منعت الجمهور نشر الشائعات بشأن صحته

كوريا الشمالية تزعم أن رئيسها فقد وزنه لأن شعبه يعاني

صورة

حذرت حكومة كوريا الشمالية مواطنيها من الحديث عن صحة الزعيم الوطني، كيم جونغ أون، بعد أن فقد وزنه، أخيراً، واصفة القيل والقال بأنه «عمل رجعي»، حسبما ذكرت مصادر في البلاد. وظلت السلطات الحكومية تردّد روايتها القائلة إن كيم، الذي يُشار إليه بـ«الكرامة العليا»، يتمتع بصحة جيدة، وإن فقدانه للوزن، أخيراً، هو نتيجة لمعاناته جنباً إلى جنب مع شعبه، الذي يعاني انعدام الأمن الغذائي المزمن، الذي تفاقمت آثاره لفترات طويلة بسبب جائحة فيروس «كورونا».

نحيل

وظهر كيم بحجم نحيل ملحوظ أمام وسائل الإعلام الحكومية، في يونيو، بعد غياب طويل، وبدأت التكهنات تدور بين الجمهور بشأن فقدانه الوزن، وذكرت إذاعة آسيا الحرة أن السلطات اعتبرت في ذلك الوقت أن نشر الشائعات حول صحة كيم خيانة، وفتحت تحقيقات لمعرفة مصدرها، وذكرت مصادر لإذاعة آسيا الحرة أن محاولات السلطات لمنع الناس من مناقشة صحة كيم، قد فشلت على ما يبدو.

ومع تناقل السكان قصص المشكلات الصحية المتعلقة بكيم وفقدانه الوزن، أصدر عدد من وحدات المراقبة في أحياء المدينة الساحلية، تشونغ جين، إنذارات رسمية للناس في اجتماعهم الأسبوعي، محذرة بأن الحديث عن الزعيم يعد «عملاً رجعياً».

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «وحدات المراقبة في الحي قالت أيضاً إن فقدان الوزن المفاجئ للزعيم ليس بسبب مشكلة صحية، بل بسبب معاناته من عزلة البلاد، وبسبب المواطنين الذين يعيشون في أزمة». وقال المصدر إن بعض الحاضرين في الاجتماع قالوا إنهم يشعرون بالحزن لأن زعيمهم ظل يعاني وحده، حيث تواجه البلاد أكبر أزماتها، لكنّ الحاضرين كانوا يقولون فقط ما يريد قادة الاجتماع سماعه.

الحاجة إلى التوضيح

وقال المصدر: «هذه هي المرة الأولى التي شعرت فيها السلطات بالحاجة إلى التوضيح رسمياً للجمهور، من خلال وحدات مراقبة الأحياء في كل منطقة، أن (الكرامة العليا) لا يعاني مشكلات صحية»، ويضيف المصدر: «لكن من ناحية أخرى، يعتقد بعض السكان أن فقدان وزن كيم لوزنه ليس شيئاً سيئاً، لأن الشكل الذي ظهر به قبل أن يفقد وزنه كان أكثر خطورة على صحته».

ويقول أحد سكان مدينة ساريون في مقاطعة هوانغهاي الشمالية، جنوب العاصمة بيونغ يانغ، لإذاعة آسيا الحرة، إن وحدات مراقبة الحي هناك حذرت الناس أيضاً من الثرثرة حول صحة كيم.

ويقول هذا المواطن، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: «على الرغم من أن مدينة ساريون لم تعقد اجتماعاً طارئاً للسكان لطمأنتهم أن (الكرامة العليا) بصحة جيدة، إلا أنها حذرت الناس في اجتماعات مراقبة الحي من عدم ذكر صحته»، وحذرت أيضاً من نشر أي قصص عن صحة القائد، الذي قالت إنه أصبح ضعيفاً بسبب تراكم الشؤون الوطنية على كاهله.

لم يظهر كيم أمام شعبه لفترة طويلة، وانتشرت شائعات عن اعتلال صحته، وأن هناك خططاً قد تم اتخاذها لما قد يحدث بعد وفاته داخل كوريا الشمالية وخارجها.

وذكرت إذاعة آسيا الحرة، في أبريل 2020، أنه أثناء إحدى حالات الغياب هذه، ظل المواطنون الذين يعيشون بالقرب من الحدود الصينية، ينشرون شائعات بأنه على فراش الموت، وفي الوقت نفسه كان مراقبو كوريا الشمالية في الغرب يتكهنون بأن أخت الزعيم، كيم يو جونغ، ستكون التالية في صف الحكم، وتبددت الشائعات عندما ظهر كيم بشكل علني، في الأول من مايو 2020، وتم خفض رتبة كيم يو جونغ في العام التالي، ما أثار المزيد من التكهنات الخارجية حول مستوى أهميتها داخل الدائرة المقربة من شقيقها.

هذه هي المرة الأولى التي شعرت فيها السلطات بالحاجة إلى التوضيح رسمياً للجمهور، من خلال وحدات مراقبة الأحياء في كل منطقة، أن «الكرامة العليا» لا يعاني مشكلات صحية.

• لم يظهر كيم أمام شعبه لفترة طويلة، وانتشرت شائعات عن اعتلال صحته، وأن هناك خططاً قد تم اتخاذها لما قد يحدث بعد وفاته داخل كوريا الشمالية وخارجها.

تويتر