فرسان متطوّعون لردع لصوص الأرياف وحماية الآثار في بريطانيا

عندما تخرج سارة ويرينغ مع زميلتها راشيل فيرث، في جولة عبر السهول والمرتفعات في ريف ويلتشير، فهما لا يستمتعان بجمال المناظر وحسب، لكن بصفتهما أعضاء في مجموعة الفرسان المتطوعين الجدد يركبون الخيل لمساعدة قوة الشرطة المحلية، فقد تم تدريبهم على اكتشاف علامات مطاردة الأرانب والفخاخ المسمومة، وغيرها من المخالفات والإبلاغ عنها.

وتعمل شرطة ويلتشير على إنشاء أول قوة متطوعة من الفرسان في البلاد، للعمل كعيون وآذان في المناطق الهادئة، حيث يشعر الصيادون والعصابات أنهم يستطيعون التحرك مع الإفلات من العقاب.

وتقول ويرينغ، مدربة الفروسية: «نخرج كل يوم تقريباً على هذه الخيول، ونذهب إلى أماكن لا يذهب إليها الكثير من الناس ونصل إلى أجزاء لا يستطيع الآخرون الذهاب إليها»، متابعة «من المهم حقاً أن نعتني جميعاً بالريف».

وتمتلك قوة ويلتشير رقيباً واحداً وثلاثة عناصر، في فريق الجريمة الريفية، لتغطية مقاطعة تبلغ مساحتها 1346 ميلاً مربعاً. وفي العام المقبل يخطط المسؤولون لمضاعفة عدد الأفراد في الفريق.

وأطلقت القوة خطة المتطوعين، في ديسمبر، ولديها بالفعل أكثر من 80 مرشحاً، تم تسجيلهم للتدريب. وبمجرد الانتهاء من الجلسة التدريبية الأولية على الإنترنت، لمدة ساعة، حول الكشف عن الجريمة الريفية والوقاية منها، يتم تزويد المنتسبين الجدد بوسائل مقدمة من «هيستوريك إنغلاند»، التي تدعم المخطط للمساعدة في القبض على مجرمي الآثار في المقاطعة الغنية من الناحية الأثرية.

وقالت ويرينغ: «أنا الآن أكثر انتباهاً، وهذا يمنح الثقة للاتصال بالشرطة، لأنني أعلم أنهم مهتمون». ويقوم المتطوعون، على خيولهم، بمراقبة السهول والتلال والمغارات، والممرات، التي نادراً ما تتفقدها دوريات الشرطة.

استهداف

وقالت ويرينغ إن مزرعتها استُهدفت من قبل لصوص وعصابات «مخيفة» تتعقب الأرانب. وتظهر أرقام دعاوى السرقة من شركة التأمين «ان إف يو ميوتشويل»، أن الجريمة الريفية في المملكة المتحدة، كلفت 54.3 مليون جنيه إسترليني، في عام 2019، بزيادة قدرها 9% تقريباً عن العام الذي سبق. وانخفضت الكلفة إلى 43.3 مليون جنيه إسترليني في عام 2020 أثناء الوباء، إذ أدت عمليات الإغلاق إلى تقييد نشاط اللصوص.

وانضمت صحيفة «التايمز» إلى جلسة تدريبية تديرها الشرطية إيميلي توماس، التي أخبرت المتطوعين عن علامات النشاط المشبوه، وكيفية منع سرقة المركبات الزراعية، وإتلاف الحياة البرية؛ فضلاً عن تجنب المواجهات مع المجرمين.

سرقة جرارات

وقبل الوباء، كانت عصابات من أوروبا الشرقية تسرق جرارات تزيد قيمتها على 100 ألف جنيه إسترليني، ويتم شحنها إلى الخارج. وتم تعقب إحدى المركبات المفقودة في بولندا. ومنذ أن تفشى الوباء، أصبحت حرية التنقل إلى الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة، وبدأ اللصوص في استهداف أنظمة تحديد المواقع المثبتة في الجرارات، إضافة إلى مركبات أصغر، مثل الدراجات الرباعية. وفي إحدى المزارع، سُرقت أنظمة «جي بي إس» بقيمة 110 آلاف جنيه إسترليني في ليلة واحدة.

وطلبت توماس من المتطوعين التعرف الى المزارعين في أماكن عملهم وتذكيرهم بالإجراءات الوقائية، مثل عدم ترك مفاتيح السيارة وأنظمة تحديد المواقع في الخارج ليلاً. وقالت توماس: «غالباً ما يستهدف المجرمون المناطق في وقت الحصاد، ويكون العمال متعبين بعد يوم عمل طويل، ويتركون الأشياء في الخارج».

وقالت الشرطية إن سرقة الأغنام آخذة في الازدياد «لقد سجلنا حادثة تم فيها أخذ نحو 30 رأساً، في منتصف الليل، وساعدت سيدة الجناة في تحميلهم، لأنها اعتقدت أنها تتعامل مع مزارع».

مبادرة محلية

عمل فريق مؤلف من مواطنين وعناصر شرطة على خطط، خلال عام ونصف العام، لمعرفة ما إذا كانت هناك رغبة بين السكان المحليين في هذه المبادرة، لمكافحة الجرائم الريفية. وبدأ البرنامج في ديسمبر، وضم 71 متطوعاً، من بينهم ستيف بيرويك، الذي قال إنه «امتياز أن أكون جزءاً منه». وأضاف «نغطي مساحة كبيرة من الأراضي، لذلك إذا تمكنا من المساعدة، فإنه يسعدنا القيام بذلك».

وقال نيك كروكسون، من مؤسسة «هيستوريك إنغلاند»، «سيكون من الرائع وجود متطوعين على ظهور الخيل، لدعم المجتمع الريفي، وقادرين على مراقبة الأماكن التاريخية في ويلتشير، والتعرف إلى جرائم الآثار والإبلاغ عنها».

• يقوم المتطوّعون، على خيولهم، بمراقبة السهول والتلال والمغارات، والممرات، التي نادراً ما تتفقدها دوريات الشرطة.

• 54.3 مليون جنيه إسترليني المبلغ الذي كلفته الجريمة الريفية في المملكة المتحدة، في عام 2019.

الأكثر مشاركة