بالصور.. «الشيخ جراح».. 2800 مقدسي في «مهب التهجير»
نعيش داخل سجن كبير منذ يوم الجمعة 14 من شهر مايو الجاري، ونخشى في أي لحظة طردنا من منزل الآباء والأجداد، ونصبح مهجرين بين ليلة وضحاها، تصف الشابة منى الكرد من سكان حي «الشيخ جراح» الأصليين، بهذه العبارات مأساة 2800 مقدسي يعيشون في حي «الشيخ جراح»، شرق البلدة القديمة بمدينة القدس الشريف، جراء قرار الاحتلال بإخلاء 28 منزلاً مقدسياً، لإقامة المستوطنين فيها.
وتقول الكرد التي تواجه عائلتها قراراً بإخلاء منزلها في حي «الشيخ جراح» المقدسي: «إن الحي تحول إلى ثكنة عسكرية مغلقة، فقوات الاحتلال تتعمد استفزاز الأهالي وإعاقة تنقلهم، فيما تسمح للمستوطنين الذين يستعمرون منازل عدة في (الشيخ جراح) التنقل بحرية».
ويواجه حي «الشيخ جراح» بمدينة القدس الشريف، معركة طاحنة تدور رحاها بين السكان المقدسيين الأصليين، والمستوطنين، إذ يحاول الاحتلال طردهم والاستيلاء على منازلهم منذ عام 1972، فقد تم الاستيلاء في عام 2009 على منازل في الحي، تعود لعائلات الكرد وحنون والغاوي.
معركة قضائية
وبحسب مسح أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، رُفعت دعاوى إخلاء ضد ما لا يقل عن 218 أسرة فلسطينية في القدس الشرقية، بما في ذلك أسر في «الشيخ جراح»، معظمها كانت بمبادرة من جمعيات استيطانية، ما يعرّض (970) شخصاً، بمن فيهم (424) طفلاً، لخطر التشريد.
«الإمارات اليوم» جالت في حي «الشيخ جراح» المقدسي، حيث ملامح حرب طاحنة بين السكان المقدسيين، والمستوطنين الذين يستعمرون منزل عائلة الغاوي المقدسية، الذي يتوسط البيوت المهددة بالاستيلاء، بحماية قوات الاحتلال التي تحاصر الحي، وتمنع الأهالي من الاعتصام أمام منازلها التي صدر بحقها قرار بالإخلاء والمصادرة.
ويقول رئيس لجنة أهالي حي «الشيخ جراح»، صالح ذياب (51 عاماً)، وهو أحد أصحاب المنازل المهددة بالإخلاء والمصادرة: «إن سكان حي (الشيخ جراح)، البالغ عددهم 2800 مقدسي، يعيشون داخل سجن كبير، جراء حصار الاحتلال للحي، وإغلاق مدخله بالحواجز العسكرية، والمكعبات الأسمنتية».
خطر الطرد
ويشير إلى أن (550 مقدسياً) أصحاب المنازل المهددة بالإخلاء، البالغ عددها 28 منزلاً، ينتظرون في كل لحظة طردهم من منازلهم، وتهجيرهم، في ظل اعتداء قوات الاحتلال عليهم، وحصار «الشيخ جراح».
ويواجه ذياب خطر إخلاء منزله، جراء تفعيل قرار تهجير سكان حي «الشيخ جراح» داخل محكمة الاحتلال، وبذلك يصبح مصير عائلته هو ووالده المريض وعائلة شقيقه، والبالغ عدد أفرادها 24 شخصاً، في مهب التهجير.
وكان الاحتلال قد أصدر في شهر سبتمبر 2020 قراراً بإخلاء أربع عائلات من الحي، وهي الجاعوني، وقاسم، والكرد، واسكافي، وتبعه قرار آخر في الشهر الذي يليه، يقضي بإخلاء ثلاث عائلات أخرى، وهي «حماد، الدجاني، وداوودي».
وأجلت المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة استماع بشأن إخلاء اربع عائلات فلسطينية من حي «الشيخ جراح» في القدس الشرقية، لصالح المستوطنين، فيما تنتظر ثلاث عائلات أخرى في الحي ذاته، قراراً مماثلاً في شهر أغسطس المقبل، وبذلك يتهدد خطر التهجير 550 مقدسياً، يقطنون في 28 منزلاً بالحي على أيدي جمعيات استيطانية.
ويشدد رئيس لجنة أهالي حي «الشيخ جراح»، على أن معركتهم القضائية مستمرة لأجل تثبيت حقهم في منازلهم وأرضهم، وقطع الطرق أمام أطماع الجمعيات الاستيطانية التي تلاحقهم داخل منازلهم.
مخطط تهويدي
ما يجري في حي «الشيخ جراح»، بحسب ذياب، هو مخطط تهويدي، لإقامة 320 وحدة استيطانية على أراضي الأهالي ومنازلهم، وسيتمدد بعد عملية مصادرة بيوت «الشيخ جراح»، ليطال منازل المقدسيين في أحياء وادي الجوز، والصوانة، وجبل الزيتون، ورأس العامود، وجبل المكبر، والبستان، وبطن الهوى، وبلدة سلوان.
ويشير إلى أن الاحتلال قبل فترة وجيزة استولى على قطعة أرض تبلغ مساحتها ستة دونمات، وأقام عليها مراكز للشرطة والمستوطنين.
ويقول رئيس لجنة أهالي حي «الشيخ جراح»: «إن ما يواجهه سكان حي (الشيخ جراح) المقدسي هو حكاية شعب يواجه التهجير، والاقتلاع، والضرب، والهدم، فقبل أسبوعين تعرضت للاعتداء بالضرب من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، وأصبت بكسر في قدمي، كما تم الاعتداء على والدي وشقيقتي، وأولادي، وأبناء شقيقي، أثناء محاولتهم اقتحام منازلنا المهددة بالإخلاء والمصادرة».
ويضيف «نحن غير قادرين على حماية أنفسنا داخل منازلنا، ولا نمتلك القدرة على حمايتها من الإخلاء، فنحن في أي لحظة سنشرد، ويصبح مصيرنا على قارعة الطريق، فبعد 74 عاماً من نكبة التهجير والتشريد، يريد الاحتلال اقتلاعنا نحن وأشجار التوت والزيتون والعنب والليمون، لتكون مستباحة للمستوطنين».
• ما يجري في حي «الشيخ جراح» هو مخطط تهويدي، لإقامة 320 وحدة استيطانية على أراضي الأهالي ومنازلهم، وسيتمدد بعد عملية المصادرة، ليطال منازل المقدسيين في أحياء وادي الجوز، والصوانة، وجبل الزيتون، ورأس العامود، وجبل المكبر، والبستان، وبطن الهوى، وبلدة سلوان.