أضخم مشروع استيطاني جنوب «الأقصى».. و2000 وحدة استيطانية فوق التلال
«التلة الفرنسية» تقضم جبل المشارف.. و«مجمع كيدم» يستوطن في سلوان
امتداداً لجبل الزيتون في مدينة القدس الشريف، وعلى طول الطريق الواصل بين المدينة المقدسة ومدينة رام الله بالضفة الغربية، يتربع جبل المشارف على ارتفاع 850 متراً عن سطح البحر.
هذه المرتفعات باتت قاب قوسين أو أدنى من مخططات التهويد والاستيطان، وفرض المزيد من الحصار ضد القدس وسكانها المقدسيين، فقد أعلن رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليئون الموافقة على إقامة 2000 وحدة استيطانية بمستوطنة «التلة الفرنسية» المقامة على أراضي جبل المشارف، وبناء حي استيطاني جديد في تلك المنطقة.
وبذلك تتسع دائرة الابتلاع الاستيطاني لأراضي جبل المشارف المقدسي، حيث أقام الاحتلال فوق هذه المناطق الجامعة العبرية، ومركز «هداسا» الطبي.
وقال ليئون عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «سيتم بناء حي جديد هنا، كجزء من اتفاقية وقعناها بين إدارة أراضي إسرائيل والجامعة العبرية، سيتم السماح بالبناء على أرض كانت مملوكة للجامعة في التلة الفرنسية، وسيتم بناء نحو 2000 وحدة سكنية جديدة عليها».
نهب جبل المشارف
قبل سنوات طويلة، استولت الجامعة العبرية على أراضٍ فلسطينية، 60% منها تقع في بلدة العيسوية، والبقية على أراضي جبل المشارف بالقدس، تعتزم بلدية الاحتلال بناء وحدات استيطانية جديدة عليها، وذلك بحسب الباحث في شؤون القدس ورئيس لجنة الدفاع عن أهالي سلوان، فخري أبودياب.
ويقول أبودياب لـ«الإمارات اليوم» في حديث خاص: «إن هذا المشروع سيبتلع مساحة قدرها (150) دونماً، من أراضي المقدسيين في جبل المشارف، فإقامة (2000) وحدة استيطانية تأتي استكمالاً لمخطط الاحتلال للسيطرة على كامل مدينة القدس، لإحلال المزيد من المستوطنين، الذين وصلت نسبة وجودهم في المدينة المقدسة إلى (51.5%).
ويبين أبودياب أن مخطط الحي الاستيطاني الجديد فوق قمة جبل المشارف، يشمل إقامة وحدات سكنية لطلبة الجامعة العبرية، ومراكز تجارية، ووحدات استيطانية للمستوطنين، سيتم بناؤها على طرفي مسار «القطار الخفيف» التهويدي في المنطقة.
وكان رئيس بلدية الاحتلال قد أوضح أن بناء الوحدات الاستيطانية على قمة جبل المشارف المقدسي، ستكون بالقرب من محور القطار الخفيف للأزواج الشباب والعائلات الشابة.
وبحسب أبودياب، تسعى بلدية الاحتلال لتوسعة مشروع «القطار الخفيف»، الذي يبدأ مساره انطلاقاً من بلدة العيسوية المقدسية، مروراً بمستوطنة «التلة الفرنسية» والجامعة العبرية، وصولاً إلى الجزء الغربي من القدس، وحتى منطقة هداسا عين كارم في المدينة المقدسة.
ويمضي الباحث في شؤون القدس في حديثه قائلاً: «إن الاحتلال يخطط لإقامة حزام استيطاني، بدايته تكون من حي الشيخ جراح في مدينة القدس الشريف، حتى مستوطنة التلة الفرنسية، الملاصقة للحي المقدسي من جهة الشرق، كما سينطلق من الجهتين الشرقية والجنوبية للمدينة المقدسة».
ويوضح أن الحزام الاستيطاني سيلتف حول البلدة القديمة في القدس، والمسجد الأقصى المبارك من جهته الجنوبية، وذلك من خلال إقامة ثلاثة أحزمة استيطانية أخرى، تحاصر المدينة المقدسة، وتخنق سكانها المقدسيين.
المشروع الأضخم
وخلال الفترة الأخيرة، وافقت حكومة الاحتلال وبلديتها على عشرات المشروعات الاستيطانية لتنفيذها في المدينة المقدسة، كان أخطرها وأضخمها مخطط لبناء حي استيطاني جديد، يشمل بناء نحو (11) ألف وحدة استيطانية، على مساحة قدرها (1243) دونماً من أراضي مطار قلنديا شمال القدس، بالإضافة إلى فنادق ومرافق وحدائق عامة ومناطق صناعية وتجارية.
