إنترفيو.. باحثة ألمانية: اختبارات «بي سي آر» خاصة لتحديد «أوميكرون» خلال أيام
تُعد ساندرا جيسيك من أوائل الباحثين الذين فحصوا متحور فيروس كورونا الجديد. وتقول عالمة الفيروسات الألمانية إنه لايزال من غير الواضح ما إذا كان «أوميكرون» أكثر عدوى من «دلتا» أم لا، وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معها مجلة «دير شبيغل»:
• خلال الأيام الماضية، كان العالم قلقاً بشأن متحور فيروس كورونا الجديد. فحصتم أول حالة مشتبه فيها في ألمانيا. ماذا حدث؟
•• تم تداول رسائل من هذا القبيل في مناسبات عدة في الأشهر الـ12 الماضية. ولكن بعد ظهر يوم الجمعة، تم إبلاغنا بأول حالة مشتبه فيها. والأمر يتعلق بالشخص الذي عاد من إجازة في جنوب إفريقيا، قبل أسبوع، إذ أظهر اختباراً إيجابياً.
• ماذا أظهرت الاختبارات؟
•• لم ينجح اثنان من الاختبارات، لأن التركيب الجيني لـ«أوميكرون» يحتوي على الكثير من الطفرات؛ وكان ذلك مقلقاً. ثم استشرنا المختبر الوطني للفيروسات في مستشفى جامعة شاريتيه، في برلين، والذي يديره عالم الفيروسات الألماني، كريستيان دروستن. وفي الوقت نفسه، بدأنا في تحديد تسلسل جينوم الفيروس بأكمله.
• هل هو شعور مختلف عندما تعلم أنه قد يكون أمامك شكل مختلف تماماً من فيروس كورونا؟
•• إن بروتوكولاتنا الأمنية دائماً ما تكون محدودة للغاية، لكن التوتر كان مختلفاً بشكل طبيعي. وفي الأسابيع الأخيرة، تحققنا من متغير دلتا مئات المرات، لكن علينا الآن فجأة تفسير منحنيات جديدة تماماً. وبسبب الطفرات العديدة، بدت النتائج مختلفة عن متغيرات ألفا وبيتا، على سبيل المثال. لقد كان لغزاً محيراً.
• ما مدى صعوبة تحديد متغير «أوميكرون»؟
•• كانت الحالة الأولى صعبة للغاية، أما الآن، فلدينا العديد من الحالات، وهو ما يكفي لإرساء القليل من الثقة. بالإضافة إلى ذلك، في غضون أيام، ستتوافر اختبارات «بي سي آر» خاصة مصممة لتحديد متغير «أوميكرون»، وتعمل الشركات بالفعل على ذلك. وبمجرد وصولها، سيكون تحديد هذا المتغير أسهل.
• بمجرد أن أصبح واضحاً أن العينة كانت للمتغير «أوميكرون»، ماذا فعلتم؟
•• لقد تحققنا مما إذا كانت اختبارات مسحة الأنف المختلفة واختبارات المستضد السريعة لاتزال تعمل. وكان هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن الاختبارات لأن الفيروس قد تحور في العديد من المواقع.
• نشرت صوراً على «تويتر» مع ملاحظات، بعضها مكتوب بخط اليد؛ وقلت إنه ليس هناك ما يدعو للقلق بشأن الاختبارات.
•• لقد أجريت ثلاثة اختبارات كانت متوافرة لدينا في الموقع. وليس لدينا مشكلات. والمثير للدهشة أن اختبارات المستضد الثلاثة التي جربناها نجحت أيضاً. ولم يكن ذلك متوقعاً، لأن هناك أيضاً تغييرات في الغلاف البروتيني للفيروس، وهي العناصر التي تتفاعل معها الاختبارات.
• كيف حصلت على عينات من هذه التجارب؟
•• استخدمنا العينة التي كانت لدينا في المختبر لاختبارات تفاعل البوليمير المتسلسل الثلاثة. ولإجراء اختبارات المستضد، توجهت إلى منازل الأشخاص المصابين.
• هل من الممكن أن يكون «أوميكرون» عاملاً ممرضاً جديداً تماماً، لأن الاختلافات عن الفيروس الأصلي من ووهان كبيرة جداً؟
•• لا أعتقد ذلك. ما رأيناه هو أن فيروس كورونا استمر في التأقلم مع الإنسان. وجاء في الأصل من عالم الحيوان. مع «ألفا» و«دلتا»، تغيّر الفيروس، بحيث أصبح أكثر قابلية للانتقال. والآن، من المحتمل أن يكون قد تحوّر بشكل أكبر بحيث لم يعد يتفاعل بقوة مع الأجسام المضادة، ولا يستطيع الجهاز المناعي الدفاع ضدّها أيضاً، لكنه لايزال شقيق الفيروس الأصلي أو حفيده.
•«كورونا» استمر في التأقلم مع الإنسان، وتغيّر مع «ألفا» و«دلتا»، لكنه لايزال شقيق الفيروس الأصلي أو حفيده.