المرصد.. «التحرش عن بُعد»
تتوالى التقارير التي تؤكد أن ظاهرة العمل عن بُعد نتج عنها تزايد ملحوظ في نسبة التحرش الالكتروني، حيث إنه في ظل غياب الرقابة المباشرة، أفرزت الظاهرة بيئة مناسبة لترعرع التجاوزات.
وطبقاً لمسح أجرته «منظمة حقوق المرأة» الأميركية، أخيراً، فإن «امرأة من بين كل اثنتين تعرضت للتحرش عن بعد في ظل أجواء عمل (كوفيد-19)، وأن 15% من النساء اللاتي شملهن البحث اعترفن بوقوع التحرش»، وأن «امرأة من بين كل ثلاث أبلغت رؤساءها عن تعرضها للتحرش».
وكشف البحث ذاته عن أن 72% من النساء اللاتي تعرضن للتحرش الالكتروني، وأبلغن رؤساءهن، قلن إن الأخيرين لم يفعلوا شيئاً كافياً لحمايتهن، كما ذكرت واحدة ممن تعرضن للتحرش، وأبلغت عن الواقعة، أن التحقيق بشأن ما جرى معها تم تجميده بلا مبرر، وأنها اضطرت للتعايش مع رئيسها المتحرش.
وقالت عاملة في شركة لموقع «وايرد» إن «رئيسها استخدم تطبيق زووم لأخذ سكرين شوت (صورة) لها ولزميلاتها، والتقط صوراً لهن في أوضاع مهينة، وفي لقطات تبدو كما لوكانت جنسية»، وقالت أخرى إنها «تشعر بانتهاك خصوصيتها لأن زميلاتها يمكن أن يرين غرفة نومها أثناء المكالمات المصورة، وهذا يعني أن زملاءها الرجال أصبح لديهم مزيد من الذخيرة للسخرية منها».
هذا وتوازي هذه التقارير وقائع مخجلة لأشخاص قاموا بأفعال تتجاوز إرسال الرسائل، أو التحرش اللفظي، ليس آخرها صحافي «نيويوركر» الذي تم فصله منذ شهور بعد أن قام بأفعال فاضحة أمام الكاميرا، في وجود زميلاته، كما أن بعض الرؤساء اقتربوا من هذه الدائرة حين طلبوا من العاملات في بعض الشركات الأميركية، ارتداء ملابس فاضحة، والمبالغة في مساحيق الوجه أمام الكاميرا، مبررين ذلك باجتذاب مزيد من العملاء وتطوير العمل.
إدارات المنصات نفضت يدها تقريباً من المسؤولية، وعلى سبيل المثال قالت «زووم» إنه ليس لديها الكثير لتفعله، وإن كانت ستحاول تطوير بعض اللوغاريتمات.
وقال المسؤول في «زووم»، كالفرت لي، إن ادارات العمل هي وحدها القادرة على حماية موظفيها عبر خلق جو تعاضدي، وتسجيل كل مكالمات الفيديو كونفرنس، بحيث تشكل دليلاً إذا ما حدث تجاوز.
قد يكون ما يقوله مسؤول «زووم» هو الحل أو لا يكون، لكننا أمام واقع جديد، وحتماً سيخلق حلاً لإشكالاته.
• إدارات المنصات نفضت يدها تقريباً من المسؤولية، وقالت «زووم» إنه ليس لديها الكثير لتفعله.