120 ألف مقدسي محرومون من المياه في كفر عقب
«خزانات المياه المنزلية فارغة تماماً منذ مطلع شهر يوليو الجاري، في منزلي وكل بيوت بلدتنا، ونقضي أياماً عدة من دون مياه، وبصعوبة بالغة نوفر حاجتنا للشرب، ولاستخدامات المنزل والأطفال الضرورية».
يصف المواطن إياد صندوقة، وهو طبيب فلسطيني من سكان بلدة كفر عقب، شمال مدينة القدس الشريف، الحالة المأساوية التي يعيشها (120) ألف مقدسي، نتيجة أزمة المياه الخانقة، والنقص الحاد في الكميات التي تصل إلى بيوتهم عبر شركات وسلطة المياه الإسرائيلية، الأمر الذي فاقم معاناتهم، لاسيما خلال موجات الصيف الحارة.
طوابير طويلة
ويشتكي المواطن المقدسي واقعه المأساوي قائلاً: «نصطف في طوابير طويلة عندما نشتري المياه من شركة (ميكوروت) الإسرائيلية، تنقضي ساعات اليوم ولا نتمكن حتى من شراء الكميات التي يجب أن تقدم لنا كخدمة أساسية لحياتنا اليومية، من قبل بلدية الاحتلال، وليس أن تباع لنا بمبالغ باهظة».
ويواصل صندوقة حديثه قائلاً: «أشتري صهريج المياه الذي بالكاد يلبي احتياجات أسبوعين من الخدمات الأساسية مقابل 200 شيكل، وهذه معضلة أخرى تضاف إلى حجم الأعباء والأزمات التي تواجه جميع السكان المقدسيين، حيث إنها لا تتناسب مع أوضاعهم المعيشية المتردية».
أزمة متفاقمة
تتكرر هذه الصورة بشكل يومي على مدار الساعة في البلدة المقدسية، وتطال جميع منازل المقدسيين في كفر عقب، وأحياء مدينة القدس الشريف الشمالية التابعة لبلدة كفر عقب، وهي سميراميس، والمطار، وأم الشرايط، والزغير، وذلك بحسب مسؤول الإعلام في بلدية كفر عقب رائد حمدان.
ويقول حمدان في حديث خاص مع «الإمارات اليوم»: «إن بلدة كفر عقب تحصل على المياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي من سلطة مياه الاحتلال، وشركتي المياه الإسرائيلية (ميكوروت) و(جيحون)، حيث يتم توريدها عبر مصلحة المياه الفلسطينية، ومحافظة القدس».
ويضيف أن «سكان بلدة كفر عقب يعانون منذ فترة طويلة أزمة مياه حادة تشهدها كل أحياء البلدة، والتي تتفاقم بشكل يومي منذ بداية فصل الصيف، جراء تخفيض سلطة وشركات المياه الإسرائيلية الكميات الموردة لمصلحة مياه محافظة القدس، التي يعتمد عليها السكان لتلبية احتياجاتهم الضرورية في تسيير شؤون حياتهم اليومية».
ويشير مسؤول الإعلام في بلدية كفر عقب إلى أن قضية نقص المياه هي قضية سياسية، فالاحتلال لم يزود كفر عقب بالكمية الكافية، وقلص كمية المياه الواصلة، التي لا تكفي لحاجة السكان ولا تتناسب مع زيادة الطلب على المياه، لاسيما في فصل الصيف.
ويبين أن أحياء بلدة كفر عقب المقدسية تحتاج إلى (11) ألف متر مكعب يومياً من المياه لتغطية حاجة السكان، فيما يصل للسكان 3000 متر مكعب فقط، مضيفاً «هذه الكميات قبل تفاقم الأزمة، ولكن اليوم لا تصلنا أي كمية على مدار أسبوعين، ومناطق أخرى تصل إلى شهر».
ويمضي حمدان إلى القول: «إن الاحتلال يمنح الأولوية لأحياء المستوطنين والمستوطنات في مدينة القدس الشريف، على حساب الفلسطينيين، ما يضطر السكان إلى شراء صهاريج المياه من الشركات الإسرائيلية التي تسيطر على مصادر المياه، وتتحكم في الكميات الموردة للمقدسيين، فهذه الشركات تقطع المياه عن كفر عقب، وفي الوقت ذاته هي من تبيعها إلينا بأسعار لا تتناسب مع أوضاع السكان المعيشية».
مآسٍ متعددة
معاناة 120 ألف مقدسي في أحياء بلدة كفر عقب لا تتوقف عند أزمة المياه الحادة، التي تشهد تفاقماً شديداً، وإنما تطال كل مناحي الحياة اليومية للسكان المقدسيين، فبلدية الاحتلال تتحكم في كل الخدمات الأساسية لحياة المقدسيين اليومية، وذلك بحسب حمدان.
ويقول مسؤول الإعلام في بلدية كفر عقب: «إن الحالة الإنسانية في بلدة كفر عقب المقدسية مأساوية وقاسية، فمعاناة السكان لا تقتصر على المياه فقط، بل يعانون أزمات متراكمة في البنى التحتية، وخطوط الماء والكهرباء، إلى جانب شبكات الصرف الصحي، والأماكن العامة والشوارع.
ويبين أن بلدية الاحتلال في مدينة القدس الشريف، وشركات المياه الإسرائيلية، تتعمد التعامل مع السكان المقدسيين بعنصرية وتهميش، رغم أنهم يدفعون كل الضرائب لبلدية الاحتلال، وأبرزها ضريبة المسقوفات (الأرنونا)، التي تفرض على جميع منازل المقدسيين، منوهاً إلى أن الاحتلال يقابل ذلك بشح كبير في الخدمات الأساسية المقدمة لسكان أحياء كفر عقب.
• قضية نقص المياه هي قضية سياسية، فالاحتلال لم يزوّد كفر عقب بالكمية الكافية، وقلص كمية المياه الواصلة، والتي لا تكفي لحاجة السكان ولا تتناسب مع زيادة الطلب على المياه، لاسيما في فصل الصيف.
• أحياء بلدة كفر عقب المقدسية تحتاج إلى (11) ألف متر مكعب يومياً من المياه لتغطية حاجة السكان، فيما يصل للسكان 3000 متر مكعب فقط.
• سكان بلدة كفر عقب يعانون منذ فترة طويلة أزمة مياه حادة تشهدها كل أحياء البلدة، والتي تتفاقم بشكل يومي منذ بداية فصل الصيف، جراء تخفيض سلطة وشركات المياه الإسرائيلية الكميات الموردة لمصلحة مياه محافظة القدس، التي يعتمد عليها السكان لتلبية احتياجاتهم الضرورية في تسيير شؤون حياتهم اليومية.