ابنة نجيب محفوظ: لسنا «دواعش».. وهناك مثقفون «بلطجية» أصفهم تسامياً بـ «الفتوات»
تزامناً مع الذكرى الـ110 لميلاد حائز نوبل، الأديب العالمي نجيب محفوظ، اندلعت معركة بين أسرة محفوظ ومثقفين مصريين، بعد إعلان دار نشر إعادة نشرها رواياته «بعد التنقيح والمراجعة»، وتسببت العبارة الأخيرة بوجه خاص في إثارة الغضب، بوصف ذلك مساساً بإرث المبدع الراحل، وتوازى ذلك مع معركة صحافية جانبية هاجمت فيها أم كلثوم نجيب محفوظ، مثقفين وناشرين ووصفتهم بالفتوات، ونفى الأديب يوسف القعيد أن تكون أم كلثوم قد تبنت الوصف، لكن أم كلثوم نجيب محفوظ عادت وأكدت تبنيها له، مشيرة إلى أن أسرتها تعرضت لهجوم قاس وغير مبرر، بعد رحيل والدها، وصلت إلى حد وصفهم بـ«الدواعش».
وكانت دار «ديوان» قد أعلنت في بيان صحافي أنها «حصلت على الحقوق الحصرية لنشر الأعمال الكاملة للأديب العالمي نجيب محفوظ، وذلك لمدة 15 عاماً، تبدأ من مايو المقبل»، وأن «الدار تعتزم إعادة إحياء تراث نجيب محفوظ وتقديم أعماله المنقحة والمراجعة، بأحدث تقنيات النشر الورقي والرقمي، والصوتي، والعمل على تمديد أثره الفكري وحفظ إرثه الأدبي الفريد».
وأثار بيان الدار حالة من التساؤل والتحفز في الأوساط الصحافية والثقافية. وقال الروائي أيمن السميري في صفحته على «فيس بوك» «هل مكتبة الديوان ناوية (تعتزم) بعبارة المنقحة والمراجعة إدخال أدب نجيب محفوظ إلى الغسالة، لإرضاء سعار تيار معين في المجتمع؟ من قلبي أتمنى أن تكون ظنوني في غير محلها».
وقال القاص حشمت يوسف لـ«الإمارات اليوم» إن «النص الأدبي للمبدع ليس تقريراً صحافياً يحتمل التنقيح والتعديل والتدخل والحذف، فهو بكل ما فيه معبر عن الحالة الابداعية للكاتب، ويجب ألا يمس، وخصوصاً إذا كان الكاتب عالمياً، وخصوصاً إذا كانت هذه الأعمال قد مر عليها فترة طويلة في أيدي الناس».
من جهتها قالت المديرة التنفيذية لـ«ديوان» أمل محمود، في توضيح إعلامي لاحق للبيان «ما قصدناه بالتنقيح هو تشكيل لجنة من المثقفين وكبار الكتاب المهتمين بأدب نجيب محفوظ لإعادة النسخة الأصلية لأعماله، وتنقيح النسخ الموجودة مما طالها من تعديل وأخطاء، وتدخل رقابي، والوصول إلى النص الأصلي».
وقال الشاعر وعضو اتحاد الكتاب أسامة البنا، إن «احتكار نشر أعمال نجيب محفوظ بأسعار نعرفها جميعاً، يعني أن أعداداً كبيرة من الأجيال الجديدة لن تقرأ نجيب محفوظ».
وقال المحامي والباحث القانوني عادل الأسواني لـ«الإمارات اليوم» إن «الناس التبست عليها تداخلات كثيرة بشأن الطبعات، دون أن تدرك الخلفيات القانونية، فهناك إعلان منذ فترة عن إصدار دار الشروق طبعات جديدة، وأتصور أنها ستنتهي حقوقها في إبريل المقبل، وهناك أخبار عن اتفاق حدث مع (هنداوي)، التي ستطبع النسخ مجاناً بعد هذا التاريخ، واليوم اتفاق جديد، لكن واضح أن له حيثية مختلفة، وهناك النزاع الجاري مع الجامعة الأميركية، وغالباً تتابع الناس هذه الأنباء دون متابعة تفصيلاتها وخلفياتها، والتي تحتاج إلى قانوني متخصص لقراءتها».
على صعيد مواز، أثارت أم كلثوم نجيب محفوظ جدلاً جديداً في حوارين صحافيين متتاليين لمجلة «الإذاعة والتلفزيون» و«الوطن» المصرية، ووصفت فيهما مثقفين وناشرين بالفتونة والبلطجة.
وقالت محفوظ الابنة لـ«الوطن» «كنت من قبل، أرفض أن أتعامل مع فتوات في النشر، وهي الكلمة الراقية لبلطجية النشر والمثقفين، والذين واجهت منهم هجوماً على أسرة نجيب محفوظ بعد وفاته، حتى إن بعضهم وصفونا بـ(الدواعش)، رغم أنهم لا يعرفوننا. نحن كنا نرغب في البعد عن الظهور الإعلامي لا أكثر، كنا ننظر لأنفسنا على أننا أسرة رجل مشهور، وليس بالضرورة مشاهير. كان هذا اختيارنا، وكل شخص له الحرية في اختيار طرقه».
كانت أسرة نجيب محفوظ قد تعرضت لحملة صحافية عقب وفاة والدهم، اتهمت فيها صحف ابنتيه برفض تحويل رواية «أولاد حارتنا» المثيرة للجدل إلى مسلسل تلفزيوني من قبل السيناريست وحيد حامد مقابل مليون جنيه، ورفض زوجته نقل الرفات إلى وكالة أبوالذهب، وهي اتهامات فندت أم كلثوم نجيب محفوظ الكثير منها في حديث لها بـ«الأهرام» في 19 مارس 2017، مؤكدة عدم تقدم وحيد حامد من الأصل لهما بهذا الطلب.
• أثارت أم كلثوم نجيب محفوظ جدلاً جديداً في حوارين صحافيين متتاليين لمجلة «الإذاعة والتلفزيون» و«الوطن» المصرية، هاجمت فيهما مثقفين وناشرين.