يلتقطونها من أمام المنازل
لصوص يسرقون الطرود في بريطانيا بعد دقائق من تسليمها
كانت مولي سيجلوفسكي تشاهد فيلماً مع عائلتها عندما تلقت بريداً إلكترونياً يخبرها بأن الطرد «تم تسليمه بنجاح». وتضمنت الرسالة صورة تظهر العلبة، التي تحتوي على فستان عيد ميلاد وردي لابنتها (مارثا - 4 سنوات)، على عتبة الباب.
وبحلول الوقت الذي نزلت فيه إلى الطابق السفلي، الأمر الذي استغرق أربع دقائق فقط، كان الطرد قد اختفى. وتقول سيجلوفسكي: «تلقيت البريد الإلكتروني في الساعة 6.37 مساءً، وبحلول الساعة 6.41، اختفى». متابعة، «كنا نحن الأربعة في المنزل، والأنوار مشتعلة، لكن السائق لم يدق الجرس أو يطرق الباب».
والمنتجة الإذاعية، البالغة من العمر 36 عاماً، من غرب لندن، هي من بين آلاف المتسوقين عبر الإنترنت، الذين استهدفهم لصوص الطرود.
وفي مجموعات على «فيس بوك» و«نكست دور»، أصبحت المشاركات، التي تنبه المتسوقين إلى الحالات الأخيرة من «السطو على واجهات المنازل»، مألوفة. وحثت خدمتا «مراقبة الحي» و«نصيحة السكان» المستهلكين على توخي الحذر.
وأصدرت شرطة لندن بياناً، الأسبوع الماضي، بعد سلسلة من السرقات، في منطقة وندسور، حثت من خلاله السكان على «مساعدة بعضهم بعضاً».
وأصدرت الجهات المسؤولة الأخرى، بما في ذلك مانشستر، إرشادات في هذا الخصوص. ويبدو أن سرقة الطرود في ارتفاع، مع زيادة التسوق عبر الإنترنت، التي تسارعت بسبب الوباء. وفي غضون ذلك، تتعرض الشركات لضغوط شديدة لتسليم الطرود بسرعة.
وقال سائقون ناقشوا عبء العمل إنهم مطالبون بتسليم أكثر من 250 طرداً، مع 180 أو 190 مهمة، في اليوم؛ وغالباً ما يعملون في نوبات تراوح بين 12 و14 ساعة. وقال أحد سائقي التوصيل: «أكبر حمولة للشاحنة قمت بها تضمنت 330 طرداً و235 محطة». وفي بعض الحالات، يتم الدفع للسائقين مقابل كل تسليم ناجح. وقال آخر: «أبذل قصارى جهدي لتسليم الطرود، وأستخدم أحياناً صناديق التخزين، وأستعين بالجيران»، متابعاً «لم يكن الوضع آمناً دائماً، ولكن يتعين عليّ ترك الطرد في العنوان المحدد، على أي حال».
ووفقاً لبيانات «غوغل ترندز»، ارتفعت عمليات البحث عن «الطرود المسروقة»، الشهر الماضي. وقالت خدمة «نصيحة السكان»، إن هناك 22787 زيارة لصفحة الويب المخصصة للطرود المفقودة والمسروقة، في نوفمبر، بزيادة قدرها 48%، على أساس سنوي. وأبلغت بعض الشركات عن زيادة الطلب على الصناديق الآمنة، وأجراس الأبواب المزودة بالفيديو.
وأثارت السرعة التي تُرتكب بها بعض السرقات تكهنات بإمكانية تنسيقها. وقالت سيجلوفسكي: «قال شخص ما على موقع (نكست دور)، إن (شخصاً ما يسرق طرودي)، وكان هناك الكثير من الأشخاص يجيبون (نعم، لقد حدث هذا لي)»..
وتفكر متسوقة أخرى، تدعى عائشة اليس عزيز، في الاستعانة بكاميرا مراقبة، بعد استهدافها الشهر الماضي. وكانت عزيز، التي تعمل مديرة تسويق، وتبلغ من العمر 29 عاماً، بعيدة عن المنزل عندما كان من المقرر وصول هدية عيد الميلاد، التي كانت قد طلبتها من «أمازون»، لابنتها البالغة من العمر عامين. والهدية عبارة عن فرشاة للرسم ومجموعة تصفيف الشعر.
وكانت عزيز قد أبلغت خدمة التوصيل بترك الهدية مع أحد جيرانها، لكنها قالت إن السائق ترك الطرد، الذي تبلغ قيمته 60 جنيهاً إسترلينياً عند عتبة باب منزلها، على مرأى من الأشخاص الذين يمرون في الشارع.
وقالت آن باردو، من خدمة «نصيحة السكان»: «يُظهر بحثنا أن 10 طرود تُفقد أو تُسرق كل دقيقة، ويقع الخطأ في نهاية المطاف على عاتق المجرمين، ولكن المشكلة تتفاقم بسبب الضغط على سائقي التوصيل لتسليم كميات كبيرة كل يوم»، وتابعت «يعني هذا غالباً ترك الطرود في مواقع غير آمنة».
تصحيح الأمر
قالت شركة «أمازون»، إن «الغالبية العظمى من الطلبيات تصل إلى العملاء دون مشكلة، وفي حالات نادرة الحدوث، نعمل مع العملاء مباشرةً لتصحيح الأمر».
ويعتمد ذلك على ما إذا كان قد تم تسليم الطرود عن طريق «البريد الملكي» أو شركة أخرى. وإذا ترك «البريد الملكي» شيئاً ما مع أحد الجيران، أو في مكان معين لأن العميل أخبره بذلك، فلن يكون البائع أو هيئة البريد مسؤولة إذا ضاعت. ولكن إذا تركه السائق في مكان ما بغير موافقة الزبون، فإن ذلك يقع على عاتق البائع. وتوصي خدمة «نصيحة السكان» بالاتصال بالبائع للمطالبة بتسليم جديد أو استرداد.
• سرقة الطرود تشهد ارتفاعاً مع زيادة التسوّق عبر الإنترنت، التي تسارعت بسبب «الوباء».
• 22787 زيارة للصفحة المخصصة للطرود المفقودة والمسروقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news