شركة شوكولاتة مناهضة للعبودية تكتشف أن مئات الأطفال يعملون لديها
حظيت الشركة، التي اتخذت شعار «لنصنع شوكولاتة دون استعباد بنسبة 100%»، بدعم الممثل إدريس ألبا، الذي قال في إعلان: «ما الذي لا تحبه في الشوكولاتة؟ حسناً، مليونا طفل يعملون بشكل غير قانوني في مزارع الكاكاو.. هذا غير عادل». ومع ذلك، في أبريل 2021، وجدت شركة «توني شوكولونلي» أن 1701 طفل يعملون في سلسلة التوريد الخاصة بها، وهو ارتفاع كبير من 387 حالة، في العام السابق.
وتشير «عمالة الأطفال» إلى العمل غير القانوني الذي يقوم به أشخاص تقل أعمارهم عن 18 عاماً، والذي يتضمن مهام خطرة وضارة، أو عملاً يسلبهم الكرامة، أو يحرمهم من التعليم. ولا يشمل الأطفال الذين يعملون بشكل قانوني، أو يقومون بتنفيذ أعمال بسيطة.
وفي محال «ويتروز» الشهيرة، هناك مجموعة حديثة من قطع الشوكولاتة للشركة، التي يبلغ سعرها 3.50 جنيهات إسترلينية، وتحمل شعارات مثل «ماذا يعني لك اللاإنساني، أو الظلم، أو عدم المساواة؟». وقالت الشركة، التي تأسست في هولندا، إن هدفها هو زيادة الوعي بعمالة الأطفال والعبودية الحديثة في صناعة الكاكاو. وفي صناعة الكاكاو، يتم رصد الأطفال بشكل روتيني وهم يستخدمون المناجل، والمواد الكيميائية، ويؤدون مهام خطرة أخرى في المزارع، وفقاً لنشطاء.
وتم الكشف عن عدد الأطفال العاملين الذين يستخدمهم موردو «توني شوكولونلي»، في «التقرير العادل» السنوي، الذي جاء فيه أنه «على الرغم من أننا لم نعثر على أي حالات من العبودية الحديثة، في سلسلة التوريد الخاصة بنا، إلا أننا وجدنا حالات عمالة أطفال. ولكن قبل أن تدقوا أجراس الإنذار، اعلموا أن العثور على حالات عمالة الأطفال في سلسلة التوريد يعني حدوث تغيير، إذ نريد رصد الأطفال الذين يؤدون عملاً غير قانوني، وعندها فقط يمكننا العمل مع العائلات لمعالجة المشكلة».
وتحصل «توني شوكولونلي» على حبوب الكاكاو من غانا وساحل العاج، ثم تستعين بالشركة السويسرية «باري كاليبو»، إحدى أكبر الشركات المصنعة للشوكولاتة في العالم، لتحويلها إلى شوكولاتة سائلة على خط إنتاج منفصل عن بقية المصنع، لضمان إمكانية التتبع.
وحددت «باري كاليبو» 21 ألفاً و258 حالة عمل للأطفال في سلسلة التوريد الخاصة بها، وفقاً لتقرير. ويقول النقاد إن التعاون مع «باري كاليبو» يسمح لشركة «توني شوكولونلي» بتوفير المال، لكن الأخيرة قالت إنها دفعت «المزيد لضمان معالجة حبوب الكاكاو الخاصة بنا بشكل منفصل».
وقال مؤسس مجموعة «شوكولاتة خالية من الاستعباد»، آين ريجز، إن «توني شوكولونلي» كانت «تروج للفضيلة للمستهلكين» ولكنها «تعتمد كلياً على علاقتها مع (باري كاليبو) لصنع وبيع الشوكولاتة، التي استغلت في الواقع الأطفال العاملين».
وتمت إزالة «توني شوكولونلي»، العام الماضي، من قائمة «الشركات الأخلاقية»، التي وضعتها «شوكولاتة خالية من الاستعباد»، والتي تشمل علامات تجارية، مثل «مونتزوما» و«ديفاين»، نظراً لارتباطها بـ«باري كاليبو».
وفي شرحها للأعداد المتزايدة من الأطفال المستغلين في سلسلة التوريد الخاصة بها، قالت «توني شوكولونلي» إن المبيعات المتزايدة تعني أنها تعمل، الآن، مع المزيد من المتعاونين. وقالت الشركة إنها «عالجت» 366 حالة من حالات عمالة الأطفال في 2020 و2021، بزيادة قدرها 67% عن العام السابق. ويمكن أن يشمل ذلك تدخلات، مثل مساعدة الأطفال المعنيين، حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة، أو يحصلوا على التدريب المهني.
خيارات أخلاقية
قالت ليز كولير، التي شاركت في تأسيس «أومني أكشن»، وهي مجموعة تعمل على إنشاء مقياس مستقل للاستدامة عبر قطاع الأغذية: «هذا مثال جيد على سبب صعوبة اتخاذ المستهلكين خيارات أخلاقية»، متابعة: «إذا كان شخص ما يسير بجوار عروض (توني شوكولونلي)، في محل سوبر ماركت، فسيفكر (حسناً، هذا خيار أخلاقي تماماً)». وأضافت كولير: «مع ذلك، فإن متابعة الشركة لمسألة عمالة الأطفال في سلاسل التوريد الخاصة بها أمر يحسب لها».
وقالت الشركة إنها احتلت المرتبة الأولى، في استطلاع مستقل أجرته مجموعة من الهيئات الرقابية، بما في ذلك «كن خالياً من العبودية»، ومقرها أستراليا، التي صنفت شركات الشوكولاتة طبقاً لاستدامتها وسلاسل توريدها الأخلاقية.
وقال رئيس قسم التأثير في «توني شوكولونلي»، بول شوينميكرز: «ندفع المزيد من المال».
• «توني شوكولونلي» كانت تروّج للفضيلة للمستهلكين، ولكنها تعتمد كلياً على علاقتها مع «باري كاليبو» لصنع وبيع الشوكولاتة التي استغلت في الواقع الأطفال العاملين.