مواطنون ألمان يُظهرون التضامن خلال كارثة الفيضانات
بعد الفيضانات الكارثية التي ضربت غرب ألمانيا هبّ المتطوعون من أماكن قريبة وبعيدة للمساعدة في جهود التنظيف. ولهذا السبب صعد توماس سبيربر، وماريوس جلاسر، شاحنتهما الصهريجية في الساعة الرابعة صباحاً من ليمبورغ، التي تقع على بعد ساعة تقريباً جنوب شرق وادي أهر الذي اجتاحته الفيضانات. وتبرع 17 تاجر نفط من ليمبورغ بما يقرب من 32 ألف لتر من الديزل لتشغيل الآليات، وأعلنوا على «فيس بوك» أنهم سيوزعونه مجاناً لتشغيل الحفارات والجرارات، والشاحنات والحافلات، ومولدات الطاقة التي يتبرع أصحابها في جهود التنظيف.
كان راسم سيرفيداكو من أوائل المواطنين الذين هبوا لدعم هذه الجهود، حيث تبرع بجرافة وثلاثة براميل فارغة. وظل يعمل تقريباً بلا توقف منذ أن حلت كارثة الفيضان. ويقول إنه كان محظوظاً، لأن منزله وعمله يقعان على أرض مرتفعة ولم يتأثرا. ومع ذلك، يريد هو وأسرته دعم ضحايا الفيضانات بكل ما لديهم. ويشارك ابنه في أعمال التنظيف بحفارة تابعة لشركته.
ويعلق الباحث في الكوارث في برلين، مارتن فوس، على هذه الجهود قائلاً إن ذلك يعتبر «أكبر مساعدة يقدمها السكان المحليون»، ويضيف «الذين لم يتأثروا حتى الآن بهذه الكارثة يهبون لفعل شيء ما.. إنهم يمدون يد المساعدة».
ويوضح فوس أن الأبحاث أظهرت على مدى عقود أن الأشخاص في حالات الكوارث يظهرون تضامناً حقيقياً، ويقول «في الوقت الذي يتعرض فيه الناس لهذا النوع من الطوارئ، فمن الواضح أن سلوكهم الأساسي يتجه لمساعدة الآخرين».
وأشاد المواطنون بما فعل هوبرت شيلز، وهو رجل في منتصف الستينات ظل يعمل بحفارته في منطقة إيفل، لفتح مجرى الصرف في أحد السدود بحفارته التي يبلغ وزنها 30 طناً، مخاطراً بحياته في هذه العملية، واستطاع أن ينقذ أكثر من 10 آلاف شخص قد يتأثرون بشكل مباشر من غمر منازلهم بالمياه.