مئات الآلاف من الأطفال اللاجئين ضحية الاختطاف على أيدي العصابات
كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن اختفاء عدد من الأطفال اللاجئين الذين لا تتجاوز أعمارهم تسعة أعوام عن مؤسسات الرعاية بعد وصولهم إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي. وتظهر الأرقام أن جميع السلطات المحلية المسؤولة عن رعاية الأطفال المهاجرين أبلغت عن اختفاء ما لا يقل عن 37 من اللاجئين الذين تبلغ أعمارهم 13 عاماً أو أقل.
وفي إحدى الحالات التي تم رصدها في الصيف، يدور شك في أن صبياً فيتنامياً يبلغ من العمر 15 عاماً قد أُجبر على العبودية، بعد أن وضعته وزارة الداخلية بمفرده في فندق واختفى بين عشية وضحاها. ويتعرض اللاجئون الأطفال، الذين يصلون عادة من دول مثل أفغانستان والسودان وإيران وإريتريا وفيتنام، لخطر الاعتداء الجنسي والاستغلال من قبل العصابات.
ومع تسجيل اللاجئين العابرين للقنال أرقاماً قياسية هذا الصيف، وإعادة توطين آلاف اللاجئين الأفغان والتأخيرات الشديدة في معالجة قضايا اللجوء، تزعم السلطات المحلية أن وضعها على وشك الانهيار. ويقول المسؤولون إنهم لا يستطيعون التعامل مع عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية. وفي كينت، حيث وصل العديد من اللاجئين بعد رحلات محفوفة بالمخاطر على أيدي مهربي البشر، تم الإبلاغ عن فقدان 727 طفلاً مهاجراً غير مصحوبين بذويهم منذ عام 2015.
في يوم خميس مشمس من شهر يوليو، ترك مسؤولو الهجرة الطفل الفيتنامي توان بمفرده في فندق بلندن. وكان هذا اليتيم البالغ من العمر 15 عاماً ضحية للاتجار بالأطفال، حيث تعرض خلال رحلته إلى بريطانيا للضرب والحبس وإجباره على العمل كعبد، وإجباره على ركوب قارب صغير لعبور القنال.
في صباح اليوم التالي، كان من المفترض أن يقابل محامون هذا الفتى، لكنه غادر الفندق. يقول أحد المحامين واسمه ستيوارت لوك لصحيفة التايمز: «بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى الفندق، أفادوا بأنهم رأوه يغادر مع شخص غريب مجهول». ويقول لوك: «كان يجب أن يعزل نفسه في غرفته في ذلك الوقت، ولم يتم العثور عليه بعد ذلك».
قال توان للسلطات بعد عبوره القنال إن جدته كانت ترعاه في فيتنام، لكنه أصبح بلا مأوى بعد وفاتها. وبعد ذلك، وعدته مجموعة من المهربين بالعمل والطعام ونقلوه جواً إلى روسيا، حيث أُجبر على العمل دون أجر، وتعرض للضرب والحبس في غرفة. ومكث هناك لمدة خمسة أشهر، وكان يتناول وجبتين في اليوم.
ثم نُقل توان إلى فرنسا واحتُجز في منزل مهجور لأيام عدة قبل نقله في أوائل يوليو في قارب صغير إلى بريطانيا. وبعد اعتراض القارب، تم اعتقال توان مع ركاب آخرين. وتم نقله إلى مركز احتجاز «يارل وود» في بيدفوردشير، وقال إن الزنازين تذكره بالغرفة في موسكو، حيث كان مسجوناً.
وتولت جمعية خيرية للاجئين قضية توان وتمت إحالته إلى لوك، وهو محامٍ متخصص في الأطفال المهاجرين. وقال لوك: «في ذلك الوقت، شعرت بمخاوف حقيقية من مخاطر الاتجار في البشر». في 22 يوليو، أطلقت وزارة الداخلية سراح توان، وتم وضعه في فندق في لندن. رتبت شركة انستالاو، ولوك للمحاماة، لرؤيته في صباح اليوم التالي، ولكن عندما وصلوا كان الصبي قد اختفى. واكتشف لوك لاحقاً أنه لم يتم إخبار الشرطة بأن توان مفقود لمدة أسبوع.
