لماذا تفوّق الـ «تيك توك» في الحرب
معظم التقارير تقول إنه حتى الآن فإن تطبيق «تيك توك» هو الوسيلة الإعلامية الأكثر تفوقاً في الحرب الروسية الأوكرانية.
الكاتب الصحافي الأميركي البارز، توماس فريدمان، راهن على استمرار هذه الفرضية، وكتب مقالاً في «نيويورك تايمز»، مطلع أيام الحرب، قال فيه إن «هذه أول حرب ستغطى وقائعها على (تيك توك) من أفراد ليس لديهم أي أداة اعلامية، سوى هواتفهم النقالة».
تقرير أميركي اشار إلى أن البيت الأبيض اتى بالإعلامية النشطة، فيكتوريا هاميت، المتخرجة حديثاً في جامعة جنوب كاليفورنيا، وطلب منها ظهوراً مدته 30 ثانية على «تيك توك» ترد فيه على دعوات فرض حظر طيران فوق أوكرانيا، وتوضح فيه خطورة هذه الدعوة على إمكانية تصاعد الحرب وتحولها إلى عالمية، وقد جاءت هذه الخطوة من البيت الأبيض مواكبة لإعلان السلطات الأميركية رفضها للحظر، بحسب ما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، التي أضافت أن الاعلامية هاميت، التي يتابعها في المعتاد 750 ألف شخص، انضمت بحسب الصحيفة إلى فريق من 30 انفلونسر (مؤثر) على «تيك توك» ليواصلوا الدعاية لصالح أوكرانيا.
«واشنطن بوست» مضت إلى الخطوة الأبعد في القصة، ونشرت تقريراً، اخيراً، قالت فيه إن «البيت الأبيض أطلع مؤثرين على (تيك توك) على الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في الحرب، بعد ان كان يراقب عن كثب دور التطبيق في اللقطات الأولى في الحرب، ما دفعه لاتخاذ قرار بالاتصال بالمؤثرين المرتبطين بهذه القضية»، وقد أشرف على هذا الاتصال مدير الاستراتيجية الرقمية بالبيت الأبيض، روب فلاهيرتي، بنفسه.
من جهته، وفي بادرة تزيد من رصيده الانساني، قرر «تيك توك» تعطيل خدمته للبث المباشر من داخل روسيا، بعد أن أصدرت الأخيرة قوانين صارمة بشأن بث الأخبار، وقال التطبيق في تعليله لهذه الخطوة إنه «أراد توفير الحماية للعاملين المستخدمين له هناك، حتى يقوم بدراسة الوضع».
وهنا يبرز سؤال، لماذا حاز «تيك توك» على كل هذا التفوق في تغطية الحرب؟
«مركز مرونة المعلومات البريطاني» أرجع التفوق لفعل المصادفة. وقال مدير التحقيقات بالمركز لمجلة «أتلانتيك» إن «80% إلى 90% من الفيديوهات التي وثقت الحرب في أوكرانيا، كان مصدرها حسابات مدنيين على (تيك توك) كانوا يعيشون حياتهم الطبيعية وفجأة وجدوا الدبابات والوحدات العسكرية حولهم، فالتقطوا صورها التي لا تستغرق طبقاً لقواعد التطبيق بضع ثوانٍ».
خبراء آخرون أرجعوا التفوق إلى تسيّد إعلام الـ«لايف ستايل» الذي يهتم بتفاصيل حياة الناس الشخصية والانسانية، أكثر مما يهتم بالحقائق الكبرى، وقد نقل الـ«تيك توك» نماذج لافتة لـ«لايف ستايل» الأوكرانيين اثناء الحرب داخل البيوت، وفي الملاجئ، مصطحبين حيواناتهم معهم في بادرة جديدة في اللجوء أينما ذهبوا.
على أي حال، فالنتيجة على شاكلة ما يجري في مباريات الرياضة مرهونة بالثواني الأخيرة، فهل يصمد التطبيق على تصدّر المشهد حتى نهاية الحرب، أم يفسح المجال لمنافس آخر؟