جونسون فضّل إجلاء القطط والكلاب بدلاً من البشر
اتهمت المعارضة البريطانية رئيس الوزراء بوريس جونسون بأنه وجّه بإجلاء 200 كلب وقطة من أفغانستان، بعد دخول حركة «طالبان» للعاصمة الأفغانية كابول، حيث قالت المعارضة إن جونسون يهتم بالحيوان، بينما كان من الأولى به أن يهتم بالبشر العالقين هناك، ويرغبون في الفرار بجلدهم من «طالبان». وردّ جونسون على هذه الاتهامات الثلاثاء الماضية، مشيراً إلى أنها «عارية عن الصحة». لكن في اليوم نفسه، قدّم نائب معارض بارز خطاباً صدر من أحد كبار مساعدي جونسون، يشير إلى أن جونسون «أذن» بإجلاء الحيوانات. واتهم النائب العمالي، كريس براينت، 10 داونينغ ستريت بـ«التستر» على دور رئيس الوزراء في تلك العملية، التي حدثت في الوقت الذي كان فيه الآلاف من الأفغان المستضعفين يسارعون للنجاة بأنفسهم والهروب من البلاد خوفاً من «طالبان».
وفي ذروة تلك الأزمة، نظم بول بن فارثينج، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الملكية البريطانية، كان يدير جمعية نوزاد الخيرية للحيوانات في أفغانستان، حملة رفيعة المستوى على وسائل التواصل الاجتماعي لحث المسؤولين البريطانيين ومسؤولي «طالبان» على منح موظفيه وحيواناته ممراً آمناً إلى مطار كابول. ووصل فارثينج، أخيراً، إلى لندن في 29 أغسطس في رحلة مستأجرة خاصة مع حيواناته، وتمكن أفراد «نوزاد» لاحقاً من الهروب من البلاد، على حد قول فارثينج.
وانتقد وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، حملة وسائل التواصل الاجتماعي تلك، حيث أشار إلى أن «عملية نقل الحيوانات استهلكت الكثير من الوقت» في خضم أزمة إنسانية. ونفى جونسون التدخل في القضية، لكن الرسالة التي بعث بها أحد المشرعين، وهو أيضاً أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء، تشير إلى أنه قد لعب دوراً ما في تلك العملية.
ففي بعض المراسلات التي جرت بتاريخ 25 أغسطس مع فارثينج، كتبت النائبة ترودي هاريسون، أنها تلقت تأكيداً من مختلف الوكالات الحكومية البريطانية بأن فارثينج وموظفيه ومن يعولونهم والحيوانات سيسمح لهم بدخول مطار كابول، والمغادرة على متن الطائرات، وفقاً لما ذكره المشرع بحزب العمال، براينت، الذي قرأ الرسالة في البرلمان. وقالت الرسالة إنه سيتم إجلاء الحيوانات في رحلة منفصلة ستعطي وزارة الدفاع البريطانية فترة مغادرة لها.
وقال براينت للمسؤولين: «أصابع رئيس الوزراء في كل مكان، أليس كذلك؟»، ويضيف أنه متردد في استخدام عبارة «التستر»، لكن هذا هو ما يبدو عليه الأمر، حسب زعمه.
وقد سحبت لندن الحيوانات، وتركت عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم، الذين قد يكونون مؤهلين لإعادة التوطين، وفقاً لشهادة قدّمها أحد المبلغين عن المخالفات إلى البرلمان.