وبالانتقال إلى داخل أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف، وعلى بعد 100 متر عن السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، تعمل جمعية «العاد» الاستيطانية بوتيرة متصاعدة، لتنفيذ مشروع «مجمع كيدم- حوض البلدة القديمة»، الذي يعد أضخم مشروع استيطاني تهويدي، على مدخل حي وادي حلوة في بلدة سلوان المقدسية، التي تعد الخاصرة الجنوبية للحرم القدسي.
واليوم، تواصل الجمعية الاستيطانية «العاد» أعمال الحفر في المنطقة المستهدفة، وإقامة البنى التحتية بشكل متسارع لتنفيذ مشروع «مجمع كيدم»، على أرض مقدسية تبلغ مساحتها (550) ألف متر مربع.
ويقول أستاذ العمارة الإسلامية في جامعة بير زيت والمختص في شؤون عمارة القدس، جمال عمرو: «إن (90) ألف مقدسي يقيمون في بلدة سلوان وحي الثوري المجاور، هم الضحية الأبرز لمشروع (كيدم)، الذي سيحول المنطقة إلى ثكنة عسكرية، ويحاصر السكان المقدسيين، ويتحكم في حركة تنقلهم عند مدخل حي وادي حلوة».
ويضيف أن «(مجمع كيدم)، عبارة عن منظومة متكاملة، تضم قوات أمنية، تحيط المجمع الاستيطاني من جميع الاتجاهات، فيما سيستخدم من قبل دائرة الآثار الإسرائيلية، إلى جانب إقامة قاعات مؤتمرات وغرف تعليمية، ومهبط طائرات، ومواقف، خصوصاً لسيارات السياح والمستوطنين، إضافة إلى مراكز سياحية، ومحال تجارية، ومكاتب خاصة بجمعية (العاد) الاستيطانية».
ويشير إلى أن قوات الاحتلال دمرت الجزء الأكبر من الآثار الإسلامية والعربية في المنطقة التي ستشهد إقامة «مجمع كيدم»، التي تعود للفترات العثمانية والأموية والبيزنطية والكنعانية، لافتاً إلى أن المشروع الاستيطاني قائم في منطقة تزخر بالحضارة التاريخية، والمعالم المعمارية الأثرية.
وكما ربط الاحتلال مخطط بناء 2000 وحدة استيطانية فوق جبل المشارف، بمشروع القطار الهوائي الخفيف، فإن المجمع الاستيطاني «كيدم – حوض البلدة القديمة»، سيتم ربطه تحت الأرض بشبكة الأنفاق الموجودة في عين سلوان، باتجاه باب المغاربة والقصور الأموية، وحائط البراق، وضواحي البلدة القديمة في المدينة المقدسة، وذلك بحسب أبودياب.
ويوضح رئيس لجنة الدفاع عن أهالي سلوان أن مشروع «كيدم» الاستيطاني، يعد من أضخم وأخطر ثلاثة مشروعات استيطانية وتهويدية في مدينة القدس الشريف، بما فيها مشروع القطار الهوائي، والكنس اليهودية في ساحة البراق، داخل باحات الحرم القدسي الشريف.
ويمضي أبودياب بالقول: «إن مشروع (كيدم) الاستيطاني، يضم طبقة عليا، تطل على المسجد الأقصى المبارك، ومناطق عدة في بلدة سلوان، كما سيتضمن كنساً يهودية، وإقامة متحف توراتي، وجميعها ستقام على أراضٍ ومعالم مقدسية في عين سلوان، وحي وادي حلوة».
• الاحتلال يخطط لإقامة حزام استيطاني، بدايته تكون من حي الشيخ جراح في مدينة القدس الشريف، حتى مستوطنة «التلة الفرنسية»، الملاصقة للحي المقدسي من جهة الشرق، كما سينطلق من الجهتين الشرقية والجنوبية للمدينة المقدسة.
• قوات الاحتلال دمرت الجزء الأكبر من الآثار الإسلامية والعربية في المنطقة التي ستشهد إقامة «مجمع كيدم»، التي تعود للفترات العثمانية والأموية والبيزنطية والكنعانية، حيث يقام في منطقة تزخر بالحضارة التاريخية، والمعالم المعمارية الأثرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news