البعثات الدبلوماسية الأفغانية تواجه الإفلاس
تقدّم معظم الدبلوماسيين المعينين من قبل الحكومة الأفغانية السابقة بطلب اللجوء، إلى الولايات المتحدة، بعد أن أصبحوا في طي النسيان بسبب استيلاء حركة «طالبان» على الحكم في بلادهم، وبالكاد يكفيهم المال لإبقاء أضواء السفارة مضاءة. ويسعى ما مجموعه 55 مسؤولاً وأفراد عائلاتهم للحصول على حق اللجوء، حيث تم منحهم تأشيرات عمل مؤقتة، بينما تعالج وزارة الخارجية الأميركية أكثر من 100 ألف طلب من أفغان فروا من كابول.
ولايزال العلم الأحمر والأخضر والأسود يرفرف فوق مبنى السفارة، ولكن معظم الأعمال العادية تتوقف، إذ تم فصل هاتف البعثة، في واشنطن، أخيراً، وحُذفت الحسابات من على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا مشهد متكرر في 45 سفارة و20 قنصلية حول العالم، إذ يقال إن بعض الموظفين انتقلوا إليها لأنهم لا يستطيعون دفع إيجار شققهم الخاصة.
«هذا ليس شيئاً أردناه»، يقول نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في واشنطن، عبدالهادي نجرابي، لصحيفة «نيويورك تايمز»: «لقد جاء هذا الشيء، وقد لا نكون قادرين على الاستمرار لفترة طويلة. ولايزال هناك الكثير من العمل للقيام به؛ ولكننا وصلنا إلى طريق لا يمكننا الاستمرار فيه».
وأضاف نجرابي أن الموظفين مازالوا يتلقون الوثائق والطلبات القنصلية الأخرى، بالإضافة إلى مساعدة الأفغان الذين فروا إلى الولايات المتحدة للهروب من «طالبان». وتجني السفارة ما بين 2000 و3000 دولار شهرياً، من هذه الخدمات، ما يمكّنها من إبقاء الأضواء منارة والتدفئة تعمل؛ ولكن ليس بما يكفي لدفع الرواتب.
ورفض دبلوماسيون أفغان حول العالم، بقيادة كبار السفراء في العواصم الغربية، الانضمام إلى مؤتمر عبر الانترنت، رتبه وزير خارجية «طالبان»، أمير خان متقي، أواخر العام الماضي. ومازال معظمهم لم يتحدثوا إليه ولم تعترف أي سفارة بالنظام الجديد.
وبدأت الأموال في العديد من السفارات في النفاد، ما ترك المسؤولين محبطين لأنهم يواجهون طلبات كثيرة لمساعدة الأفغان، الذين يحاولون إيجاد طرق للبقاء بشكل قانوني في البلدان الأجنبية.
وقال سفير أفغاني، طلب عدم نشر اسمه: «الكثير من (الموظفين) لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر طويلة؛ مع القليل من المال الذي نملكه في السفارة، والأولويات التي لدينا».
وفي بعض المدن مثل نيويورك ومعظم العواصم الأوروبية، تمتلك الحكومة الأفغانية مبنى السفارة، لذا لا يوجد تهديد بالمطالبة بالعقارات من قبل الدول المضيفة. ومع ذلك، فإن مباني السفارات في بعض البلدان الأخرى مستأجرة، ما يترك فواتير كبيرة للدفع.
• بدأت الأموال في العديد من السفارات في النفاد، ما ترك المسؤولين محبطين، لأنهم يواجهون طلبات كثيرة لمساعدة الأفغان، الذين يحاولون إيجاد طرق للبقاء بشكل قانوني في البلدان الأجنبية.
• 100000 طلب لجوء تقدّم بها أفغان، فروا من كابول، في الولايات المتحدة.