كتاب: «نوبل» تعرّضت لأزمة ثقة بعد فضائح أخلاقية وسياسية
تعرّضت الجائزة العالمية التي خصصها ألفريد نوبل منذ 120 عاماً للمتميزين والمبدعين في مختلف المجالات، والتي سميت بـ«جائزة نوبل» إلى تراكم طويل من الممارسات السلبية، أدى إلى توقف الجائزة عام 2018 وإعلان الأكاديمية التي تمنحها عن «وجود أزمة ثقة بين الجائزة والجمهور القارئ»، وشكلت الأكاديمية لجنة لبحث الأزمة حددت آليات جديدة أعادت على أساسها منح الجائزة عام 2019. ورصد كتاب صدر أخيراً في القاهرة بعنوان «جائزة نوبل – أزمة ثقة»، للكاتب الصحافي والقاص عزمي عبدالوهاب، مسار هذه الممارسات، وتضمن الكتاب سجلاً لبعض الحائزين على نوبل منذ إنشائها، وحيثيات منحهم الجائزة، وتوقف عند محطات مهمة في حياتهم، وخلفيات سياسية واجتماعية ومفارقات ومواقف حدثت معهم.
ورصد الكتاب عدم فوز أي مبدع عربي، عدا نجيب محفوظ، بالجائزة في مجال الآداب، في مقابل منح ست جوائز لمبدعين بولنديين، تم تسريب اسم شاعرة منهم قبل إعلان جوائز الدورة التي وقع عليها فيها الاختيار، وكانت الجائزة في حالتهم مجرد «مخلب قط» في صراع الغرب مع الشرق الشيوعي، ومُنحت الجائزة للسياسي البريطاني ونستون تشرشل، الذي لم يضبط مرة متورطاً بالكتابة الأدبية، وللروسي باسترناك صاحب رواية «دكتور زيفاغو» الدعائية ضد روسيا، والتي تم تصويرها فيها بشكل سلبي، كما رصد أيضاً وقوع «فضيحة جنسية» طالت 18 امرأة مع المصور السويدي جون كلود ارنو، كما رصدت واقعة ذهاب الجائزة إلى غير مستحقيها، مثل المغني الأميركي بوب ديلان، وتساءل الكاتب ما إذا كان من المنطقي قبول تبرير منح الجائزة لديلان بأنه «خلق تعبيرات شعرية في تقاليد (نوبل)»، مبدياً دهشته بإيراد حيثيات لا علاقة للجائزة بها.
وأشار الكتاب إلى أن الجائزة تجاهلت تاريخياً مفكرين ومبدعين كباراً، مثل مؤسس علم النفس سيغموند فرويد، الذي ظل على قوائم الجائزة لمدة 12 عاماً انتهت بأن كتبت اللجنة تحت استمارة تقييمه بأنه «لا داعي لتحقيق أوسع في مسألة فرويد طالما أن أعماله لم تقدم أي فائدة علمية»، كما تجاهلت أيضاً تولستوي، وهنريك إبسن، وإميل زولا، ومارك توين، كما يشير إلى أن «الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» رحب في بيان عام 2018 بحجب الجائزة «إذا ما استغلت الفرصة لإعادة ترتيب أولويات منح الجائزة وتخليصها من انحيازاتها السياسية، التي أدّت ضمن ما أدت إليه إلى منع حصول الكتاب والشعراء العرب عليها، رغم المستوى الراقي لبعض الكتابات العربية، وبعد أن حصل عليها في السنوات الأخيرة مجهولون ليس لديهم إنتاج أدبي، من حيث الكم والكيف يؤهلهم للحصول على أكبر جائزة في العالم».
ونوّه الكتاب في مقدمته إلى رفض كتاب عالميين للجائزة، مثل؛ برنارد شو، الذي قال: «أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت، لكن لا أغفر له أنه اخترع جائزة نوبل»، والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الذي وصفها بأنها «جائزة سياسية» و«صكوك غفران جديدة»، والروسي بوريس باسترناك، الذي رفض الجائزة لأسباب سياسية، كما شكك الحائز على الجائزة أديب أميركا اللاتينية غابرييل غارسيا ماركيز في الجائزة، مشيراً إلى أن «الفائزين لم يكونوا يستحقون الجائزة مثل أولئك الذين ماتوا ولم تمنح لهم».
يتضمن الكتاب إطلالة على طائفة كبيرة من حائزي نوبل، وقدمت موجزاً لسيرة كل منهم مبرزة أهم ما يميزه، مثل برودوم مهندس الشعر، وتيودور موسن، المؤرخ الوحيد الذي فاز بالجائزة، وفردريك مسترال، رائد العامية الفرنسية، وجوزيه كارودتش، الذي توفي إثر حصوله على نوبل، وكبلنغ، شاعر الإمبراطورية البريطاني المتهم بتأييد الاستعمار، وكنوث هامسون الذي عاملوه صبياً كصانع أحذية، وأناتول فرانس عدو الثورة الفرنسية، وأندريه جيد صديق طه حسين والعرب، وجون شتاينبك صاحب «عناقيد الغرب»، وصديق الرئيس الأميركي وقتها جونسون.
هذا وقد كشف الكتاب في فصله الخاص عن الروائي العالمي نجيب محفوظ، أسراراً جديدة منها تعلق ألمانية شقراء به وحضورها لزيارته كل عام، وإرسال معجبة فرنسية تعلّق قلبها به رسالة حب له على ظهر «تذكرة قطار» في فرنسا.
• الجائزة تجاهلت تاريخياً مفكرين ومبدعين كبار، مثل مؤسّس علم النفس سيغموند فرويد، الذي ظل على قوائمها لمدة 12 عاماً، كما تجاهلت أيضاً تولستوي، وهنريك إبسن، وإميل زولا، ومارك توين، وغيرهم.