تضاعف عدد الأطفال اللاجئين الذين تتم رعايتهم في إنجلترا منذ عام 2012، حيث وصل عددهم الى 5000 العام الماضي. ومن بين الأطفال المهاجرين الذين اختفوا الفيتنامي سون هونغ، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً شوهد آخر مرة في هاستينغز، شرق ساسكس، في عام 2019، ولوك ثي بوي، فتاة فيتنامية تبلغ من العمر 14 عاماً شوهدت آخر مرة في لويشام، جنوب لندن، في مارس 2020.
وأبلغ مجلس مقاطعة كينت عن 1430 حالة فقدان للأطفال اللاجئين في السنوات الست الماضية. وأن ما لا يقل عن ثلاثة من بين 727 طفلاً في سن العاشرة. وفي الأشهر الستة الماضية، تم الإبلاغ عن 55 طفلاً مهاجراً في عداد المفقودين من مجلس الرعاية الحكومية، بمن في ذلك صبي يبلغ من العمر 13 عاماً. وقال المجلس إنه تم العثور على جميع الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 10 و13 عاماً في غضون ساعتين، باستثناء واحد، وأن هناك «محاولات جادة لتعقبه».
في السنوات الأخيرة، يضطر المجلس الحكومي للاعتناء بأكثر من ضعف عدد الأطفال المهاجرين الذين من المفترض أن يعتني بهم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى كونه جهة تتعامل مع المهاجرين الذين يعبرون القنال. وأعلن المجلس توقفاً مؤقتاً لأسباب تتعلق بالسلامة مرتين في غضون عامين، مهدداً وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، باتخاذ إجراءات قانونية. وقال المجلس إن خدماته صارت «منهكة» للغاية، واقترب من نفاد الأخصائيين الاجتماعيين.
في حين كان هناك انخفاض في العام الماضي في عدد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء، خلال عمليات الإغلاق، فقد ارتفع عدد الوافدين بالقوارب على مدار هذا العام. وتعتقد قوة الحدود أن 22 ألف مهاجر قد وصلوا بالقوارب بحلول نهاية هذا العام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف الرقم المسجل العام الماضي البالغ 8420 مهاجراً. ويقول الخبراء إن الأطفال اللاجئين الذين يختفون ينقسمون إلى فئتين. يتم تهريب البعض إلى بريطانيا للقيام بأعمال غير قانونية، مثل زراعة القنب، لذلك يتعرضون باستمرار لخطر الاختطاف من قبل المهربين بعد وصولهم. ويوجد العديد من الأطفال المهاجرين الفيتناميين في هذه المجموعة.
وغالباً ما يصل آخرون من دول مثل أفغانستان والسودان وإريتريا وإيران وهم مفعمون بالتفاؤل، لكن الإخفاقات في رعايتهم - مثل البقاء بمفردهم في الفنادق المتهالكة لأسابيع - تؤدي إلى هروب بعضهم، حيث يصبحون عرضة للاختطاف من قبل العصابات.
ومع مكافحة المجالس للتعامل مع أعداد المهاجرين الوافدين من جميع أنحاء القنال، قامت وزارة الداخلية هذا الصيف بحجز فنادق لاستيعاب الوافدين الجدد من الأطفال اللاجئين. وتم احتجاز مئات المهاجرين المراهقين في الفنادق، وتحدثت الجمعيات الخيرية عن مخاوف بشأن رفاهيتهم.
• أبلغ مجلس مقاطعة كينت عن 1430 حالة فقدان للأطفال اللاجئين في السنوات الست الماضية. وأن ما لا يقل عن ثلاثة من بين 727 طفلاً في سن العاشرة.
• يدور شك في أن صبياً فيتنامياً يبلغ من العمر 15 عاماً قد أُجبر على العبودية، بعد أن وضعته وزارة الداخلية بمفرده في فندق، واختفى بين عشية وضحاها.