فرانسوا بالو. ارشيفية

إنترفيو.. عالم بريطاني: الأزمة الصحية ستنتهي عندما يصبح «كورونا» مثل فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى

تحدّث مدير معهد علم الوراثة بجامعة لندن، فرانسوا بالو، عن آمال الخروج من الأزمة الصحية العالمية. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه «الغارديان» بخصوص آخر تطورات الجائحة:

■ على موقع «تويتر» تقدم نفسك على أنك ضمن جناح «الوسط» في ما يخص الوباء. ماذا تقصد بذلك؟

■■ منذ بداية الوباء، كان هناك استقطاب. وبينما اعتقد بعض الناس أننا يجب أن نترك الفيروس يفعل ما يشاء، رأى آخرون أنه يجب أن نكافح للقضاء عليه في كل مكان. وخاض المعسكران معارك لمدة 16 شهراً، وهذا غير مقبول. وكلاهما متطرف وغير واقعي. أما أنا فاعتقدت دائماً أن التخفيف المدروس بعناية من تأثير الوباء يمكن أن يبقي الوباء تحت السيطرة حتى وصول اللقاحات. واقترب عدد قليل من البلدان من ذلك، مثل سنغافورة والنرويج والدنمارك.

■ هل تعتقد أنه لايزال هناك متحور جديد يمثل التهديد الرئيس في طريقنا للخروج من هذا الوباء؟

■■ لم يكن لدينا أي متحور منذ فترة؛ وقد ظهرت جميع متغيرات الفيروس الأربعة المثيرة للقلق، في النصف الثاني من عام 2020، ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن الفيروسات تتطور طوال الوقت بوتيرة منتظمة إلى حد ما.

كانت هناك توقعات بأن يظهر متحور مميت للغاية، بينما يقول علماء آخرون إن الفيروس قد وصل إلى «أقصى درجة تناسبه»، وإنه إذا تطور أكثر، فسيفقد القدرة على التعايش مع مضيفيه من البشر.

من المهم الموازنة بين التوقعات واحتمالية حدوثها. إن احتمال ظهور سلالة أكثر فتكاً بـ50 مرة أمر غير قابل للتصديق. وأقول ذلك لأن لدينا 200 فيروس جهاز تنفسي، ومعظمنا يصاب بالعدوى بشكل منتظم. ولم نشهد قط هذا النوع من التغيير المفاجئ في معدل الوفيات.

■ مصدر قلق آخر هو الطفرة التي تمكن الفيروس من «تفادي» اللقاحات.

■■ تمت دراسة أكثر من مليوني عينة فيروسية، وربما رصدنا بالفعل كل الطفرات الممكنة تقنياً. ومن ملاحظاتنا، نعلم أن تخطي الفيروس للقاح لن يحدث إلا بعد طفرة أو طفرتين، إذ سيتطلب تراكماً يؤدي إلى التوليفة الصحيحة. ولن ننتقل من مرحلة يتمتع فيها الجميع بالحماية إلى مرحلة يصبح الجميع عرضة للخطر، بين عشية وضحاها. وسيكون لدينا الوقت لتحديث اللقاحات.

وأيضاً، في حين أنه إذا كان المتحور الجديد قادراً بالفعل على إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم، فإنه لن يلغي الحماية ضد المرض الشديد والوفاة، التي يوفرها كل من اللقاح والعدوى السابقة.

■ تعرّض عالم الوبائيات نيل فيرغسون للانتقادات بسبب تنبؤاته بإصابة 100 ألف شخص يومياً بعد تخفيف القيود في 19 يوليو.

■■ أعرف نيل، لقد كان مديري لمدة خمس سنوات. وكانت تنبؤاته متشائمة للغاية، لأنه يميل إلى التشاؤم؛ وهذا ليس انتقاداً. وإذا كان أحدنا في موقع سلطة تقديم المشورة للحكومة، فهو يريد حقاً أن تتخذ جانباً من الحذر.

■ هل يمكنك شرح ما تعنيه بـ«الشعبوية العلمية»؟

■■ مع تقدم الوباء، أصبح المزاج العام أكثر قتامة وخوفاً، ما خلق سوقاً للكآبة والمعاناة. وهذا سيئ مثل تأثيرات التفاؤل الفائق في البداية: ابق في المنزل لمدة أسبوعين، إنه مرض خفيف أو ارتدِ قناعاً وسيختفي. لا لأكون متفائلاً أو متشائماً بشكل منهجي، ويتعين توضيح أن هناك شكوكاً كبيرة. وهذا هو التمكين، لفهم الأشياء.

■ ذكرت مراراً أن الوباء سينتهي بحلول منتصف إلى أواخر عام 2021. هل مازلت ترى ذلك؟

■■ يعتمد على كيفية تحديد ذلك. أقول إن الوباء انتهى عندما لا يتسبب «كوفيد-19» في وفيات أكثر بكثير من فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى الموجودة. وسيحدث هذا أولاً في أماكن مثل المملكة المتحدة التي حظيت بامتياز الحصول على اللقاح، وأتوقع أن ينتهي الأمر في أوائل العام المقبل، على أبعد تقدير.

• لن ننتقل من مرحلة يتمتع فيها الجميع بالحماية إلى مرحلة يصبح الجميع عرضة للخطر، بين عشية وضحاها. وسيكون لدينا الوقت لتحديث اللقاحات.

الأكثر مشاركة