خبير ألماني: قدرة الصين في المجال الرقمي تتصاعد بسرعة
تحدّث الباحث في «برنامج التقنية والقضايا الدولية» في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية في برلين، الدكتور تيم روليغ، عن قدرات الصين الرقمية، وقال في مقابلة مع مجلة «ذي دبلومات»، إن قدرات الصين في هذا المجال تتصاعد سريعاً، وإنها تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات، وإنها تنوي منافسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي ما يلي مقاطع من المقابلة:
■ حدد ثلاث نقاط للتقرير الأخير لـ«برنامج التقنية والقضايا الدولية» الذي حمل عنوان «قوة الصين الرقمية: تقييم الآثار على الاتحاد الأوروبي»
■■ كتب التقرير العديد من المهندسين والعلماء الصينيين، وهو يغطي مجالاً من التقنية والموضوعات التي تراوح ما بين أشباه الموصلات إلى الذكاء الاصطناعي والمعايرة التقنية. والنقطة الأولى، إنه في الوقت الذي تتصاعد فيه القدرات الصينية بسرعة، إلا أنها لم تسيطر على هذا المجال حتى الآن. ومما لاشك فيه أن الصين تطورت لتصبح قوة ابتكارية ومركزية في سلاسل الإمدادات العالمية بهذه التقنية.
ولكن إنجازات الصين الاستثنائية لا يمكن أن تغطي على حقيقة أنها مثل أي دولة أخرى، لم تهيمن على هذه الصناعة، واستمرت الصين بالاعتماد على التقنيات الأجنبية. وتعمل الدولة على معالجة ذلك عن طريق التركيز على التقنيات الاستراتيجية والناشئة. وهي تهدف إلى التغلب على المنافسين الأميركيين والأوروبيين في هذا المجال الذي ظهر حديثاً.
وثانياً، وجدنا أن الأبعاد الأربعة التي استخدمناها لتحليل التحديات القادمة من الصين، وهي: الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والأيديولوجية، كانت مفيدة للغاية. وكل منها يحمل تحدياته من ساحة اللعب غير المتكافئة، والتي تقوض القدرة التنافسية الأوروبية.
وثالثاً، فإن أوروبا في موقع جيد أمام الصين عندما يتعلق الأمر بالابتكار والبحث، ولكننا نفشل عادة عندما يتعلق الأمر بتحويل الابتكار إلى اختراع.
■ إلى أي مدى يضر اعتماد الاتحاد الأوروبي على أشباه الموصلات الصينية في تقنية «5 جي» لتحديد قدرته على المنافسة؟
■■ يراوح الاعتماد الأوروبي على التقنيات الرقمية الصينية. وتسيطر الولايات المتحدة على تصميم الرقائق، وتايوان على تصنيعها. والاختبار والتغليف يصبح من اختصاص الصين بصورة متزايدة. والاتحاد الأوروبي ضعيف باستثناء أنظمة الطباعة الحجرية الضوئية. وأما في ما يتعلق في تقنية «5 جي» فإن الصورة تميل إلى مصلحة الأوروبيين، إذ إن شركة أريكسون وشركة نوكيا على المستوى ذاته مع شركة هواوي الصينية. ولكن التقنيات اللاسلكية تعتمد على سلسلة الاستيراد المعقدة، وحتى «أريكسون» و«نوكيا» تشتريان من الامدادات الصينية. ولهذا فإن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تطوير التقنيات الاستباقية ومنع الاعتماد على أحد.
■ ما مدى فعالية الإجراءات المضادة التي يتخذها الاتحاد الأوروبي ضد جهود الدبلوماسية العامة والرقمية للصين، والهادفة إلى تقويض العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؟
■■ الحملات الصينية الإعلامية في أوروبا تختلف عنها في روسيا، كما أنها أكثر استهدافاً وتركيزاً على نشر الخطاب الصيني. ولكن تزايدت الجهود الرامية إلى التأثير على الرأي العام الأوروبي، وتوجيهه بعيداً عن دعم العلاقات عبر الأطلسي بصورة مهمة خلال جائحة «كورونا».
■ اشرح لنا الأهمية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي باعتباره جهة تحديد المعايير التنظيمية مقابل المحاولات الصينية للهيمنة على الحوكمة الرقمية العالمية؟
■■ تستمر أوروبا، كونها سلطة تحديد المعايير الدولية، وهي تتجاوز كثيراً وزنها الاقتصادي في منظمات المعايير التقنية. وبالمقابل فإن الولايات المتحدة تنشر معاييرها التكنولوجية عن طريق قوة الأسواق والاتحادات العالمية الصناعية.
وعملت الصين على مواكبتهما سريعاً وفهمت القيمة الاستراتيجية للمعايرة التقنية. وعملت على نشر مواصفاتها المحلية في منظمات المعايرة الدولية، ولكن كجزء أيضاً من البنية التحتية لمشروعات مبادرة الحزام والطريق. وتتبنى الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي مقاربات مختلفة في المعايرة التكنولوجية، الأمر الذي يجعل التعاون بينهما صعباً. ولكن إذا أمكن تنحية القضايا الإجرائية جانباً، يمكن أن يركز كلا الشريكين على مواجهة الملعب غير المتكافئ مع الصين.
• «وجدنا أن الأبعاد الأربعة التي استخدمناها لتحليل التحديات القادمة من الصين، وهي: الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والأيديولوجية، مفيدة للغاية».