. تم استبداله في المنصب بجان كاتيكس في يوليو الماضي، عندما بدأت شعبيته تتصاعد، وبات يهدد مركز رئيسه بأسلوبه المتوازن والواقعي.
يتولى الآن منصب عمدة مدينة لوهافر الشمالية التي تسكنها الطبقة العاملة، ويسعى فيليب لتسويق نفسه بترويجه لكتابه القادم، «انطباعات وخطوط واضحة»، وهو سرد لتجاربه كرئيس للوزراء شارك في كتابته مع مستشار سابق. كان فيليب دائماً مخلصاً لماكرون، ويكتنف الغموض خططه الانتخابية. ويمكن أن يظهر كزعيم بديل لحركة «الجمهورية إلى الأمام» التي يتزعمها الرئيس في حالة انخفاض شعبيته.
الخيول السود
قائمة المرشحين المحتملين الآخرين لا حصر لها وتضم على اليمين شخصيات مثل رئيس المجموعة الجمهورية في مجلس الشيوخ برونو ريتايلو، ووزير الصناعة السابق أرنود مونتبورغ، ورئيس بلدية مدينة غارين كولومبس اليميني فيليب جوفين، الذي برز خلال الوباء كرئيس لخدمات الطوارئ في مستشفى جورج بومبيدو في باريس.
واعتماداً على نتيجة الانتخابات الإقليمية، وما إذا كان الجمهوريون سيقررون إجراء انتخابات أولية، يمكن أن يشمل المرشحون الآخرون رئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارش، ومفاوض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، الذي على الرغم من ظهوره في الكثير من التغطية الصحافية الدولية، لايزال غير معروف للكثيرين في فرنسا، بما في ذلك دوائر النخبة الخارجية.
لم يختر حزب الخضر مرشحاً بعد، ويشمل المجال عضو البرلمان الأوروبي يانيك جادوت، ورئيس بلدية غرونوبل وإريك بيول، والاقتصادي ساندرين روسو، ومشكلتهم هي أن جميع الأحزاب تتحدث الآن عن المناخ والبيئة، حتى القوميون من حزب لوبان. ويزعمون أنهم هم النسخة الأصلية بينما البعض الآخر نسخ باهتة، إلا أن النقاش بدأ ينتقل إلى قضايا أخرى، مثل الدين والاقتصاد.
ومع ذلك، فإن حزب الخضر لديه القدرة على حشد جزء كبير من اليسار بينما يستعد مساعدو ماكرون للهجوم، مدركين جيداً أنه عبر نهر الراين مباشرة، هناك نسخة ألمانية وسطية تتنافس مع الحكومة الحالية، قبل خمسة أشهر من الانتخابات.
حزب الخضر لديه القدرة على حشد جزء كبير من اليسار، بينما يستعد مساعدو ماكرون للهجوم، مدركين جيداً أنه عبر نهر الراين مباشرة، هناك نسخة ألمانية وسطية تتنافس مع الحكومة الحالية، قبل خمسة أشهر من الانتخابات.
تظهر جولة أخيرة من استطلاعات الرأي أن هناك هامشاً أضيق بكثير بين الرئيس ماكرون ولوبان أكثر من ذي قبل، بعد إحجام التقدميين عن التدخل لإنقاذه مرة أخرى بعد تعامله مع اليمين في قضايا تراوح بين الضرائب، والهجرة، والإسلام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news