وقف الصين تمويل إنتاج الفحم حول العالم خطوة مهمة للغاية

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، قبل أيام، أن الصين لن تموّل بعد الآن مشروعات الفحم الخارجية، وهي خطوة قد يكون لها آثار بعيدة المدى على قدرة العالم على تلبية أهداف المناخ. وقال بينغ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الصين «ستعزز دعمها للدول النامية الأخرى في تطوير طاقة خضراء ومنخفضة الكربون، ولن تبني مشروعات طاقة جديدة تعمل بالفحم في الخارج». ويقول الخبراء إن هذه الخطوة يمكن أن تمثل بداية نهاية الفحم كمصدر أساسي للطاقة للعالم، (حالياً رقم 2 خلف النفط). ومع ذلك، فإن التحذير هو أن الصين والعديد من الدول الأخرى لاتزال تعتمد على الفحم.

ويقول خبير البيانات في مركز أبحاث المناخ «كربون تراكر»، ديوراند ديسوزا، إن هذا الإعلان علامة قوية على انهيار صناعة الفحم العالمي، موضحاً «الصين هي أكبر ممول لطاقة الفحم الجديدة، في جميع أنحاء العالم، ونرحب بالاعتراف بأن هذه الطاقة لم تعد مرغوبة».

وكانت محطات الطاقة، التي تعمل بالنفط جزءاً رئيساً من الخطة الصينية «طريق واحد» للبنية التحتية، وهي مبادرة بكين التي وصفت بأنها عرض حديث لطريق الحرير. ومولت الصين المئات من مشروعات الفحم في دول حول العالم، من مصر إلى الفلبين. ودافعت وسائل الإعلام الحكومية الصينية عن تمويل الصين السابق لمحطات الفحم في الخارج، لا سيما في البلدان التي يمثل فيها التزويد بالكهرباء مشكلة.

لكنّ هناك تحولاً بالفعل، إذ لم تمول الصين أي مشروعات فحم حول العالم، في النصف الأول من عام 2021، لذا فإن إعلان الرئيس الصيني سيحول شيئاً ما يحدث بالفعل إلى سياسة رسمية. ويقول كبير مستشاري السياسة العالمية لمنظمة السلام الأخضر في بكين، لي شو «لايزال الكثير من بلدان العالم النامي يواجه تحديات حقيقية في مجال أمن الطاقة». ويجب أن يدفع إعلان اليوم الصين إلى أن تصبح جزءاً من الحل.

ومع ذلك، لاتزال الصين تعتمد بشدة على الفحم محلياً، وهي أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم. وأنتجت البلاد أكثر من 53% من إجمالي الطاقة المولدة بالفحم، في العالم، عام 2020، وفقاً لمجموعة أبحاث تغير المناخ «أمبر».

وتخطط الصين لبناء 43 محطة جديدة لتوليد الطاقة تعمل بالفحم، و18 فرناً جديداً للصهر، أي ما يعادل إضافة نحو 1.5% إلى انبعاثاتها السنوية الحالية، وفقاً لتقرير صدر الشهر الماضي عن مؤسسة الأبحاث ومقرها هلسنكي، ومركز الأبحاث حول الطاقة والهواء النظيف «كريا»، والمجموعة الأميركية لمراقبة الطاقة العالمية.

ويقول شو، من منظمة السلام الأخضر «مع الاتجاه الجديد في ما يخص الفحم في الخارج، تحتاج الصين إلى العمل بجدية أكبر، الآن، على مشكلة إدمان الفحم محلياً».

وقال الرئيس الصيني، في أبريل، إن بلاده ستخفض استخدام الفحم ابتداءً من عام 2026، وقد حددت بكين أهدافاً مناخية، وتعهدت بخفض انبعاثاتها إلى ذروتها قبل عام 2030، وجعل البلاد دون كربون بحلول عام 2060.

ويقول ديسوزا، إن الصين يمكن أن تذهب أبعد من ذلك وتركز جهودها داخلياً عن طريق إلغاء خططها لإنتاج 163 غيغاوات من طاقة الفحم، لصالح الطاقة المتجددة. وتُعد الصين رائدة في مجال الطاقة المتجددة، إذ تمثل نحو 50% من النمو العالمي في قدرة الطاقة المتجددة في عام 2020. كما أن هذا البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، يتصدر، أيضاً، العالم في ما يخص التقنيات الخضراء الرئيسة، مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة الشمسية.

ويوضح ديسوزا «حان الوقت، الآن، لكي تبتعد الصين عن كونها أكبر منتج لطاقة الفحم، وتستمر في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة الأقل كلفة».

ولاتزال الأسئلة الرئيسة قائمة بما في ذلك كيف ومتى سيتم تنفيذ الإعلان، وما إذا كان سيطبق فقط على البنوك التي تديرها الدولة، لكن الخبراء يقولون إن تعهد بينغ هو إشارة إيجابية. وتدعو اتفاقيات باريس للمناخ، التي تم تبنيها في عام 2015، الدول إلى بذل قصارى جهدها لتقليل الانبعاثات للحفاظ على درجات الحرارة العالمية أقل من «2» درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع أنه يفضل ألا تزيد على «1.5» درجة مئوية، على أمل تجنب أسوأ عواقب تغير المناخ.

53% من إجمالي الطاقة المولدة بالفحم، في العالم، عام 2020، تم إنتاجه في الصين.

• هناك تحوّل بالفعل، إذ لم تمول الصين أي مشروعات فحم حول العالم، في النصف الأول من عام 2021.

• يمكن أن تذهب الصين أبعد من ذلك وتركز جهودها داخلياً عن طريق إلغاء خططها لإنتاج 163 غيغاوات من طاقة الفحم.