عدد كبير من الوحدات الاستيطانية تحاصر 300 فلسطيني
مستوطنة «أفني حيفتس» تبتلع خربة الحفاصي في محافظة طولكرم
في الوقت الذي يسمح فيه الاحتلال بالتوسع والتمدد في خربة الحفاصي إلى الجنوب الغربي من كفر اللبد إلى الجنوب الشرقي لمحافظة طولكرم في الضفة الغربية، وزيادة أعداد الوحدات الاستيطانية، التي يتجاوز عددها 2400 وحدة استيطانية، يحرم السكان الفلسطينيين في هذه المناطق البناء فوق أراضيهم الخاصة.
فعلى مساحات شاسعة من أراضي قرية خربة الحفاصي وكفر اللبد، تحاصر مستوطنة «أفني حيفتس» حرية السكان، وتنغص حياتهم، وتقيد حركة تنقلهم، حيث تشهد تلك المستوطنة توسعاً بشكل يومي تجاه أراضي السكان التي ورثوها عن الآباء والأجداد.
ويعاني 300 فلسطيني يقطنون في خربة الحفاصي تمدد المستوطنة، التي التهمت في السابق مساحات واسعة من أراضيهم، فيما تتمدد لتقضم ما تبقى لهم من أراضٍ زراعية تعد مصدر رزقهم الوحيد، في ظل حصار استيطاني يحرمهم حتى من مزاولة أعمالهم داخل قريتهم وأرضهم.
ويقول الباحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي في الضفة الغربية رائد موقدي، في حديث خاص مع «الإمارات اليوم»: «إن خربة الحفاصي هي عبارة عن قرية صغيرة، صادر الاحتلال معظم أراضيها بحجة أنها أراضيه، وضُمت إلى مستوطنة (أفني حيفتس)، الجاثمة على أراضي الخربة، وتجاور منازل السكان على بعد ٢٠ متراً، في حين يقطن السكان على مساحة لا تتجاوز 500 دونم فقط».
ويوضح أن ما تشهده خربة الحفاصي، وما يجري من توسع استيطاني، هو جزء من مشروع تهويدي، يخطط له الاحتلال مسبقاً، تحت اسم «التلال السبع»، مشيراً إلى أن الاحتلال من خلال هذا المشروع يسيطر على ما تبقى من أراضي السكان الفلسطينيين، ويشق المزيد من الطرق الالتفافية، لربطها بمستوطنة «أفني حيفتس»، على حساب أراضي السكان الفلسطينيين الأصليين.
وتشهد خربة الحفاصي، بحسب موقدي، نشاطاً استيطانياً بارزاً بشكل يومي، يتمثل في شق الطرق الاستيطانية الالتفافية، والبؤر الاستيطانية العشوائية، التي تفرض المزيد من حصار الخربة وخنق سكانها، وعزلهم عن محيطهم الفلسطيني.
ويشير الباحث في مركز أبحاث الأراضي الفلسطينية، إلى أن المستوطنين شقوا قبل شهور عدة في جنح الظلام، شارعاً التفافياً، ينطلق من البؤر العشوائية التي أقيمت خلال الشهور والسنوات الماضية، وصولاً إلى مستوطنة أفني حيفتس.
ويبين أن عملية تمدد مستوطنة أفني حيفتس واتساع رقعة وحداتها، تتم من خلال إقامة بؤرة جديدة، يضع فيها المستوطنون منزلاً متنقلاً، أو إقامة حظيرة للمواشي قبل أن يتم ضمها للمستوطنة، وحرمان السكان المزيد من أراضيهم.
ويواصل موقدي حديثه قائلاً: «إن هذا ما حدث قبل عامين حين أقام المستوطنون عدداً من البؤر الاستيطانية العشوائية، وضعوا فيها 16 بيتاً متنقلاً، على مساحة تزيد على 13 دونماً، في الجهة الجنوبية من مستوطنة (أفني حيفتس)، ضمن ما تم وصفه بالمنطقة العازلة المحيطة بالمستعمرة».
أراضٍ مُحرمة
«هذا التمدد الاستيطاني ينذر بكارثة إنسانية قاسية على السكان وحياتهم وأمنهم، ويصادر أرضهم، كما ينعكس سلباً تجاه توسعة البؤر والوحدات الاستيطانية القائمة»، يقول موقدي.
ويلفت الباحث في مركز أبحاث الأراضي الفلسطينية، إلى أن ذلك يتسبب في منع وحرمان السكان الفلسطينيين الأصليين من دخول أرضهم الزراعية، بذريعة أنها مناطق عسكرية مغلقة، حيث لا يسمح لهم بدخولها سوى أيام عدة طوال العام، وذلك بعد الحصول على تصريح مسبق من قوات الاحتلال.
ويمضي موقدي بالقول: «إن كل المشاريع والأنشطة الزراعية خلال الشهور الماضية في خربة الحفاصي تعطلت عجلة دورانها، وأصبحت جميعها تحت قبضة مستوطنة أفني حيفتس».
ويضيف أن «هذا يمنع أي توسع ونشاط سكاني في الخربة، حيث يبلغ عدد البيوت الفلسطينية القائمة حالياً 30 منزلاً، كما يضر ذلك بالنمو السكاني والديموغرافي لأهل خربة الحفاصي، ونتيجة لذلك تزداد هجرة السكان العكسية من أرضهم المهددة بالمصادرة، تجاه القرى والبلدات المجاورة».
حياة محاصرة
تفتقر قرية الحفاصي الصغيرة إلى الكثير من الخدمات الأساسية في الحياة اليومية، أبرزها عدم وجود طرق خاصة بالمواصلات، ما يسبب معاناة كبيرة للسكان والطلاب، إلى جانب افتقارها لمشاريع البنية التحتية الأساسية، وخطوط الماء والكهرباء، وذلك بحسب رئيس بلدية كفر اللبد إيهاب غزالة.
ويقول غزالة: «إن مخاطر وأضرار تمدد المستوطنة لا تشمل خربة الحفاصي فحسب، وإنما تمتد خارج حدودها، متجهة صوب جميع قرى وأحياء كفر اللبد، المحاطة بالاستيطان من جميع اتجاهاتها الأربع».
ويضيف أن «مستوطنة (أفني حيفتس) تحاصر خربة الحفاصي وبلدة كفر اللبد من جهة الشمال، إلى جانب بؤرة (هاهار) الاستيطانية، ومن الشرق مستوطنة (عناب)، وبؤرة (كرمي دارون) الاستعمارية».
ويشير رئيس بلدية كفر اللبد إلى أن بؤرة «هاهار» الجاثمة على أراضي سكان خربة الحفاصي المجاورة لمستوطنة «أفني حيفتس»، يقطنها نحو مئات المستوطنين، كما يوجد في المستوطنة موقع عسكري لقوات الاحتلال.
• الاحتلال يهدف من مشروع «التلال السبع» إلى السيطرة على ما تبقى من أراضي السكان الفلسطينيين وشقّ المزيد من الطرق الالتفافية.
• زيادة أعداد الوحدات الاستيطانية يحرم الفلسطينيين البناء فوق أراضيهم الخاصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news