إنترفيو.. شدة المرض تناقصت بصورة كبيرة مع سلالة أوميكرون.. وهذه أنباء جيدة
حذر مستشار البيت الأبيض بشأن كورونا، أنتوني فاوتشي، من أن إحجام الكثير من الناس عن أخذ اللقاح هو الذي زاد من أمد الجائحة.
وقال في مقابلة مع صحيفة «ديرشبيغل» الألمانية إنه لا ينبغي التساهل مع مخاطر سلالة أوميكرون. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:
■ في مقابلتك الأخيرة التي أجريناها معك في أغسطس 2020 توقعت أنه بوجود اللقاح الفعال فإن الجائحة ستنتهي مع نهاية 2021.. ما الذي حدث؟
■■ لقد تصرف الفيروس مثل جميع الفيروسات، وهذا ما أثار دهشتنا، وأحد الأشياء التي لم تكن متوقعة هو ظهور سلالة دلتا القوية التي أدت إلى إصابات كثيرة. وفي الولايات المتحدة بدأ الكثير من الناس يحجمون عن التلقيح، ولهذا فإن هؤلاء ساعدوا على تعزيز انتشار الفيروس، وهو الأمر الذي حدث في ألمانيا. واكتشفنا أن الحماية بواسطة اللقاح تناقصت بعد أشهر عدة، وبدأنا تقديم الجرعات الداعمة، وعندما أخذت هذه الجرعات مفعولها ظهرت سلالة أوميكرون.
■ السلالة الأسرع انتشاراً من دلتا؟
■■ نعم، وهو أمر استثنائي، لكننا بدأنا نرى في دراسات أجريت في جنوب إفريقيا، وفي المملكة المتحدة، إضافة إلى دراسات أخرى أجريت حديثاً في الولايات المتحدة، أن شدة المرض تناقصت بصورة كبيرة مع سلالة أوميكرون، وهذه أنباء جيدة. وأصبح المصابون الذين يتم إرسالهم إلى المشافي في الولايات المتحدة هم من غير الملقحين أو الملقحين الذين يعانون مشكلات في جهاز المناعة.
■ قلت في هذا الأسبوع إن الجميع سيصابون بأوميكرون.. هل سيتحول هذا الفيروس إلى وباء عادي؟
■■ أعتقد ذلك، على الأقل فأنا آمل ذلك، ولكن ليس هناك ضمانات مؤكدة، وعندما يحدث ذلك سننظر إلى كورونا باعتباره مرضاً تنفسياً لا يشكل خطراً على معظم الناس.
■ هل سيكون هناك سلالات أخرى بعد أوميكرون؟
■■ بالنظر إلى تباين نسبة الملقحين في دول العالم الغنية منها والفقيرة فسيؤدي ذلك إلى استمرارية المرض، وفي الوقت ذاته سيكون ذلك فرصة للفيروس ليتحول إلى الطفرات وتكوين سلالات جديدة، ومن المفهوم أن السلالات الجديدة ستكون أسرع انتشاراً وأشد تأثيراً.
■ قبل نهاية العام الماضي، اعتقلت الشرطة شخصاً كان يحمل مسدساً في طريقه إلى واشنطن العاصمة، ويحمل قائمة بأسماء يريد تصفيتها، من ضمنها اسمك، كيف تصبح أنت الطبيب والعالم مكروهاً إلى هذا الحد؟
■■ بعض الأميركيين يسيسون الانقسام في بلدنا، ويكتبون أشياء غريبة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتصور أن بعضهم يقول إنني أنا من صنع فيروس كورونا، وكتب البعض أني أتطفل على حريتهم عندما أطالبهم بأخذ اللقاح أو ارتداء الكمامة، وأصبحت عدواً لهم.
■ ما هو الأمر الذي يجعلك تشعر بالإحباط؟
■■ العلم أخبرنا أن اللقاح سيحمينا من الأمراض، ولكن الإحباط يأتي عندما تعلم أنك تملك الأداة لإنقاذ حياة الناس، ولكن لأسباب سياسية لا يتم استخدام هذه الأداة، كما أن الأشخاص الذين يحاولون إنقاذ الناس يجري شيطنتهم.
■ كثيرون يعتقدون أن فيروس سارس وكورونا تم تشكيلهما مخبرياً، ولكنك شهدت تحت القسم أمام الكونغرس أنك لم تمول مثل هذا العمل في مدينة ووهان الصينية، وفي وقت لاحق كشف الصحافيون وثيقة تثبت تقديم منحة لمشروع يتضمن تجارب على فيروسات كورونا المتولدة من الفئران والوطاويط.. كيف تفسر ذلك؟
■■ في الحقيقة تم ذلك لأغراض صنع لقاح للأنفلونزا، وإضافة إلى ذلك فإن هذا المشروع لم أقرره أنا بل مكتب السياسة العلمية والتقنية في الولايات المتحدة.
■ يوم الثلاثاء الماضي وخلال جلسة حية في الكونغرس شتمت أحد أعضاء الكونغرس، ويبدو أنك اعتقدت أن الميكروفون كان متوقفاً.
■■ نعم أشعر بالأسف لأني فعلت ذلك، ولكن هذا العضو كان يتهمني بأني أعمل لمصلحة شركات الأدورية للحصول على المال، وهو لم يكن يدري أن كل أموالي معروفة للعامة، ولكن مع ذلك فإني أعتذر لذلك لأنه ليس أسلوبي.
• في الولايات المتحدة بدأ الكثير من الناس يحجمون عن التلقيح، ولهذا فإن هؤلاء ساعدوا على تعزيز انتشار الفيروس.
• الإحباط يأتي عندما تعلم أنك تملك الأداة لإنقاذ حياة الناس، ولكن لأسباب سياسية لا يتم استخدام هذه الأداة، كما أن الأشخاص الذين يحاولون إنقاذ الناس يجري شيطنتهم.